الجيش يفشل في إيصال فرق الصيانة وغضب شعبي عارم لإنقطاع الكهرباء

> صنعاء «الأيام» ذويزن مخشف :

> لم تتمكن قوات الجيش المرابطة بمحافظة مأرب حتى ساعة متأخرة ليل أمس الثلاثاء من إزاحة مسلحين قبليين لتمهيد الطريق أمام فرق هندسية لإصلاح منظومة الكهرباء التي خرجت عن الخدمة بالكامل منذ فجر إمس الأول إثر اعتداءين متتاليين، وخيم الظلام الدامس نتيجة لذلك على أجزاء واسعة في البلاد بسبب توقف محطة مأرب الوحيدة التي تعمل بالغاز لتوليد الطاقة عن العمل، ما دفع بمحتجين غاضبين في العاصمة صنعاء إلى إغلاق الشوارع ووقعت مصادمات مع قوات الأمن في شارع خولان.
وهاجم مسلحون قبليون في محافظة مأرب خطوط نقل الطاقة الكهربائية مرتين أمس الثلاثاء وقطعوا طريقا رئيسة تمتد الى صنعاء واحتجزوا شاحنات لنقل الوقود واختطفوا خبراء نفط لليوم الثاني على التوالي.
وأصاب انقطاع التيار الكهربائي المشافي الحكومية بالشلل وتعذر تقديم خدماتها للمرضى في كثير من مدن البلاد أبرزها صنعاء وعدن وتعز والحديدة والضالع وإب وذمار والبيضاء وغيرها بينما تعالت أصوات الطلاب المتقدمين لامتحانات الشهادتين الثانوية والأساسية الذين بدأت امتحاناتهم أمس حيث توجه 600 الف طالب وطالبة للجلوس على مقاعد الاختبار للمرحلتين.
وقال مسؤولون بالجيش والأمن لـ«الأيام» إن القوات العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة المرابطة بمأرب شنت عند ظهر أمس الثلاثاء هجمات مستخدمة راجمات الصواريخ (الكاتيوشا) وضربت بالمدفعية أيضا مواقع للمسلحين من رجال القبائل في منطقة السحيل جهم التابعة لقبائل الجدعان الذين تسببوا في قطع التيار الكهربائي في حين كان اخرون من نفس المنطقة قطعوا طريقا رئيسية تربط محافظة مأرب بالعاصمة صنعاء واختطفوا مهندسي نفط واحتجزوا ناقلات شحن للوقود.
وقال ضابط في المنطقة العسكرية بمأرب ل «الأيام » عبر الهاتف أن الوحدات العسكرية في نقطة (نخلة) شمال غرب المحافظة قصفت مواقع المسلحين واشتبكت معهم ولم ترد انباء عن أي نتائج.
وتابع قوله إن المسلحين قاوموا حملة الجيش وتصدوا لها ومنعوا في المقابل الفرق الهندسية من إصلاح الخلل الذي اصاب خطوط الكهرباء في منطقة جهم نتيجة الاعتداء التخريبي الثاني. ووقع الاعتداء الأول والثاني بين البرجين (270 - 271) الساعة الثامنة صباح أمس بعد أقل من ست ساعات من الاعتداء الأول الذي تم اصلاحه.
وأفاد الضابط وهو برتبة نقيب فضل ألا يكشف هويته أن لديهم تعليمات صريحة بضرب المسلحين أينما كان تمركزهم وقال: «لدينا توجيهات بقصف منطقة السحيل بالمدفعية. وفتح طريق المنطقة الممتدة الى صنعاء حيث احتجز المسلحون ايضا شاحنات نقل الوقود وخطفوا خبراء في شركات نفطية».
ولم يستطع ضابط الجيش الافصاح عن هوية المختطفين لكن مصدرا أمنيا بشرطة مأرب أبلغ «الأيام» إن المسلحين القبليين اختطفوا مهندسا يمنيا عاملا بإحدى الشركات الاجنبية وشخصا اخر يحمل الجنسية العربية (أمس) وكانوا خطفوا في اليوم السابق (الاثنين) خبيرا نفطيا من جنسية افريقية.
وذكرت تقارير اعلامية في وقت سابق أن المسلحين القبليين احتجزوا نحو 400 شاحنة نقل وقود واختطفوا 8 من المهندسين وخبراء النفط خلال يومي الاثنين والثلاثاء.
وقال المسؤولان بالجيش والشرطة إن المسلحين القبليين اعتدوا على خطوط التيار الكهربائي للمطالبة بتوصيل هذه الخدمة الى منطقتهم.
وتتعرض خطوط الكهرباء وأنابيب النفط لهجمات متكررة وبصورة دائمة حيث يعمد رجال قبائل ساخطون من الحكومة على تفجير هذه الخدمات للضغط عليها للحصول على وظائف او مشاريع او لإطلاق سراح اقارب لهم سجناء.
ويصل عدد الاعتداءات التي تعرضت لها خطوط التيار الكهربائي منذ بداية العام 2014 الجاري الى 28 اعتداء.
ومساء أمس تدخلت قوات الأمن لفض احتجاجات عشرات المحتجين من طلاب الثانوية والأساسية في العاصمة صنعاء في شوارع عدة قطعوا الطرق بالحجارة نزلوا الى الشوارع غاضبين على انقطاع الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية.
وقال شهود عيان لـ«الأيام» أن قوات الأمن استخدمت مدافع المياه واطلقت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين في شارع خولان.
ويساهم انقطاع الكهرباء في معاناة الطلاب مع انطلاق امتحاناتهم وشحة امدادات النفط ايضا في عدم تمكنهم من تشغيل مولدات خاصة في منازلهم.
ويعاني اليمن منذ اندلاع الاضطرابات السياسية في البلاد عام 2011 التي ارغمت الرئيس السابق علي عبدالله صالح على التخلي عن الحكم، من وضع غير مستقر خاصة في الخدمات الرئيسية كالكهرباء والوقود.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى