مع الدكتور علي علوي في معركة الكرامة

> نجيب محمد يابلي:

> تعرفت على الدكتور علي علوي، اختصاصي جراحة عيون متميز، في فترة تردده على منزل الراحل الكبير هشام باشراحيل رئيس تحرير «الأيام» لإجراء الفحوصات اللازمة له، وكان يقعد بعض الوقت مع هشام، وكنا ندردش سوياً، وكانت تلك الفترة هي الخلفية التي تأسست عليها علاقتنا.
الإثنين 3 يونيو 2013 م، د. علي علوي وفريقه المساعد يجرون لي الفحوصات كلاً في مجال اختصاصه، وهو في طبيعة الحال قائد الفريق.
السبت 8 يونيو 2013 م، د. علي علوي يجري لي عملية جراحة عيون لإزالة المياه البيضاء من عيني اليمنى، وبفضله تعالى تمت العملية بنجاح.
وفي مطلع يونيو 2014 م، تلقيت مكالمة من الأخ الأديب إبراهيم النمر، مدير مكتب د. علي علوي، أبلغني فيها رسالة الدكتور بأنني أهملت نفسي كثيراً، وطلب مني معاودتهم لإجراء الفحوصات، وتمت بحمده تعالى الفحوصات إلا فحوصات الاختصاصي الباطني الذي كان في إجازة، فحملت معي رسالة إلى مستشفى صابر (لعناية الدكتور مصطفى المصري)، يوم السبت 7 يونيو 2014 م،وصادف في ذلك اليوم وجود الشيخ سعيد ناصر باهدى، صاحب المستشفى، فزرته في مكتبه، وبعد تبادل الحديث معه قال لي: خيراً يا أستاذ؟ فأبلغته بمضمون الرسالة التي أحملها، قال الشيخ باهدى: قم يا عوض وروح معه إلى مكتب الدكتور مصطفى، وقل له اعملوا الواجب مع الأستاذ على حسابي. أقول هذا الكلام حتى لا أبخس الناس أشياءهم. أجرى الدكتور مصطفى المصري فحوصاته وحملني تقريراً بذلك.
ها هو 8 يونيو يعيد نفسه في عام 2014 م، حيث أجرى لي الدكتور الخبير والدمث الأخلاق علي علوي جراحة في عيني اليسرى. وفي العمليتين السابقة والحالية كُنت مع الدكتور علي علوي في معركة الكرامة، لأن فريقه المساعد، وكلهم طيبون، لا تفارق الابتسامة وجوههم، وخدومون، وإذا رآني أحدهم ألتفِت إلى الأسفل قال لي: لتكن عيناك دائماً إلى فوق، لا تلتفت إلى تحت، وتجنب ضوء الشمس إلا بنظارة، ولا تقترب من النار، واحذر البهارات والعطر.
كنت أرد عليهم: قولوا ارفع رأسك يا أخي، ثم قلت في نفسي يرحم الله أيام الخمسينات مع الدكتور علي علوي في معركة الكرامة والستينات، عندما كنا نسمع أحمد سعيد ومحمد عروق وهما يرددان عبارة “ارفع رأسك يا أخي”، وكانت العبارة موجهة بحسب الإذاعة (من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر). الالتفات إلى تحت ضرورة اجتماعية وقيمة أخلاقية، لأنها رمز البساطة ورمز الحاكم العادل الشبيه بالفاروق عمر بن الخطاب أو عمر بن عبدالعزيز أو صلاح الدين الأيوبي، وهناك حكام معتبرون أمثال جمال عبد الناصر والحبيب بورقيبة وسالم ربيع علي وإبراهيم محمد الحمدي، لأن الحاكم العادل هو الذي يتحسس ويتلمس هموم شعبه وينفق المال العام على رفاه شعبه بدلاً من إنفاقها على إنشاء مؤسسات قمعية وحراسات جمهورية وخاصة، وعند تعرض سيادة الوطن لمحك صعب، كما حدث في 15 ديسمبر 1995 م عندما احتل أفورقي أرخبيل حنيش، ترتعد فرائص الحاكم ومنظومته القبلية، حيث توارى الجميع عن الأنظار وسلموا بالأمر الواقع.
قد يكون للنكتة طعم خاص باعتبارها ملح الحديث وهي ضرورة اجتماعية، وأيضا ضرورة صحية، لكنها قد تودي بمريض الضغط أو القلب، فما يصلح هنا لا يصلح هناك، والعكس صحيح.
دار حديث عابر كان في معظمه من نصيب الدكتور علي وقلت له: أراك تتقمص روح جبران خليل جبران! كان الرجل يتحدث عن مآسي مجتمعنا والمتمثلة في طي صفحات الماضي.. متى سيتسامح الناس؟ ومتى سيصل الناس إلى معرفة نص وروح المفاهيم.. البعض لا يفهم ماذا تعني الوحدة؟، والبعض الآخر يرى نفسه أنه الكل في الكل، وأنه مصيب والآخر مخطئ، وعندنا هم آخر لكنه جوهري: متى سنرى الرأي العام يفرض نفسه في الشارع، ويفرض نفسه على السلطة؟، لأننا لا نرى في بلادنا إلا نخبة. قال لي الدكتور علي: يا أخي الناس في المجتمعات المتقدمة لا يشعرون بالخوف، ولا يترددون في القول إن هذا خطأ دون الحاجة لخروج النخبة أو الأحزاب، فتذعن الحكومات لضغط الشارع. دخلت على الخط وقلت: يا دكتور علي كان الأمير فهد بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي مقيماً في قصره بجنيف سويسرا،واقتضت بعض الإجراءات على مواطن سويسري أن يغير خط سيره، فرفض ذلك الإجراء، وقال المواطن السويسري: من هذا الذي يريد أن يملي علي تغيير خط سيري؟!. أحسست السلطات السويسرية بحرج بالغ من الانطباع الذي تولد لدى المواطن السويسري، لأن الحكام في بلاد العرب والإسلام لا يحترمون شعوبهم. رفعت السلطات السويسرية خطة إلى الأمير فهد تضمنت تلبية حاجة الأمير من الحماية الأمنية بالتزامن مع احترام حق حرية الحركة لدى المواطن السويسري.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى