الهجمات المنسقة تكشف تزايد قوة المسلحين في العراق

> بغداد «الأيام» وليم دنلوب:

> تكشف العمليات المسلحة التي نفذتها الجماعات الجهادية في العراق خلال الايام الثلاثة الماضية في ثلاث محافظات وادت الى مقتل العشرات، وبينها احتجاز رهائن في محافظة الانبار، تنامي قوة هذه التنظيمات في بلد بات يعاني تحديات امنية كبيرة .
وهاجم مسلحون ينتمون الى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) مدينة سامراء وتلى ذلك اشتباك كبير مع قوات الامن في محافظة نينوى، وفي اليوم نفسه احتجزوا رهائن في جامعة الانبار، اضافة الى مليات تفجير منسقة في بغداد.
ويشهد العراق اسوأ اعمال عنف منذ سنوات، الى جانب مشاكل لا تحصى تسهم في زيادة الاضطرابات القابلة للاستمرار بلا هوادة.
ويتبنى تنظيم داعش الذي اصبح ابرز الجماعات المتمردة في العراق، معظم الهجمات في البلاد واكثرها دموية.
ويرى علي الحيدري المتخصص في الشؤون العسكرية متحدثا لفرانس برس ان تنامي هذا التنظيم في البلاد سببه "نقص المعلومة الاستخباراتية التي عادة ما يكون مصدرها بشري".
واوضح ان "المشكلة تكمن في ان سكان المناطق التي ينشط فيها مجاميع داعش متعاونون معهم بسبب ضعف الشعور الوطني".
واضاف ان "الشعور الطائفي غلب على الشعور الوطني، وفتح بالتالي لهؤلاء باب مناورات وفسحة ومرونة لاستهداف القوات الامنية".
واكد مصدر امني لفرانس برس ان التحقيقات اشارت الى تعاون عدد من الطلبة الذين انتموا الى تنظيم داعش في عملية احتجاز الرهائن في جامعة الانبار.
واضاف المصدر ان "الاعترافات التي حصلت عليها القوات الامنية بعد اعتقال عدد من هؤلاء تؤكد ان العملية تهدف برمتها الى منع الدراسة في الجامعة لانها تمثل وجود حياة طبيعية، والغاءها يعد نهاية لملامح الحياة في هذه المدينة".
بدوره، راى جون دريك المحلل الامني في مجموعة "ايه كي اي" التي تتخذ من لندن مقرا، انه من الواضح ان "تنظيم داعش هو في موقف قوي جدا وقادر على الصمود ويفتح جبهة للقتال مع قوات الامن".
ويعاني الجيش العراقي من قلة التدريب والتجهيزات في هذا البلد الذي واجهت الولايات المتحدة تحديات لخفض العنف خلال فترة تواجدها فيه .
وقال دريك في هذا الصدد ان "الولايات المتحدة التي تعد اكبر قوة في العالم واجهت تحديات كبيرة، فليس من العجب ان تواجه القوات العراقية هذه الصعوبات".
واضاف "انهم يواجهون تحديا كبيرا جدا".
من جانبه، قال كيرك سويل وهو ناشر مجلة "انسايد ايراكي بوليتكس" ومقره عمان، ان "العنف يظهر بشكل واضح ان المتمردين اكثر قوة".
لكن السؤول لماذا "حافظوا على هذه القوة؟ ولماذا ليست القوات العراقية اكثر قوة للتعامل معها؟".
ويسلط سويل الضوء على واحدة من القضايا وهي حملة الاعتقالات التي تقوم بها القوات الامنية والكثير من المعتقلين ابرياء على ما يبدو، واصفا ذلك بانه "سياسة امنية غير فعالة تماما".
وبدأت أحدث هجمات واسعة النطاق صباح الخميس الماضي عندما شن مسلحون يستقلون عشرات السيارات مجهزة بمدافع ثقيلة مضادة للطائرات هجوما على مدينة سامراء، شمال بغداد، واحتلوا مناطق عدة فيها.
وعلى اثر ذلك فر العديد من سكان المدينة اثر قتال وقصف نفذته مروحيات عراقية ضد اهداف داخل المدينة التي سقط خلالها 12 من رجال الشرطة وعشرات المسلحين، بحسب مسؤولين.
وفي اليوم التالي، اندلع قتال عنيف بين قوات الامن ومسلحين في مناطق متعددة في مدينة الموصل التي تعد من اخطر المدن الواقعة في شمال العراق.
واسفرت الاشتباكات والقصف عن مقتل اكثر من مئة شخص على مدى اليومين الماضيين.
وأمس الأول السبت، تسلل مسلحون ينتمون الى تنظيم داعش الى جامعة الانبار في مدينة الرمادي، غرب بغداد، واحتجزوا الطلاب والاساتذة رهائن ما دفع قوات الامن الى شن عملية عسكرية لتحرير الطلبة، ودامت الاشتباكات بعدها لعدة ساعات.
ونفذ تنظيم داعش هجمات متكررة ضد المباني الحكومية واحتجز رهائن، لكن هذه المرة الاولى التي ينفذ فيها التنظيم عملية احتجاز رهائن من الطلبة.
وقال دريك ان "استهداف شباب مدنيين صغار مثير للعواطف اكثر من الهجمات على قوات الامن".
الى ذلك، ضربت سلسلة من التفجيرات مناطق متفرقة في بغداد مساء أمس الأول، اسفرت عن مقتل 25 شخصا على الاقل واصابة العشرات بجروح.
ويشهد العراق مشاكل لا تحصى تساهم في زيادة العنف والغضب على نطاق واسع بين الاقلية السنية في البلاد التي تواجه شللا سياسيا مستمرا منذ فترة طويلة، وتصعيدا في اعمال العنف بسبب النزاع الدامي في سوريا المجاورة.
ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى