بطل بلا بطولة !!

>
شكري حسين
شكري حسين
إنقضى الموسم الكروي الحالي ، وتقمص صقر الحالمة " ثوب " البطولة كما كان متوقعاً ، وانفض مولد المعركة وعاد كل فريق إلى قواعده إما منتشياً بنصرٍ قد تحقق وهدفٍ تم الوصول إليه ، أو " خيبة " كتبت على جدرانه وعلقت في كتاب أيامه فنال الأول مطلبه وتجرع الثاني مرارة تهاونه.
إلا أن مسيرة نوارس حضرموت تبدو غير اعتيادية ، وينبغي التوقف عندها ونصب خيام الثناء حولها ، لا لأنه خاض المنافسات بأجنحة مكسورة والسير في طريق الدوري بأقدام حافية وحسب ، ولكن لتحديه الظروف وقهره الصعاب فكان عنوانا لـ " الإرادة " ورمزاً للتضحية ومثالاً يقتدى به في همته وصموده.
" شعب حضرموت " بطل بلا بطولة ومتوج دون برواز وصورة ، لكنه يملك " همة " تناطح الجبال وعزيمة ارتقى بها فوق هام السحاب ، حيث قدم نفسه كاستثناء جميل في مواسم الجدب وقلة الزاد ونضوب المال ، زد عليها إجباره على خوض المنافسات بعيداً عن أرضه ومنقوصاً من جمهوره حين جار عليه أحبابه وتنكر له أصحابه.
وفي غمرة " الانفعالات " غير الواعية ولحظات النشوة الزائفة أراد البعض للممثل شعب حضرموت التغييب الكامل عن المشهد الرياضي وكأن عدم مشاركته أو مقاطعته للدوري ستجلب النصر المؤزر ، أو ستحلق فوق سماوات المكلا حمائم الاستقلال ، وما علموا أن الأمر مجرد مباراة كروية أو المشاركة في مظاهرة تنافسية فوقعوا في شراك العداء مع إخوانهم والتنكر لأبناء جلدتهم وممارسة الظلم على فريق مدينتهم فكان الحال كقول القائل : " ظلم ذوي القربى أشد مضاضة ××× من وقع الحسام المهندِ ".
اضطر أبناء ديس المكلا لمغادرة أرضهم ولسان حالهم يقول : " لولا أن قومك قد أخرجوني ما غادرتك أبدا " ، فاتخذوا من قرار الطرد القسري " جسرا " مروا من خلاله إلى منصات الإجادة ، وطريقا كتبوا على جنباته أحرف الريادة ، ورموا بجحود الأهل والخلان في غياهب النسيان ، وكان نتاج ذلك أنهم حافظوا على موقعهم ضمن أندية النخبة بل وتجاوزوا فرقاً تهيأت لها كل الظروف المناسبة وحظيت بشتى صنوف الدعم والمساندة ، وما ذلك إلا دليلاً على قوة شباب النادي وقدرتهم على تجاوز المصائب والشدائد فحققوا " الأهم " ونالوا المطلب وتلك أمور لا يلقاها الذين قويت عزائمهم وأشتد عود تفانيهم وكبرت هممهم وآمالهم "
شعب حضرموت يستحق بكل تأكيد الإشادة والتكريم فليس من السهل أن تخوض المباريات بعيداً عن هدير جماهيرك وصيحات مشجعيك ومساندة محبيك ومؤانسة أحبابك ، لكن الإرادة حين تكون حاضرة يبقى ما سواها مجرد زوابع في فناجين مقلوبة ولله در القائل : " قد يدرك الشرف الفتى ورداؤهُ ××× خلق وجيب قميصه مرقوعٌ ".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى