لماذا وقفت القيادات الجنوبية بجانب الرئيس؟!

> فراس اليافعي:

> ثمة تغيير جوهري في المشهد السياسي في الجنوب ارتسمت معالمه خلال الفترة القليلة الماضية، تجلت بأكثر وضوح في لقاءات الرئيس الجنوبي عبدربه منصور هادي بأخويه مؤسس الحراك الجنوبي العميد ناصر النوبة وأحد الداعمين الكبار للحراك الشيخ عبدالعزيز المفلحي.
هذه اللقاءات التي تمت علنا، ناهيك عن لقاءات قيادات جنوبية أخرى بالرئيس منصور لم يعلن عنها رسميا لسبب أو لآخر، ترسم في الأفق ملامح التغير الجنوبي الكبير في ثورته التي أشعلتها مظالم ما بعد حرب 94 م.
المسرح السياسي في الجنوب أخذ من وجهة نظري الشخصية في المزيد من التغيير القادم، ووفقا والمعلومات المتداولة الآن سيتم إصدار قرارات جمهورية خلال شهر رمضان الفضيل بإضافة أعضاء للهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار، وهي أعلى هيئة وطنية ستكون معنية بتنفيذ مخرجات الحوار اليمني، وستكون معنية برسم سياسة الدولة القادمة وتعيين الحكومات وستضم القائمة المهندس حيدر أبوبكر العطاس وصالح عبيد وآخرين من الحراك الجنوبي ويتوقع أن يكون العميد ناصر النوبة وعبدالعزيز المفلحي منهم.
هذه الأسماء الجنوبية الكبيرة ساهمت وأسست للحراك الجنوبي.
السؤال المهم وبعيدا عن المزايدات ولغة التخوين والتشكيك في نوايا الناس، ماذا يريد هؤلاء الجنوبيون من صنعاء؟.. علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن شخصا كالعطاس أو النوبة عرض عليهما الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح شيكات مفتوحة وفي ظل ظروف أمنية غير مضطربة ولكنهما رفضا، في حين يقبلان بالقدوم إلى صنعاء في عهد عبدربه منصور ودون شيكات مفتوحة وفي ظل الرصاص الذي يلعلع في كل شارع، والناس أياديها على الزناد.
أنا اعتقد أن الإجابة بعمق على هذا السؤال ستفضي بنا إلى قراءة جديدة لأمر هذا التغيير الجنوبي المفاجئ.
وبادئ ذي بدء علينا الاعتراف أن ثماني سنوات من عمر الحراك الجنوبي قد أشعلت الثورة في كل بيت جنوبي، وأضحت القضية قضية شعب، واستطاع الحراك أن يجعلها كذلك فعلا، وسيطر على الميدان والشارع في الجنوب إعلاميا وسياسيا إلى حد ما،لكنه بطبيعة الحال لم يسيطرعلى الشارع ويبسط يده، ذلك أنه حراك سلمي.
وأضحت القضية اليوم تطرح في المحافل العالمية وتعززت دوليا في إطار الحوار اليمني، وهذه وجهة نظري رغم أن الكثيرين يعترضون على ذلك، ولكن وجودها على المحافل الدولية لم تقنع أحدا بتبنيها وفق غاياتها؛ ولذلك ظل الحراك الجنوبي يراوح الميدان.
الآن الأصوات الجنوبية والأكثر تشددا بدأت تتحدث جهرا عن أهمية العمل السياسي والتكتيك السياسي، وقد سمعت ذلك من رموز كبيرة في المجلس الأعلى للحراك والمجلس الأعلى للثورة وهذا طرح جيد خاصة من مجلسين يوصفان بالصقور، ولكن طرحهم في نطاق ضيق لم يأخذ طريقه إلى البروز أكثر.
إذن العمل السياسي هو المطلوب.. في هذا الإطار ممكن أن نفهم إذا أردنا خطوة العطاس والمفلحي والنوبة وغيرهم حين يعلنون أنهم سيقفون في صف الرئيس لتنفيذ مخرجات الحوار التي منحت الجنوب إقليمين ذاتيين، وستكون المعارك الأشد قادمة حين تحدد نسب الثروات وهذا الأمر يحتاج إلى جنوبيين أكفاء يناقشون ويقررون ما للجنوب للجنوب، وما للشمال للشمال، والحديث هنا سيطول ولنا تتمة في مقال لاحق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى