قراءة ختامية على هامش حصاد دوري الأولى.. الكتيبة التلالية حسمت موقعة البرونز لصالحها باقتدار

> قراءة : عوض با مدهف

> في السادس من يونيو من العام 2014م استدل الستار في مشهد ختامي درامي انتظره أهل البيت الكروي طوال ستة أشهر، وجاءت الحصيلة الختامية لمشوار (182) مباراة - قسمت إلى دورين دور الذهاب (91) مباراة ودور الإياب (91) مباراة - موضوعية ومنطقية إلى حد بعيد، حيث سيطرت الفرق الكبيرة ذات العيار الثقيل، وصاحبة الموارد المالية الضخمة على مقاليد الصدارة إلى حد أن انحصر التنافس على خطف وانتزاع البطولة والدرع، وبالمقابل أقراص الذهب والفضة بين فريقين لا ثالث لهما، وهما صقر الحالمة المتطلع إلى تحقيق الاحتفاظ بالدرع إلى الأبد في خزائن الصقر الحالمي الواقع في منطقة (بير باشا) التي تضاعفت شهرتها مع ارتفاع درجات تحليق الصقر في أجواء الدوري بصورة واثقة ومستمرة.
وكان الطرف الآخر لهذا التنافس الكروي الساخن المتواصل هو إمبراطور أهلاوية صنعاء القاطن في (باب اليمن) الذي عاوده الحنين لعناق البطولة والدرع وارتقاء منصات التتويج بعد سنوات سبع عجاف غاب فيها الإمبراطور عن عالم البطولات، وهكذا نجد أن الفرق ذات الوزن الثقيل قد حسمت خيار التنافس على صدارة الدوري، وذلك عبر رسم وتحديد معالم الطريف المؤدي إلى منصات التتويج.
فيما عانت الفرق ذات الإمكانات المتواضعة كثيرًا بفعل ذلك الأمر الذي انعكس سلبًا على أدائها وعطائها وحصادها ومنذ وقت مبكر، كما تفاوتت معاناة الفرق في هذا الدوري من فريق لآخر بين ذاتية وموضوعية ومفروضة وخارجه عن الإرادة، ولعل أبرز إشكاليات هذه الفرق انحصرت في دائرة قصر ذات اليد، وعدم وجود المصدر الثابت لضمان توفير السيولة المالية الدائمة وفي كل الفترات.
**** هجرة من أجل الكرة
أما معاناة نوارس حضرموت (شعب حضرموت)، فهي معاناة من نوعية خاصة، ونتاج لظروف صعبة وقاسية فُرِضَت عليه في تداعيات (الهبة الشعبية الحضرمية) التي شهدتها محافظة حضرموت في المدة الماضية، والتي استغلها أسوأ استغلال لإلحاق الأذى من قبل البعض لهذا الكيان الرياضي العربي والمتمثل بنادي شعب حضرموت الرياضي والثقافي الممثل الوحيد والدائم للكرة الحضرمية في رحاب دوري الأولى والنخبة والأضواء والكبار، حيث بلغ الأذى أعلى مراحله بالإقدام على إحراق مقر مبنى نادي شعب حضرموت، وهو عمل أحمق بكل المقاييس، وكذلك نظرًا لظروف الانفلات الأمني غير المسبوق في حضرموت.
اضطرت نوارس حضرموت إلى الهجرة بعيدًا عن موطنها الأول (المكلا) لخوض غمار مباريات الدوري أولاً في عدن، ثم نقلوا إلى الحديدة بعيدًا عن الأرض والجمهور، وهي المرة الأولى التي يُهاجر فيها الحضارم من أجل خاطر، حيث هاجرت النوارس هجرة كروية، وهم يرددن ذلك المقطع الشهير من الأغنية ذائعة الصيت لفنان حضرموت الأول والكبير الراحل (محمد جمعة خان)، (مسكين مسكين بو حضرم تغرب وساح طائر ولا له جناح).
ورغم هذه الظروف الصعبة التي فُرِضَت على النوارس الحضرمية إلا أنهم أبلوا بلاءً حسنًا، وعوضوا نقص البعد عن الأرض والجمهور بالإصرار على تقديم الأفضل والمنافسة قدر الإمكان والاستطاعة وتحقيق الأهم ألا وهو ضمان البقاء ضمن إطار الكبار والأضواء، حيث حققت النوارس الحضرمية ذلك برصيد (34) نقطة في المركز الثامن متفوقًا بذلك على الفرق التي فاقته في الإمكانيات، وكانت ظروفها أفضل منه، وتلعب في أرضها وبين جماهيرها.
**** إحصائية الحصاد
انفراد الصقر الذهبي هذه المرة بتحقيق رقمًا قياسيًا في حصد النقاط، حيث تمكن من حصد (65) نقطة من إجمالي نقاط الدوري البالغة (78) نقطة، حيث خسر (13) نقطة من خسارة واحدة من أهلي صنعاء وخمسة تعادلات.
**** التلال حسم البرونز
على طريقة (من يضحك أخيرًًا يضحك كثيرًا) انتزع الفرق التلالي البرونز وفي الأمتار الأخيرة، وذلك عندما رد الصاع صاعين على إمبراطور (أهلاوية صنعاء) حين تغلب عليه بثلاثية رد بها على خسارته من أهلي صنعاء في لقاء الذهاب، وبهذه الثلاثية حسم التلال الصراع على موقعة البرونز لصالحه بفوزه العريض على أهلي صنعاء في أرضه ووسط جمهوره ليعلن استحقاقه للمركز الثالث والبرونز باقتدار وجدارة رغم أن ذلك لا يرقى إلى مستوى العميد الذي ظل لمدة طويلة، هو والبطولة وجهان لعملة واحدة رائجة وذائعة في رحاب الكرة اليمنية.
**** نهاية الأحلام
فيما أسقطت السهام الهلالية عرباوية صنعاء في أرض تهامة، وقضت على آمالهم في عناق البرونز (المركز الثالث)، ولم يكن حظ اتحاد إب بأفضل من العروبة، حيث تمكن الصقر الحالمي من اصطياده وسط جمهوره وفي أرضه لتتلاشى بذلك أحلام البرونز لنسور اللواء الأخضر، ليكتفي كل من العروبة واتحاد إب برصيد (40) نقطة بالمركزين الرابع والخامس على التوالي.
**** لا جديد في الترتيب
اليرموك بطل الدوري السابق اكتفى بالمركز السادس ورصيد (37) نقطة بفارق الأهداف عن شباب الجيل (37) نقطة صاحب المركز السابع، فيما جاء شعب حضرموت (34) نقطة في المركز الثامن بفارق الأهداف عن هلال الحديدة (34) نقطة في المركز التاسع، وحل عنيد اللواء الأخضر (شعب إب) بـ(33) نقطة في المركز العاشر.
**** أهل القاع
ودع أهل القاع والهابطون الأربعة دوري الأولى والاضواء بخسارات متتالية، حيث خسر الرشيد من شعب حضرموت عصر الخميس الماضي بهدفين نظيفين، و22 مايو من شعب إب بهدفين لهدف أمس الأول، وكذا شعب صنعاء من شباب الجيل بهدفين نظيفين، فيما أقام اليرامكة مهرجانًا للأهداف في الحالمة بفوزهم على أهلي تعز بخماسية نظيفة.
وهكذا ودع أهل القاع الأضواء، وبهذا الشكل الدرامي، ونتمنى لهم عودة موفقة إلى الأضواء، وأن يستلهموا من تاريخهم قوة دفع إيجابية تعيدهم إلى سابق عهدهم من التألق والرونق.
وفي الوقت نفسه نتقدم بأحر التهاني القلبية إلى كل من الصقر وأهلي صنعاء والتلال أصحاب الذهب والفضة والبرونز .. وإلى اللقاء في دوري قادم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى