> قال الأمين العام للمجلس المحلي بالمهرة سالم عبدالله نيمر: "إن سبب انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة الغيضة خلال اليومين الماضيين يعود لقيام الشركة المتعهدة-وهي مجموعة السعدي التجارية- بتوقيف الخدمة نتيجة المديونية المتراكمة لدى وزارة الكهرباء والطاقة، وعدم صرف مستحقاتها المالية للعام الماضي والنصف الأول من العام الحالي والبالغة (44) مليونا و(309) ألف دولار حيث لم تتمكن وزارة الكهرباء من الإيفاء بتسديد الالتزامات المالية للشركة وفق المحاضر التي تم الاتفاق عليها بتسديد المديونية بالتقسيط–ربما- بسبب الأزمة المالية التي تشهدها البلاد مما اضطرّ الشركة إلى رفع مذكرة إلى وزارة الكهرباء لتعليق الخدمة ابتدأ من يوم الثلاثاء الماضي الساعة الـ12 ظهرا على كافة المحافظات التي تشتغل فيها هذه الشركة وهي: المهرة، ومأرب، وحضرموت، وشبوة، وأبين، ولحج" .
وأوضح: "بأن الأخ المحافظ علي خودم قام بالتواصل مع رئيس الجمهورية الذي وجه رئيس الوزراء بالجلوس مع الشركة لعمل آلية تنظم عملية دفع مستحقاتها المالية المتأخرة، وتم جدولة المديونية وبناء على ذلك قامت الشركة بإعادة الخدمة الكهربائية" .
وأرجع سالم نيمر سبب تراكم المديونية إلى الأزمة المالية والعجز في الموازنة العامة للدولة، والأحداث التي تعيشها البلاد وخاصة بعد ظهور تنظيم القاعدة والحرب على الارهاب، والاعتداءات المتكررة على أبراج الكهرباء وتفجير أنابيب النفط وهذه الأحداث أدت إلى توقف عمل الشركات الأجنبية العاملة في البلد، فتكبدت الموازنة العامة خسائر كبيرة جدا، وظهر العجز ولم تتمكن الدولة من الإيفاء بالالتزامات التي عليها للغير خاصة الشركات المشغلة للطاقة المشتراة، وهذا أدّى إلى تراكم المديونية على وزارة الكهرباء والمؤسسة العامة التي عليها التزامات أخرى من ناحية التشغيل ورواتب الموظفين التي تتأخر أحيانا إلى شهرين، كذلك المؤسسة العامة للكهرباء تعاني من مديونية كبيرة لدى الجهات الحكومية المركزية وبعض المتنفذين، وهذه المديونية لم تسدد حتى أنها تغطي التزامات المؤسسة".
وحول إمكانية تشغيل محطة كهرباء الغيضة الحكومية التابعة للمؤسسة أجاب الأمين العام" لدينا مولدات ضخمة بقدرة 4 ميجا ونصف، لكنها خارجة عن الجاهزية وبحاجة إلى صيانة شاملة وبعض قطع غيار، وقد جلسنا مع الأخوة بالمؤسسة وطالبناهم بضرورة تشغيلها، نحن في السلطة المحلية وفرنا لوحات تحكم بتمويل من صندوق الإعمار بمحافظتي حضرموت والمهرة بكلفة 60 مليون ريال، وعلى المؤسسة استكمال بقية القطع الفنية الأخرى الخاصة بالمولدات، وقد تم الاتفاق مع الشركة الموردة لتوفير هذه القطع، لكن للأسف مؤسسة الكهرباء لم تف بالمستحقات المالية لهذه الشركة، ونحن الآن بصدد تجهيز هذه المولدات خلال الشهر القادم، ولدينا مولدات أخرى من صندوق الإعمار لمدينتي حوف وحصوين في الخدمة حاليا ومولدا آخر بالغيضة 1 ميجا يستخدم للحالات الإسعافية في تشغيل آبار مياه المدينة عند انطفاء الكهرباء وتم توريد وتركيب مولدين في كل من سيحوت وقشن" .
وكشف الأمين العام في سياق حديثه لـ«الأيام» عن مشروع استراتيجي في مجال الكهرباء والطاقة .. حيث أفاد: "بأن الأشقاء في حكومة سلطنة عمان الشقيقة وحرصا منهم لمساعدتنا في التغلب على مشكلة عدم توفر الطاقة بهذا المشروع المتمثل في ربط خطوط نقل الطاقة من ميناء ريسوت بمدينة صلالة إلى المحافظة بطول نحو 300 كيلو بخطوط (132) أبراج، وقد تم الانتهاء من إعداد الدراسة الفنية للمشروع من قبل المختصين في الجانبين اليمني والعماني، وحاليا نستعد لعقد لقاء فني يجمع المختصين من الجانبين لبدء عملية التنفيذ الفعلي لهذا المشروع الاستراتيجي والذي يعتبر من أهم المشاريع الاستراتيجية في مجال نقل الطاقة وسيمكن من تغذية المحافظة بالطاقة الكهربائية الكافية" .
وقال: " وتنفيذا لتوجيهات الأخ رئيس الجمهورية بربط مديرية شحن بالمؤسسة العامة للكهرباء كونها حدودية ونائية تمت الموافقة والإجراءات قيد التنفيذ، كذلك تم توريد مولدات لمديريات حوف وسيحوت من مؤسسة الكهرباء، وأستطيع القول أن شبكات الكهرباء وصلت إلى جميع مديريات المحافظة وأغلب مناطقها، إلا أننا نعاني من مشكلة في توفير الطاقة خاصة في مديريات الغيضة، وقشن، وسيحوت؛ لذلك تم التعاقد مع هذه الشركة الخاصة لتأجير الطاقة لمدها بالتيار الكهربائي، أما بقية المديريات فتعمل على المولدات" .
مشيدا بدور واهتمام فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في حل مشكلة انقطاع الكهرباء بهذه السرعة حرصا منه في رفع المعاناة على المواطنين .