20 قتيلا وجريحا وتدمير للمطار والاتصالات بهجمة جديدة للمسلحين بسيئون

> وادي حضرموت «الأيام» خاص:

> دوى انفجار هائل هزَّ مدينة سيئون أمس الأول الخميس وسمع على مسافات بعيدة باتجاه تريم شرقًا وشبام غربا، واتضح أن انتحاريا قاد سيارة مفخخة داهم بها في التاسعة صباحًا مصنع التمور الذي تأسس في ثمانينات القرن الماضي وآلت ملكيته إلى المؤسسة الاقتصادية اليمنية، ويقع المصنع في الحي الشرقي لمدينة سيئون ويجاور ثكنات الجيش اليمني التي تضم القاعدة الإدارية وقيادة المنطقة الأولى ومبنى الاستخبارات العسكرية، إذ لا يفصل بينها سوى جدار بارتفاع نحو ثلاثه أمتار.. شحنة المتفجرات كبيره جدًا هزت سيئون ودمرت مصنع التمور دمارا شاملا، وقضت على حياة الإداريين المتواجدين وعدد من المواطنين المارة حينها وإصابة آخرين، كما قتل ـ جراء شظايا الانفجار ـ عقيد محمد حسن الكساب والجندي محمد ناجي العطار من قوات الجيش اللذان قتلا لقربهما من سور المصنع.. كما أنهار كامل المصنع على من بداخله من المدنيين، حيث انتشلت جثثهم مع عصر الخميس بعد أن ظلت بعضها لأكثر من (8) ساعات تحت الأنقاض دون تحرك الأجهزة الحكومية أو الأجهزه العسكرية المجاورة للمصنع، كما لم تحضر أجهزة الدفاع المدني التابعة لشرطة وادي حضرموت والصحراء، وبدأت عمليات الإنقاذ من قبل الأهالي بسيئون باستخدام آليات مؤسسة المياه المحلية بوادي حضرموت لرفع الأنقاض، كما تناثرت أشلاء الانتحاري في مكان الحادث.
وأثار الهجوم الذي نفذه أحد عناصر الجماعة المسلحة استياء الناس ولاسيما أن الهجوم خلّف خمسة قتلى من المدنيين هم: صالح سعيد عمرة باعبيد، مدير المصنع، عرفان مصنوم، حسن عوض الحداد حصن، يحيى التاربي وزينة بن سعد، وإصابة ثمانية آخرين تواجدوا أثناء الحادث بينهم عسكريين، وبهذا بلغ ضحايا هجوم مصنع التمور القتلى (2) من العسكريين و(5) من المدنيين بينهم امرأة، وإصابات خفيفة (8) أفراد.
في تلك الأثناء هاجمت مجموعة أخرى من الجماعات المسلحة قوامها 5 مسلحين مبانيَ ومكاتب إدارية وهندسية لفروع وزارة الاتصالات في سيئون ووادي حضرموت، يحملون أسلحة وقنابل وقاذفات (آر بي جي) وأجبروا الموظفين إخلاء المكاتب سريعًا وهو ما حصل، ثم أطلقوا النار وجمعوا ثلاثة من الجنود (حراس المبنى) ونفذوا حكم الإعدام فيهم.
ويقع مكتب الهندسة التقنية والسنترال في وسط المدينة بالقرب من المحلات التجارية ومكاتب النقل الجماعي ووكالات السفريات وأمن مدينة سيئون، ولكن لم يتحرك أحد لنجدة الموظفين أو جنود الأمن قتلوا من قبل الجماعات المسلحة أثناء الهجوم.
وعلى مدى (45) دقيقة نفذ المسلحون اقتحامهم ثم إضرام النيران في المكاتب وردهات المباني وسنترالات شبكات التواصل.. كما توقفت خدمات الهاتف الأرضي في عموم المديريات وشبكات الهاتف السيار M.T.N ويمن موبايل وواي فيما ظلت شبكة سبأفون الوحيدة العاملة خدمتها، ومن خلالها استطاع الأهالي التواصل لمعرفة ما يجري داخل مدينة سيئون، ولاسيما أن معظم سكان الوادي يتبضعون بأسواقها التجارية مع قرب شهر رمضان.
وقال شهود عيان إن أعضاء الجماعة المسلحة خرجوا من المباني والنيران تشتعل وتلتهم الوثائق الإدارية والأجهزة الأخرى، واتجه ثلاثة منهم باتجاه السوق مرددين "الله أكبر" فيما لاذ الاثنان بدراجتهما النارية نحو الشارع العام غرب سيئون، وظلت النيران دون تدخل المطافي الحكومية أو حضور الأجهزة الأمنية، وظل مكتب الاتصالات والسنترالات تحترق حتى هدأت النيران بعد أن أتت على كل شيء فيهما، ولم يؤمن أمنياً على الموقع وترك بدون حراسة حتى ما قبل مغرب أمس الأول الخميس.
وحصلت «الأيام» على أسماء الجنود الثلاثة القتلى الذين أعدموا من الجماعات المسلحة وهم: فارس أبو شوارب، صدام المنيري ويحيى ناصر عبد الله، وجميعهم يتبعون قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقًا).. وتزامنت عملية الهجوم على الاتصالات عملية أخرى نفذها أربعة مسلحين على مطار سيئون شمال المدينة أوقفوا سيارتهم وترجلوا بأسلحتهم ووصلوا إلى ساحة المطار بالتزامن مع هبوط طائرة "اليمنية" القادمة من صنعاء لإفراغ المسافرين واستقبال مسافرين للطيران بهم إلى جدة.
مع الاستقبال والتوديع لرحلة (صنعاء - سيئون - جدة) بدأ المسلحون بإطلاق النيران، وفوجئ المغادرون والمستقبلون والواصلون بما لا يتوقعون، أربعة رجال مسلحين يهللّون ويكبرون ويطلقون الرصاص في كل اتجاه، ويصعد أحدهم إلى برج المراقبة، فيما الثلاثة الآخرون يتجهون صوب المكاتب ونحو الطائرة الجاثمة، التي جهزت محركاتها للمغادرة باتجاه جدة مع دخول المسلحين، ما تسبب في توقفها وعلق المسافرون الذين يتأهبون للصعود إليها، وحاول ثلاثة من المسلحين الاقتراب نحو الطائرة، فيما يبدو كعملية لاختطافها حينها اشتدت الاشتباكات بينهم وبين أمن المطار (تابعين لجهاز الشرطة) إلى جانبهم أفراد قلائل من الشرطة الجوية.
وتؤكد المعلويات أنه في وقت الاشتباكات لم يكن بداخل المطار وعند بوابته سوى عدد قليل بينهم (6) من أمن الشرطة و(5) من الأمن المركزي، ومثلهم من الشرطة الجوية و (3) من الأمن السياسي، وكانت القوة تلك القليلة العدد تستنجد بقوات الأمن والجيش لتعزيزهم بعد نفاد الذخيرة إلا أن الاستجابة جاءت متأخرة، بعد أن قام المسلحون بإتلاف عدد من آليات المطار وإحراق وتدمير البرج والأجهزة الملاحية الخاصة والدقيقة.
ونتج عن الهجوم قتل أحد أفراد الجماعات المسلحة وجندي من الشرطة الجوية يدعى صالح القراص، فيما عاش المسافرون والركاب والأسر ساعات صعبة.
مطار سيئون مسوّر بارتفاع أربعة أمتار، وبطول أكثر من ثلاثة كيلو مترات من جهة الشرق إلى الغرب، ومن جهة الشمال (سور شبكي) استطاع ثلاثة من الجماعات المسلحة الفرار عبره بعد قتل الرابع.
هكذا عاشت سيئون ووادي حضرموت وضعًا لا يوصف لأكثر من خمس ساعات توقفت فيها الحركة والمواصلات والاتصالات، كما قطعت إذاعة سيئون إرسالها لتعاود البث الثالثة عصرًا من اليوم نفسه، إلا أن شبكة الأنترنت والهاتف الأرضي عاد إلى سيئون من بعد عصر ذلك اليوم، وظلت الشبكة الأرضية في عدد من مديريات الوادي مقطوعة وأصابها الإرباك حتى أمس الجمعة، كما وصلت قبيل مغرب أمس الأول الخميس قيادات حكومية على متن طائرتين عسكريتين تضم محافظ حضرموت أ.خالد الديني ومدراء عموم الاتصالات بالوزارة ووزير النقل والمواصلات واعد باذيب وحامد فرج رئيس هيئة الطيران المدني والأرصاد وضباط في هيئة الأركان بالقوات المسلحة اليمنية بتكليف من رئيس الجمهورية للاطلاع على حجم الأضرار في القطاعات التي هاجمها المسلحون الذين وصفتهم السلطات بـ (الإرهابيين)، إلا أن تساؤلات قلقة يضعها المواطنون حول تكرار مثل هذه الهجمات وبسهولة وخروج المسلحين بيسر من المدينة بعد تنفيذ هجماتهم مع وجود وتعاظم الاختلالات الأمنية بمناطق الوادي وانهيار ملحوظ في مؤسسات المرافق الحكومية في عدد من مديريات وادي حضرموت تحتاج إلى معالجات سريعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى