مصارحة حرة.. فيفا.. صقرنتوس

>
محمد العولقي
محمد العولقي
وتأتي على قدر الكرام المكارم .. شطر يكمل بيتاً ينتصر لأهل العزم .. وفرسان " الصقر" كانوا كراماً وهم يلتهمون " سلة " عنب دورينا " عنقوداً عنقوداً " .. وليس حبة حبة كما تنص الأغنية اللحجية الشهيرة.. ولأن الكتاب الأصفر الفاقع اللون يقرأ من عنوانه فإن كتيبة " الصقور" الجائعة حلقت مبكراً فوق البقاع المرتفعة وحيث وكر " النسر" بنى " صقر " الحالمة فوق قمة جبل صبر عشه الملكي كفريق متفرد يغرد خارج السرب.
* بحصيلة أرقام لا تكذب ولا تتجمل ومعطيات " نقاط " حاكت موسوعة " جينيس " للأرقام القياسية .. وبصرامة من يستخدم " الشاكوش " وبروعة من يلعب بالشوكة والسكين كتب " الصقر " لنفسه " إلياذة " كروية في موسم أكد بالطول والعمق والارتفاع أن الصقور الجارحة فصيلة نادرة من التحديات وعملة فريدة من الهدوء الأصفر الذي يسبق العاصفة.
* لم يحلق " الصقر" في سماء أرقامه القياسية لمجرد أن له جناحين من فولاذ ومحركين يستمدان البركة من قلب الرجل الوقور " شوقي " .. الرجل الذي يتكيف مع " تكنولوجيا " العصر والوحيد الذي يمتلك الخلطة السحرية للفريق الحالمي العريق .. لكن " الصقر " طار بفرائسه صغيرهم وكبيرهم .. بذات قدرته على التعامل الواقعي مع مفاجآت المنطق.
* لا جديد .. عندما تسطع أضواء الإدارة ويختفي بريق النافخين في الكير تستقيم الأوضاع وتتحول المهام إلى " جدول " أعمال فيه الحقوق والواجبات واضحة وفيه تبادل الأدوار من " سنن " الحياة .
* أتدرون لماذا يبدو " الصقر" مختلفاً عن الآخرين من حيث الفكر والسلوك؟ ببساطة .. لأن لا وجود في النادي المؤسسي الذي يرفع رأس كل يمني للإداري " النطيحة " الذي يلعب بالبيضة والحجر .. ولا مكان للعضو " المتردية " الذي يلعب على الحبال وفقاً ومزاجه الخاص.
* في " الصقر" ميثاق شرف إداري يذوب فيه الفرد في فنجان " الجماعية " وفي " الصقر " تضحيات خاصة ليبقى مزاج " الأصفر" رائقاً .. وفي " الصقر" رجال وهبوا وقتهم وصحتهم للكيان الكبير والأهم أن " الحب " في الصقر يصنع استقراراً ذهنياً للأسرة الواحدة .
* النادي الذي قدم لنا " مصفوفة " من الدروس الإدارية والإنسانية هو نفسه الذي يختار المناسبات الكبيرة ليعتلي القمة الشماء .. وعندما يقدم لنا " موضة " الفوز في كل حدث كأس عالم فلأن ذوقه الرفيع يبقى نكهة لبطولة تصنع رحيق " المونديال " محليا.
* في " الصقر " تتلاقح الأفكار الإدارية مع " الرؤى " الفنية وتنسجم " روزنامة " حماس اللاعبين مع مفكرة مدرب يتعامل مع المباريات كجواهرجي حاذق يطوع المعادن ويصهرها ويضعها في " جدوله " الدوري ككيميائي يحسن ترتيب " معادنه " بحسب ما تقتضيه الموضة التكتيكية.
* للصقر نجوم في الملاعب تألقت وذاع صيتها .. كافحت وطبقت المطلوب بحذافيره .. لعبوا ككتلة واحدة وبمحرك جماعي .. حتى أنك لتحتار عند المفاضلة بين اللاعبين .. فالفوارق الفنية متقاربة .. وتبقى جماعية الفريق هي من صنعت الفارق .. وهذا الفارق ظل يتكئ على عمليات إعداد نفسية للاعبين .. لذا فإن الذين كانوا على " الدكة " أهم من الذين كانوا يخوضون معارك الكلام الحلو.
* وبصراحة مطلقة كان الأخ " رياض الحروي " هو أهم لاعب في تشكيلة " الصقر " .. ومن خطوط التماس قام " وزير التموين " رياض بدور الاخصائي النفسي .. فمجرد وجوده بالقرب من اللاعبين يمون أبناءه بالطاقة الخارقة .. ويشحن بطارياتهم بمنسوب " وعي " لا يمكن أن تفهمه دون أن تقرأ دلالات علم النفس عند " فرويد ".
* كان " رياض " يوزع صحته على فريقه تارة يجافيه " النوم " وتارة ينسى الوجبات الثلاث ويبات على لحم بطنه مكتفياً بنقاط الفوز الثلاث قبل ووسط وبعد الأكل .. كانت " روشتة " واضحة من " رياض " .. فالبطولة تتطلب تضحيات ومهرها لن يدفع إلا من " صحة " رياض وساعات عمله.
* أدري أن " شوقي هائل " مخ يقرأ بالقدم وأنه العالم الجليل الذي وضع التجارب في معمله لتكون النتيجة " صقر " بمخالب حديدية .. ومنقار مضاد للرصاص .. وجناحين بمعدن لم يكتشفه " مندليف " بعد .. لكن الرجل يؤمن بتحديد المهام ويكره كره العمى عملية " المحاصصة " أو العمل الفردي والمزاجي الذي يصيب " الطموح " في مقتل.
* والصقر هذا الموسم مع الاختلاف في المسميات ومع الاحتفاظ بالدرجات والمراتب فعل ما فعله "يوفنتوس" في إيطاليا .. وسار على نهج " سانتوس " البرازيلي .. ومن حقه أن يكون اليوم وسط موجات أفراحه " صقرنتوس " اليمن فالفريق كهوية وكنظام وفكر يستند على جدار صلب لإدارة تخطط قريباً للانتقال من التحليق المحلي إلى التحليق في السماوات الخارجية .. وطالما وأن للصقر بئر إرتوازية في قيمة " زيد النهاري " يتزود منها النادي ماء زلالاً وقت اللزوم وجماهير تطير مع فريقها إلى " فردوس " الفرحة الغامرة والبهجة العامرة فسيبقى " الصقر " نسخة غير قابلة للاستنساخ طالما وأن سر " الخلطة " في دماغ شوقي ورجاله الأوفياء .. ومسك الختام يا " صقر " السلام .. دامت أفراحك " نافورة " سعادة لمن يستظلون تحت سمائك .. و يا جماهير الصقر خليكم شاهدين : أن قلت تيمناً بكتاب الهوى .. أمسى (الهوى) عندي يؤلف كتاب .. والسر وحده في بطني أنا وحدي .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى