الأسد يدلي بصوته بابتسامة الواثق من الفوز

> دمشق «الأيام» رنا موسوي:

> أدلى الرئيس السوري بشار الاسد يوم امس الثلاثاء بصوته في الانتخابات الرئاسية، وبدا باسما وهادئا الى جانب زوجته أسماء، في صورة تتناقض الى حد كبير مع العنف المتواصل في مناطق واسعة من البلاد.
وسعى الاسد الذي تعتبره المعارضة السورية والدول الداعمة لها "مجرما"، الى الظهور بمظهر "القريب من الناس". وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورة له وهو يقف الى جانب شبان وشابات يقومون بالتقاط صور ذاتية لهم معه (سلفي) بهواتفهم المحمولة. ويرجح ان تكون الصورة التقطت في مركز الاقتراع.
وعرض التلفزيون الرسمي لقطات من دون صوت، للاسد (48 عاما) وقرينته (38 عاما) يدخلان بابتسامة عريضة الى مركز "مدرسة الشهيد نعيم مصراني" في حي المالكي الراقي في وسط دمشق. وارتدى الاسد بزة كحلية وربطة عنق رمادية، وارتدت زوجته سترة بيضاء وتنورة سوداء.
وقام الزوجان بمصافحة بعض المتواجدين في المركز، ودخلا قلم الاقتراع. وبعد اظهار بطاقتي هويتيهما، توجه الاسد وزوجته الى خلف العازل الانتخابي، قبل ان يخرجا وسط تصفيق الموجودين، للادلاء بصوتيهما، ثم تغميس اصبعيهما في الحبر الازرق.
وهي واحدة من الاطلالات المشتركة القليلة للزوجين منذ اندلاع النزاع في البلاد في منتصف مارس 2011.
على مقربة من مراكز الاقتراع في العاصمة السورية، شاهد صحافيو وكالة فرانس برس مواكب سيارة تطلق العنان لأبواقها، وعلى متنها ركاب حملوا الاعلام السورية وصورا للرئيس الاسد، وطلوا وجوههم بألوان العلم السوري.
وصدحت من السيارات اغان وطنية ومؤيدة للاسد، تقول احداها "نحنا رجالك يا بشار". واقام العديد من الناخبين حلقات الدبكة والرقص في باحات مراكز الاقتراع.
وتشكل الصورة الانيقة للزوجين والاجواء الاحتفالية بالانتخابات التي افردت لها القنوات الرسمية التلفزيونية مساحات واسعة طوال اليوم، تناقضا صارخا مع تواصل اعمال العنف والقصف الجوي والمدفعي في مناطق واسعة من البلاد التي تؤدي يوميا الى سقوط عشرات القتلى والتي تواصلت في يوم الانتخابات من دون هوادة.
واجريت الانتخابات المحسومة لصالح الاسد في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وقوبلت بانتقادات حادة من المعارضة ودول غربية داعمة لها اعتبرتها "مهزلة" و"غير شرعية".
واطلق الناشطون المعارضون لقب "انتخابات الدم" على العملية الانتخابية التي تأتي بعد اكثر من ثلاثة اعوام على اندلاع الاحتجاجات المطالبة برحيل النظام، والتي تحولت نزاعا داميا اودى باكثر من 162 الف شخص.
وانتشرت على نطاق واسع في دمشق ومناطق اخرى تحت سيطرة النظام، صور عملاقة للاسد، بدا فيها مبتسما او يؤدي التحية. كما رفعت في لافتات اخرى، صور له ولوالده الراحل حافظ الاسد الذي حكم البلاد لنحو اربعة عقود.
وبعثت شركة الاتصالات الخليوية السورية "ام تي ان" رسائل نصية الى مشتركيها، تقدم لهم فيها مجانا لشهر، اغنيتي "ما نرضى بديلك (لا نقبل بديلا عنك)" و"قائدنا" المخصصتين لبشار الاسد، لاستخدامها كرنة لهواتفهم الخليوية.
في دمشق، ترافقت عمليات التصويت مع سقوط العديد من قذائف الهاون من مواقع مقاتلي المعارضة على احياء مختلفة في العاصمة. كما امكن سماع صوت تحليق الطيران الحربي على علو منخفض، واصوات القذائف المدفعية التي تطلقها مواقع القوات النظامية في اتجاه معاقل لمقاتلي المعارضة في محيط دمشق.
شاب يحمل طفلة أصيبت بهجوم برميل متفجر نفذته القوات الحكوية أمس في شمال حلب
شاب يحمل طفلة أصيبت بهجوم برميل متفجر نفذته القوات الحكوية أمس في شمال حلب
وبحسب الخبير الفرنسي في الجغرافيا السورية فابريس بالانش، يقيم في المناطق التي يسيطر عليها النظام ستون في المئة من عدد السكان الذي كان يبلغ قبل اندلاع النزاع منتصف مارس 2011، نحو 23 مليون نسمة.
الا ان النزاع ادى الى لجوء نحو ثلاثة ملايين شخص الى خارج البلاد.
وتمكن النظام خلال الاعوام الماضية، مدفوعا بالدعم غير المحدود الذي يناله من حلفائه روسيا وايران وحزب الله اللبناني، من مواجهة الضغوط السياسية المطالبة بتنحيه، وخوض معارك ضارية على الارض ضد مقاتلي المعارضة.
وكرر النظام خلال الاعوام الماضية القول ان النزاع هو عبارة عن "مؤامرة" مدعومة من دول عربية وغربية، واصفا مقاتلي المعارضة "بالارهابيين".
ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى