مصارحة حرة.. مونديالكم ..!!!

> محمد العولقي:

> أخيراً .. سترتاح عقولنا المجهدة وسترتخي أعصابنا المشدودة وسندخل في " هدنة " مونديالية من الانفعالات اللذيذة والمتابعات الطريفة والتقليعات الظريفة .. سنرتاح من وجع القلب ولن نبالي بطوابير البترول ومشتقاته .. ولن نكترث للشاعر رقيق المشاعر " باسندوة " الذي يخلط هذه الأيام الغبراء بين الأحاديث النبوية والمقولات الشعرية ولن نلتفت له حتى وهو يحمل " محقن " الجرعة ويغرسها في وريدنا..!
* في شهر " المونديال " سيتحول " أوباما " من زعيم للعالم إلى مجرد " مشجع " للعبة الحلوة ولن تشفع له معادلاته ومنحنياته الاقتصادية فرض بلاده كقوة عظمى في كرة القدم .. ولن يجد أفضل من متابعة " كبار" القوم وهم يكسبون معارك المباريات على بساط اللعب النظيف دون تدخل من طائرة بدون طيار .. !
* ولن يجد " أوباما " سبيلاً أفضل من ارتداء " الترنك " الرياضي .. ففي شهر " المونديال " لاعبو كرة القدم هم من يحكمون العالم .. ستنتابه الغيرة و" نيمار" يرقص ومعه تلتهب مشاعر العالم .. وسيكتشف أن شعبيته أمام " ميسي " صفراً على الشمال .. وسيدرك قبل رحيل العمر أن " كلينزمان " مدرب أمريكا .. حديث الساعة والثانية في بلاد " العم سام "..!
* سيخف الحديث عن " محور الشر " وسيقلل العالم من نزاع " الملف النووي " الإيراني وستخلو القاعات والمؤتمرات من فرسان التحليل والربط باستثناء بعض المعتوهين الذين لا يفرقون بين ضربة الجزاء وضربة الشمس.
* سيضع المتحاربون أسلحتهم جانباً وفي المتارس والخنادق ستكون الشاشة الفضية المسطحة والمتكورة هي لسان حالهم وستحتبس أنفاسهم وهم يرون لاعبي الكرة يصنعون " الفرجة " والحدث .. عندها فقط سيغار تجار الحروب الذين سمموا حياتنا بقنابلهم الذكية والغبية .. وسيرون في " المونديال " غولاً يهدد تجارتهم بالفناء ..!
* ستشد الرحال في رحلتي الشتاء والصيف إلى " البرازيل " وسيهجر الإعلام العالمي مؤتمرات البيت الأبيض وبدلاً من ذلك ستذكر وسائل الإعلام أن الرئيس " أوباما " مشغول بحكاية إبعاد " دونوفان " من المنتخب .. كما أنه استدعى القائد السابق " رينا " لمعرفة حظوظ " أمريكا " في مجموعة الموت..!
* أما الدب الروسي الذي قتل صاحبه الأوكراني من العشق فسيجعل من " الكرملين " ساحة لمشاهدة المنتخب الروسي في المونديال وكله أمل أن يؤدب خصومه السياسيين الذين حولوا حزب " المناشفة والبلاشفة " إلى أثر بعد عين.
* ولن يجد " بوتين " أفضل من الرهان على عبقرية " كابيلو" فقد كان معجباً به وهو الرئيس الذي يتابع كرة القدم لكن لعبته الأولى هي " الجودو " . . وكلكم تتذكرون كيف صرعه طفل صغير أمام خلق الله وجعل الرئيس الأمريكي السابق " جورج بوش " ينصحه بالإنضمام إلى دوري السلة الأمريكي الأقل خطورة من الجودو..!
* أما الرؤساء العرب فلا فائدة ترجى منهم فهم مشغولون باللعبة الدامية .. اللعبة التي برع فيها " الحجاج بن يوسف " وهي لعبة بلا قواعد وفيها تتدحرج الرؤوس التي أينعت وتدخل المرمى في غياب الطرد والإنذار .. لو كان رؤساؤنا " كرويون " ويعلمون بقيمة كأس العالم لما بقيت المنتخبات العربية في كوكب متصحر ولما تحولنا إلى متفرجين على منتخبات بلاد الفرنجة .. ولكن لأن الرياضة تأتي في آخر أولويات رؤسائنا العرب أدام الله ملكهم فإن نتائجنا في المشاركة المونديالية " صفر " على الشمال ..!
* رؤساؤنا ماهرون في " الجرجرة " بالشعب العربي .. اللهم جرجرهم بحق جاه النبي .. ورؤساؤنا مشغولون بأيهما أكثر يهودية من الأخرى الكوكا كولا أم البيبسي كولا ..؟ وهم مهتمون بانتفاخ بطونهم وترهل أجسامهم .. اللهم انفخنا وفسيهم .. وربما يرون في مشاركة الجزائر مضيعة للوقت فهم تعودوا على لعبة تدار بالأيدي وليست لعبة تلعب بالقدم والفارق يمكن أن تعرفونه من مضارب بني عبس..!
* ستغدو البرازيل بسبب استضافتها المونديال محور الكون وستبقى " عين " الحدث .. فستتوارى السياسة ولن تجد من يحلل قرارات صانعيها .. وبدلاً من مناقشة أسباب تراجع " الدولار" أمام " اليورو " سينشغل المحللون بدراسة حركات " رونالدو " وتسديداته المربكة التي تخالف قوانين " نيوتن ".. أما الرئيس الفرنسي فسيطلب " زيدان " ويترجاه بإسم قومية " فرنسا " أن يفك طلاسم غياب " ريبيري " وأن يصنع لزميله " ديشامب " تعويذة نسف التوقعات ..!
* ولكم أن تعلموا أن الرئيس الإيطالي رافق المنتخب حتى باب الطائرة .. وهمس في أذني " براندلي " : بكم ستعود الحياة لإيطاليا وبعودتكم مبكراً تضعون " إيطاليا " تحت وصاية شعب لا يرحم وعليك أن تجد لنا رمزاً غير " ماتيراتزي" فنحن دهاة في فك شفرة مشاعر اللاعبين الكبار ".!
* فرصة أمامنا في " اليمن " أن نخلد للراحة بعد عذاب مع " الحكومة " التي تشربنا يوميا " حنظل " المرمطة .. وتكعفنا يومياً بأخبار كارثية تكفي لأن تعيش نصف حياتك بين " الكوابيس " الليلية .. والخزعبلات النهارية .. أتمنى أن يضبط " المونديال " مزاجنا وأن يجعلنا نعيش خارج مجرة بكيل وحاشد لشهر يغنينا عن فتاوي الرجل طويل اللحية .. وكل " مونديال " وأنتم كرويون جداً جداً .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى