الاعلامي الساخر باسم يوسف يعلن وقف برنامجه بسبب "الضغوط"

> القاهرة «الأيام» هيثم التابعي:

> اعلن الاعلامي المصري الساخر باسم يوسف أمس الأول الإثنين وقف برنامجه السياسي الساخر "البرنامج" بسبب "ضغوط" كبيرة قال انه تعرض لها، وذلك عشية اعلان فوز قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي برئاسة مصر، والذي سبق وسخر منه يوسف في برنامجه.
وكان برنامج باسم يوسف الذي اشتهر بسخريته الحادة من كل الزعماء منذ ثورة 25 يناير 2011 التي اطاحت الرئيس الاسبق حسني مبارك، قد جرى ايقافه من قبل قناة "ام.بي.سي مصر" السعودية التي تبث البرنامج في التاسع عشر من نيسان/ابريل الماضي بشكل موقت، وذلك "لعدم التأثير على الناخبين" قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت نهاية الشهر الماضي.
لكن البرنامج لم يعد كما كان مقررا الجمعة الماضية.
وقال باسم يوسف في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة في مسرح راديو الذي يستضيف تصوير برنامجه "لا اقدر ان الوم القناة على الذي حصل. الظروف والضغوط كانت اكبر من اي احد"، مشيرا الى ضعوط مورست على قناة ام بي سي مصر لوقف البرنامج.
وشكر يوسف القناة السعودية على تحمل الضغوط. وقال "هم حاربوا كثيرا من اجل البرنامج".
واضاف "فضلنا ان يتوقف البرنامج على ان نهين البرنامج"، من دون ان يعطي مزيدا من التفاصيل عن هذه الضغوط او مصدرها.
واعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية أمس الثلاثاء فوز السيسي برئاسة مصر اثر حصوله على اكثر من من 90% من اصوات الناخبين في انتخابات الاسبوع الماضي.
واوضح يوسف الذي ظهر وسط فريق عمله ان الحلقة التي اعدها تمهيدا لاستئناف بث البرنامج قد منعت من قبل السلطات. وقال ان "قرار المنع جاء قبل ان يشاهد المسؤول عن المنع الحلقة"، متابعا "البرنامج بشكله الحالي لن يسمح له بان يستأنف سواء على قناة مصرية او غير مصرية".
وحول الرسالة التي يمكن ان يوجهها للشخص او الجهة التي تقف خلف قرار منع البرنامج، قال يوسف "اقول له لماذا انت خائف؟".
ولم تكن حلقة البرنامج قد سجلت عند صدور قرار المنع، بحسب يوسف الذي رفض ايضا الكشف عن محتواها.
وفي مجمل تفسيره لقرار التوقف قال يوسف "تعبت من المعافرة والقلق والخوف على سلامتي الشخصية وسلامة اسرتي".
وقال يوسف "انا لست مناضلا او محاربا، انا كنت اقول رأيي ساعة في الاسبوع".
وبدأ باسم يوسف برنامجه مصورا بشكل غير احترافي على موقع اليوتيوب اثناء الثورة التي اطاحت بمبارك قبل ان يتحول الى "جون ستيوارت المصري" لانه يستوحي برنامج المذيع الاميركي باستمرار في برنامجه التلفزيوني الاسبوعي "البرنامج".
واوضح يوسف ان برنامجه لن يعود لليوتيوب. وقال "اليوتيوب كان جيدا عندما كنا شخصا واحدا وكاميرا واحدة. اعلانات اليوتيوب لن تغطي تكاليف انتاج البرنامج"، لكنه قال ايضا "لن نذيع البرنامج من خارج مصر لان هذا سيقلل من المصداقية"، مشيرا الى ان ذلك سيفتح عليه بابا من اتهامات "العمالة والتخوين".
ومنذ عودة برنامجه من توقف طويل في اكتوبر الماضي، دأب يوسف، جراح القلب السابق، على السخرية من اجواء الهوس والتأييد الجارف للسيسي في الشارع والاعلام المصري منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو الماضي.
وبعد حلقة واحدة، قررت قناة "سي بي سي" المصرية وقف بث "البرنامج" لاهانته "الرموز والثوابت الوطنية" في اشارة لسخريته من شعبية السيسي.
لكن يوسف وعاد وظهر على قناة "ام.بي.سي مصر" ليسخر من اختراع للجيش زعم انه يعالج امراض الايدز والكبد.
وفاز السيسي باكثر من 90% من اصوات الناخبين في انتخابات الاسبوع الماضي مستندا الى موجة من المشاعر الوطنية والقومية.
ويخشى معارضو السيسي من التضييق على الحريات في عهده خاصة انه تحدث عن محاربة الارهاب وتوفير الاستقرار بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات التي اعقبت عزل مبارك في العام 2011.
وسأل السيسي مجموعة من رؤساء تحرير الصحف المصرية في لقاء معهم "انتم تكتبون في الصحف ان لا صوت يعلو فوق صوت حرية التعبير. ما هذا؟".
وجرى التحقيق مع باسم يوسف اثر مئات البلاغات ضده خلال السنة التي قضاها الرئيس الاسلامي محمد مرسي في الحكم. لكنه لم يحل للقضاء او يتم ايقاف برنامجه.
ومنذ اطاحة الجيش مرسي اثر احتجاجات شعبية واسعة ضده، تقوم السلطات المصرية بحملة قمع واسعة ضد انصاره خلفت اكثر من 1400 قتيل.
والقي القبض على اكثر من 15000 شخص، منهم نشطاء علمانيون يعارضون السلطات الجديدة.
وقال يوسف "هذا ليس مناخا لبرنامج ساخر".
ورغم جدية الحدث، فان يوسف لم يتخل عن مرح حين قال ساخرا "نحن في ازهى عصور الديموقراطية"، قبل ان يلتقط هو وفريق عمله صورة جماعية حول لافتة كتب عليها بالعربية والانكليزية "النهاية".
ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى