في دائـرة الضـوء..ريان جيجز.. أسطورة على قيد الحياة!

> «الأيام الرياضي» متابعات:

> أسدل ريان جيجز الستار على الفصل الأخير في مسيرته الكروية كلاعب وفي نفس اليوم بدأ فصلاً آخر من حياته، حيث أصبح مساعدًا للمدير الفني الجديد.
وقد جاء هذا اليوم الموافق 19 مايو 2014، بعد مرور أسبوعين تقريبًا على أخر مشاركة له كلاعب خلال المباراة التي فاز بها يونايتد بنتيجة 3-1 على حساب هال سيتي في أولد ترافورد. وهي المباراة التي لعب فيها دورًا مزدوجًا، حيث شارك في المباراة كلاعب بديل وفي الوقت نفسه كان يقوم بمهمة المدير الفني المؤقت ليونايتد. وقد لعبت الكفاءة التي أظهرها خلال إدارته الفنية للفريق خلال المباريات الأربع بالإضافة إلى الخبرة الضخمة التي اكتسبها نتيجة لوجوده كلاعب في يونايتد منذ 1990، العامل الأساسي في أن يقع الاختيار عليه ليكون الساعد الأيمن للمدير الفني الجديد لويس فان جال.
وبحلول موسم 2013/14، فقد تراجعت سرعته كثيرًا ولكن ذهنه بقى حاضرًا كعادته ومكنه من التفوق على العديد من الخصوم صغار السن كما أن قدرته على تمرير الكرات وصناعة الفرص تطورت بصورة مذهلة، وبوجه عام فقد كان اللاعب الويلزي أسطورة كروية بكل المقاييس وهو من الأشخاص الذين سيتذكرهم الجميع وسيتحدثون عنه لفترات طويلة بعد الاعتزال.
ريان هو صاحب أعلى رقم قياسي في مانشستر يونايتد من حيث المشاركات متخطيًا بذلك الرقم القياسي السابق الذي سجله السير بوبي تشارلتون (758). ومن ناحية أخرى، ساعد جيجز يونايتد في الفوز بدوري أبطال أوربا للمرة الثالثة والثانية بالنسبة له كلاعب يوم 21 مايو 2008 .وقد بلغ رصيده النهائي من المباريات مع يونايتد إلى 963 مباراة وهو الرقم الذي سيصعب بكل تأكيد على أي لاعب آخر أن يتخطاه خلال تواجده في نادٍ واحد حيث إن هذه الميزة باتت في حكم الماضي بالنسبة لكرة القدم.
*** البدايات
جيجز هو أكثر لاعبي مانشستر يونايتد تتويجًا، ولكنه ربما لم يكن ليزين أبدًا إستاد "أولد ترافورد" ويضفي البهجة عليه لولا تدخل السير أليكس فيرجسون. وقد كان جيجز، المولود في العاصمة كارديف، يأتي إلى مدرسة مانشستر سيتي للمتميزين في الأيام الأولى من صباه، ولكن السير أليكس قام بعمل زيارة شخصية إلى منزله في عيد ميلاده الرابع عشر وانتهز ريان الفرصة ليوقع للنادي الذي قضى فيه أيام الصبا .
وتحول جيجز إلى الاحتراف في مانشستر يونايتد في نوفمبر 1990. حيث أثبت نفسه في أول ظهور له في القسم الأول من بطولة الدوري ضد إيفرتون على ملعب "أولد ترافورد" في الثاني من مارس عام 1991 حيث نزل كبديل لدينس إيرون. وكان بداية اشتراكه بالموسم التالي في بطولة الدوري حادثةً لا تنسى، حيث قام بتسجيل أول هدف له مع مانشستر يونايتد (وإن كان ذلك من خلال انحراف (قلش) الكرة من على قدم كولين هندري) في المباراة التي انتهت بفوز مانشستر على مانشستر سيتي 1- صفر.
وكانت أولى بطولات جيجز على صعيد الفريق الأول في موسم 1991، وذلك عندما فاز يونايتد على فريق ريد ستار بلجراد في نهائي كأس السوبر الأوروبي، يذكر أن جيجز قد حل بديلاً للنجم لي مارتن، ثم حصل على ثاني لقب له بعد خمسة أشهر فقط عندما فاز يونايتيد في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية على نوتينجهام فورست، إما الموسم التالي، 1992/93، فاز جيجز مع يونايتد بأول لقب للدوري الإنجليزي الممتاز.
*** رصيد الكؤوس
ويحتوي الرصيد الضخم من الكؤوس التي حصل عليها على بطولة كأس القارات وسبعة ميداليات ذهبية في بطولة الدرع الخيرية Community. بينما لعب دورًا هامًا في الفوز ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي أربع مرات، من المرات الخمس التي حققها السير أليكس فيرجسون. وستظل بطولة الكأس الشهيرة مرتبطة إلى الأبد باسم الجناح الأيسر للشياطين الحمر الذي بذل مجهودًا فرديًا منقطع النظير في مباراة الدور قبل النهائي ضد الآرسنال على ملعب "فيلا بارك" في أبريل 1999 وقد احتفل ريان بمرور عشر سنوات عليه في "أولد ترافورد" من خلال مباراة ودية ضد كيلتيك في عام 2001/2002. وبعد مرور عام، قام بتحزيم أمتعته لينهي حياته الكروية التي سجل بها 100 هدف وذلك في المباراة التي انتهت بالتعادل 2-2 مع تشيلسي على ملعب "ستامفورد بريدج"، وبهذا يصبح اللاعب الثاني على مدار التاريخ الذي لعب 700 مباراة لمانشستر يونايتد بعدما ساعد يونايتد في المباراة الدراماتيكية التي انتهت بفوز الشياطين 1- صفر على ليفربول على ملعب "أنفيلد" في مارس 2007 .
وبعد شهرين فقط، توج بلقب الدوري الإنجليزي للمرة التاسعة مع يونايتد، ليحطم الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بالدوري الإنجليزي المسجل باسم أسطورتي ليفربول فيل نيل وألان هانسن الذين فازا باللقب ثماني مرات. ولعب اللاعب الويلزي دورًا أساسيًا في الموسمين اللذين حصل فيهما مانشستر يونايتد على اللقب 2006/2007 و2007/2008 وأشاد به كثيرًا كلٌ من اللاعبين والخبراء على حد سواء .
ولكي يعمل على إطالة فترة تواجده في النادي، فلقد عمل جيجز على اعتزال اللعب الدولي مع المنتخب الويلزي في يونيو 2007 بعد أن شارك في 64 مباراة أحرز خلالها 12 هدفًا، وفي أكتوبر 2007 قام بتجديد تعاقده مع يونايتد حتى يونيو 2009.
*** أدواره مع الشياطين الحمر
لعب اللاعب الويلزي دورًا أساسيًا في الموسمين اللذين حصل فيهما مانشستر يونايتد على اللقب 2006/2007 و2007/2008 وأشاد به كثيرًا كلٌ من اللاعبين والخبراء على حد سواء.. وبعد اعتزاله لعب كرة القدم دوليًا في يونيو 2007 برصيد قدره 64 مباراة دولية و12 هدفًا، وتم تكريم جيجز مرةً أخرى، وهذه المرة بحصوله على لقب (ضابط الإمبراطورية البريطانية) حيث كان ضمن قائمة المدعوين لحضور حفل عيد ميلاد الملكة نظرًا لما قدمه من خدمات لكرة القدم.
وفي موسم 2007/08، وهو الثامن عشر لجيجز مع يونايتد، فقد سجل الهدف الثاني في فوز يونايتد في آخر مباراة بالدوري أمام ويجان، كما أحرز ضربة الجزاء الترجيحية الحاسمة في نهائي دوري أبطال أوروبا، توج جيجز، الذي بلغ هدفه المئة خلاله مشواره الكروي في المباراة التي جرت في ديسمبر 2007 وفاز فيها مانشستر 4-صفر، توج موسمه الثامن عشر مع يونايتد بإحراز الهدف الثاني لمانشستر في النهائي الذي فاز فيه مانشستر على ويجان ليؤكد حصوله على اللقب العاشر للدوري الممتاز - والبطولة السابعة عشرة لمانشستر في الدوري الإنجليزي - قبل أن يلعب ضربة الجزاء الحاسمة التي فاز على إثرها نادي مانشستر بضربات الترجيح الدراماتيكية على تشيلسي في دوري الأبطال الذي أقيم في موسكو.
واستمرت مسيرة جيجز مع يونايتد وهو يسير من نجاح إلى آخر، ففي موسم 2008/09، وعندما انتقل النجم المخضرم للعب في منتصف الملعب، أو خلف المهاجمين كصانع ألعاب، وقد استمر جيجز في شغل مركزه القديم ، وهو اللعب على الجناح خلال موسم 2009/10، حتى شهر فبراير عندما أصيب بكسر في الذراع إثر تدخل مع ستيف سايدويل لاعب أستون فيلا ، مما اضطره للغياب عن الملاعب لمدة خمسة أسابيع. وأدى ذلك لغيابه أيضا عن المباريات الأوربية المهمة إضافة إلى نهائي كأس كارلينج. ولكنه عاد مرة أخرى في نهاية مارس ليقود يونايتد إلى لقب رابع على التوالي.
*** محطم الأرقام
حقق جيجز بعد ذلك إنجازًا آخرًا حيث تخطي رقم أسطورة يونايتد تشارلتون في عدد المباريات بعد لعبه المباراة رقم 607 أمام ليفربول في مارس 2011. ثم قام بتمديد تعاقده لعام أخر مع يونايتد وفق رغبة السير أليكس فيرجسون.
واستمر جيجز في تحطيم الأرقام في موسم 2011/12 المخيب لآمال الجميع. والذي شهد نهاية درامية حيث حقق يونايتد فوزًا اعتبر حاسما للقب الدوري، وقد كلف يومها جيجز باللعب خلف وين روني وقد كان على وشك إحراز هدف لولا أن أنقذه سيمون ميجنوليت. لم يكن هناك وقتا لليأس بعد صافرة الحكم في ملعب الضوء. وتم استدعاء جيجز بعد ذلك لقيادة منتخب بريطانيا العظمي خلال أولمبياد لندن والذي كان يقوده فنيا ستيوارت بيرس وهذا كان يعني غيابه عن جولة الإعداد الأولى.
أي شخص تابع الحدث كان سيظن أن جيجز سوف يعتزل بعده مباشرة إلا أن وجهة النظر هذه ثبت عدم صحتها بعد عدة أشهر، حيث نجح جيجز بالرغم من بدايته البطيئة نوعًا ما في موسم 2012/13، في أن يلعب دورًا مؤثرًا في أولد ترافورد لاسيما منذ بداية ديسمبر وما تلاه.
الجدير بالذكر أن النجم الويلزي وصل إلى المباراة رقم 1000 في كل مشاركاته خلال مباراة ريال مدريد والتي جاءت عقب توقيعه على عقد جديد لمدة عام مع يونايتد.
بالطبع، تمكن يونايتد كما هو معلوم من تحقيق لقب بطولة الدوري بعد أن كان جيجز قد بلغ 39 عامًا، ورغم ذلك لم تبدو على جيجز أي علامات تظهر تراجع في رغبته المستمرة لحصد البطولات.
وقد مثل موسم 2013/14 بداية جديدة لجيجز وليونايتد، حيث إن جيجز لعب تحت قيادة المدير الفني الثاني له فقط خلال تواجده في يونايتد بعد أن تولى ديفيد مويس الإدارة الفنية ليونايتد. وقد انضم جيجز للجهاز الفني لمويس ولكنه واصل اللعب، حيث شارك في 22 مباراة خلال الموسم الشاق والعقيم ليونايتد. وبعد أن رحل مويس عن يونايتد قرب نهاية الموسم، فقد طُلب من جيجز أن يتولى مقاليد الأمور في الفريق خلال المباريات الأربع الأخيرة المتبقية بصفة مؤقتة.
وخلال حفل توزيع جوائز نهاية العام في مايو، حصل جيجز على جائزة خاصة نتيجة لحصوله على العدد الأكبر من الألقاب في تاريخ يونايتد. وقد كان الفيديو الخاص الذي تم عرضه خلال الاحتفالية والذي تضمن إشادات بجيجز من عظماء الكرة أمثال بيليه، كريستيانو رونالدو وأليساندرو ديل بييرو بمثابة الاعتراف بمكانة جيجز بين عظماء الكرة على مر العصور، وقد كانت هذه الاحتفالية بمثابة الختام الرائع لمسيرته الملحمية والمميزة كلاعب كرة قدم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى