حضرموت الفقيرة

> علي سالم اليزيدي:

> حضرموت العجوز من يأكل أرثها من غير أهلها، لماذا غدت هذا الاقليم الحضرمي القديم الجديد وصاحب المساحة والثروة في دوامة البحث عن المال وتسديد الديون ومد يد العون.
صارت الغنية فقيرة ومال الزمن قليلا ودفعت الى طريق لا تريده وكدست بها وحولها أشكال وألوان من الفواجع و المواجع وضربت مثل ما لم يضرب مكان من قبل الا في الاحداث السابقة والمنعطفات التي مرت بها حضرموت وفي واقع الحال نحن نتسأل بعدما أغلقت خلال الايام القليلة الماضية محطات الكهرباء التي تمد مدن حضرموت بالتيار الكهربائي والطاقة وغدت حضرموت من سيئون والمكلا والشحر وكلما يقع في الخارطة الحضرمية تحت سيطرته الظلام والانطفأات التي لا مبرر لها ولا يجوز ان تحدث في حضرموت التي يقال عنها انها مخزون اليمن النفطي وهي تتربع على عرش المخزون النفطي في المنطقة الاقليمية كلها بل ويدور الصراع القديم الجديد حول هذه المسألة التي غدت موضوع يدخل في لب الصراع المحلي والاقليمي وهي التي تركزت حولها أطماع سابقة منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية مرورا بكل التطورات الى هذه اللحظة التي لازالت لم تستقر حولها لا الافكار ولا الخرائط ولا التصورات القادمة ولازال هناك السؤال يدور كيف ومتى وماذا؟
ولازلت أتذكر كيف تقاطر رجال المال والاعمال الحضارم في يونيو قبل سنتين قاصدين صنعاء حيث حجزوا طائرة السعيدة ولهم هدف واحد وقصد واحد ونية واحدة لقد أرادو اللقاء بالرئيس عبدربه منصور هادي أنذاك حيث تشاوروا في نطاق غرفة تجارة وصناعه حضرموت وقرروا ان يقصدوا رئاسة الدولة بغرض وضع حد للأنطفأت والانقطاعات في الكهرباء والطاقة والتي يكتوي بمعاناته المواطن وهو الامر الذي أصبح سيد الموقف في المدن الحضرمية الى اليوم ، طاروا ذلك اليوم للقاء الرئيس عبدربه بغرض وضع مقترحات بحقوق ومستحقات حضرموت الفقيرة الغنية في توزيع الحصص التي سيقدمها المانحون ونحو هيكلة التنمية في حضرموت وكان القصد من هذا كله أيجاد حلول لتحريك الواقع والدفع به لخدمة الاستقرار في المنطقة ، ليس حضرموت فقط بل كل الجغرافيا الممتدة في الجنوب والشمال وفي المنطقة الاقليمية كلها، نحن نعلم أن حضرموت هي زاوية وركن هام جدا أذ هدئت وعززت فيها التنمية والاستقرار وفتحت الاعمال أمام المانحين والمستثمرين والشباب فأن شوكة الميزان ستستقر وهو اعلان حقيقي بأنها قد لعبت دور حقيقي في هذا الجانب منذ الثلاثينيات مرروا بالخمسينيات وما بعد الاستقلال الى اللحظة التي يريد بها الحضارم وضع المقترحات التي تهدف الى أظاهر ميناء المكلا بما يليق من استقدام لبواخر الحاويات وفتح الخط الملاحي واستمرار نشاطه ما بين صلالة والمكلا وهو ما تم وسار بنجاح الى الان حيث جرى أنتعاش كبير بميناء المكلا والسوق التجارية الحضرمية وتطوير المقدرات والقوة الاستيعابية للميناء نفسه وفي نفس الاتجاه يضع كل المستثمرين ورجال الاعمال الحضارم مستندين الى مقترحاتهم بشأن أنشاء محطة كهرباء غازية عملاقة تؤدي دورها لخدمة الحياة العامة والتنمية في حضرموت ، كان رأي كل القاصدين صنعاء ذلك اليوم ولازال الى اليوم هو تطوير ميناء الشحر وفتح الاجواء في مطاري الريان وسيئون ويومها انا أتذكر جيدا أن الرئيس عبدربه منصور هادي المنشغل بإعادة الاستقرار للبلاد كلها والتنسيق مع الدول الضامنة بمجموعها وقال لنا يومئذ كلام رائع ووجدناه مرهقا لكنه أحسن في كل شي من حيث ما تبادلناه من مواضيع ذات مردود ايجابي تهدف الى تطبيع السلم والاستقرار والحوار وبالرغم ما بدأ عليه من ارهاق فقد كان مؤيد لكل المقترحات الحضرمية ومستشعر الابعاد المحلية والخارجية لما تطرحه حضرموت وما يمثله دورها القادم الذي لا يتزحزح وهو انها المكان والسكان والجغرافيا الذي يعدل شوكة الميزان ولا سواه.
وها نحن اليوم أمام معضلة رمت بنفسها فجأة أمامنا وهي وبعدما أجتهد الحضارم في اقامة محطات توليد الكهرباء ووضعوا أسس لاستثمارات تنموية ضخمة في مواجهة مع الانطفأات وانقطاع الطاقة وأصبح المواطنون في حالة يرثى لها ليس لانهم يواجهون الظلام بل من التخريب التي تصاب بها الاجهزة الكهربائية ويدفع ثمنها صاحب الدخل المحدود والفقير المعدم ، أنها مفارقة حقيقة أن تصبح حضرموت فقيرة تستجدي فاتورة دفع ثمن الطاقة بل ويعمد اصحاب الطاقة المشتراة بأيقاف محطاتهم المؤجرة في حضرموت ناهيك عن الديون المتراكمة للأخرين.
من يعبث بحالنا ونحن نعلم أن هذه الإنطفاءات جاءت فجأة أثناء وعقب صدور النتائج والبيان الختامي لحلف قبائل حضرموت ، هناك من مد يده لآن يعبث بالأوراق أو أراد أن يوحي لنا ببضع تلميحات نفهم أغلبها منذ زمن ولا داعي لتكرارها لآننا نعلم أن معاناتنا طالت وحضرموت الفقيرة أو كما يقال : (والماء فوق ظهورها محمول) لم تعد الا مستجديه الفلسات من مالها ومن باطن ارضها والذي يكتنزها البعض في خزائن ويريد مننا أن نمد اليد أو كما يقال : (ولله يا محسنين) أبدا هذا لم يعد في مفهوم اليوم وليس امام حضرموت وابنائها ألا أن تقف أمام هذه الالاعيب وكل ما يكتوي به المواطن البعيد وربما يعاقب عليه مع انه يستحق أن يحظى بشرف الحصول على حصته من نفطه وثروته ولا داعي للمعاناة التي لا مبرر لأطلاقها وتسيير حملتها علينا .
حضرموت فقيرة اليوم وستظل فقيرة لآنها قد وضعت كل ثروتها في خدمة الجميع ولم تنادي ولم تحسب أن هذا هو نوع من التعالي على الاخرين، ولم نفكر في هذا منذ أن عرف الحضارم عمل الخير والسعي الى تفعيل كل ما من شأنه خدمة الانسان والاستقرار والسلم وستظل هكذا وهو هدف لن يسقط من قاموس حضرموت التي تمتد بخيرها لأخرين وربما لم يفهم الطامعين والمحتالين ما معنى مفهوم الخير والاستقرار بقدر ما يفهمون الجشع والطمع وافتعال أنواع الصراع وخصوصا وأننا ندخل مرحلة جديدة من خلال نجاح الرؤية لدى الحضارم حول المستقبل القادم وتعزيز حلف قبائل حضرموت وجعلة عنوان جديد يدخل في نطاق الاتجاه المرحلي والمستقبلي للرؤية التي يراد أن نقف عليها في حضرموت الى جانب منظمات المجتمع المدني والسياسي ورجال الاعمال والاقتصاد وهو ما نضع يدنا على اوراقه بشده في هذه اللحظة بالذات وما سواء ذلك لن يدوم فهو ذاهب في مهب الريح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى