المنتخب البرازيلي يدخل مرحلة (إعادة الهيكلة)

> البرازيل «الأيام الرياضي» أ.ف.ب:

> ** نيمار ودافيد لويز للعالم: نستطيع أن نحتفل حتى النهاية
بعد المعاناة التي تعرض لها الفريق في مباراته أمام منتخب تشيلي في دور الستة عشر لبطولة كأس العالم البرازيل 2014، يسعى لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي إلى إعادة هيكلة فريقه قبل المواجهة العصيبة المرتقبة مع نظيره الكولومبي غدًا الجمعة في دور الثمانية للبطولة.
ويجتهد سكولاري حاليًا لعلاج السلبيات والمشاكل العديدة التي أظهرتها مباراة الفريق أمام تشيلي سواء على المستوى الخططي أو الناحية الحماسية للفريق.
وخلال جلسة ودية الإثنين مع الصحفيين البرازيليين اعترف سكولاري أن فريقه لم يقدم أداءً جيدًا حتى الآن على مدار المباريات الأربع التي خاضها في البطولة.
وألقى سكولاري باللوم في ذلك على التوتر الشديد الذي عانى منه اللاعبون بسبب المسئولية الملقاة على عاتقهم، ومهمة الفوز باللقب العالمي السادس لراقصي السامبا خاصة مع إقامة البطولة في بلادهم ووسط جماهيرهم المتحمسة.
ووعد سكولاري وكارلوس ألبرتو باريرا المنسق الفني للمنتخب البرازيلي بمحاولة مساعدة اللاعبين في السيطرة على أعصابهم خلال المدة المتبقية على المباراة أمام كولومبيا وتقديم أداء جيد أكثر من الشعور بالارتباك والتوتر.
واعترف سكولاري وباريرا أن الفريق بحاجة إلى تغييرات خططية ليتحسن الأداء في خط الوسط والذي نال انتقادات هائلة من الخبراء والمحللين.
وقال المهاجم البرازيلي السابق كاريكا :"المنتخب البرازيلي لم ينجح في تقديم أداء جماعي جيد رغم وجود العديد من اللاعبين المتميزين، ونيمار فقط هو من يصنع الفارق، ولكن هذا ليس كافيًا للبرازيل، خط الوسط يحتاج لمزيد من المرونة والانسيابية، ورأس الحربة فريد يحتاج لمزيد من المعاونة، إنه يبدو معزولاً كثيرًا في الوقت الحالي".
ويرى باولو فينشيوس كويليو المحلل الخططي البرازيلي في شبكة (إسبن) أن الوسيلة المناسبة للتغلب على افتقاد الفريق للمرونة والانسيابية في وسط الملعب هي "لعب الكرة على الأرض وتهدئة إيقاع المباراة، وتقليص مساحة اللعب القوي، والفريق يحتاج إلى مزيد من التفكير".
ويرى كويلو أيضًا أن اللاعبين يشعرون بالقلق من النظر إليهم كأوغاد إذا فشلوا في الفوز باللقب أمام جماهيرهم، كما قارن وضع اللاعبين بوضع مواطنهم مواسير باربوسا حارس مرمى الفريق في بطولة كأس العالم 1950 في البرازيل والذي حملته الجماهير مسئولية الهزيمة (1-2) أمام أوروغواي في المباراة الختامية للبطولة والتي كلفت الفريق اللقب بعدما كان بحاجة إلى التعادل فقط ليتوج بلقبه العالمي الأول.
وأضاف :"اللاعبون يشعرون بالقلق من السير على نهج باربوسا، ويجب أن يتغير هذا، والمشكلة ليست في اللاعبين أنفسهم، ويجب أن يتناقلوا الكرة على الأرض مثلما فعلوا في كأس القارات 2013 التي فازوا بلقبها".
وكان نيمار قد تحدث في وقت سابق مؤكدًا بأنه لا يشعر بأي ضغوطات جراء الدفاع عن ألوان منتخب بلاده في كأس العالم البرازيل 2014 .. معتبرًا أن ما يعيشه الآن كان يحلم به صغيرًا.
وقال نيمار حين تم سؤاله عن الضغط الذي بات يشعر به مع تقدم البرازيليين نحو اللقب شيئًا فشيئًا .. "الضغط؟ أنا لا أشعر بأي ضغوطات لأني أعيش حاليًا ما كنت أحلم به وأنا صغير" .. مضيفًا "أحاول مساعدة زملائي ليس فقط من خلال تسجيل الأهداف لكن أيضًا في بناء اللعب".
وأوضح "الشيء الأهم هو المجموعة، والنتيجة تشير إلى أننا قدمنا مباريات جيدة، ولقد مارسنا ضغطًا كبيرًا على المنتخب المنافس، ونستطيع أن نحتفل، ونحن على السكة الصحيحة، ومستوانا يتطور من مباراة إلى أخرى تدريجيًا، ونقترب من الهدف خطوة خطوة".
وتابع "أريد توجيه التهنئة إلى أنصار المنتخب، فنحن في حاجة إليهم - دائمًا - في هذه البطولة، والأمور لن تكون سهلة في مواجهة كولومبيا، لكننا سنرتاح الآن قبل أن نستعد للعب".
وأضاف "أعتقد أن الأنصار يقفون أكثر وأكثر إلى جانبنا حتى النهاية، ولقد جاء الجميع لدعمنا حتى النهاية، والأمر على هذا الحال منذ مدة طويلة، بالإضافة إلى كثير من الأشياء التي نقوم بها في الملعب، أصبح ذلك أيضًا سمة من سمات هذا الفريق، وهذا أفضل ما يمكنه أن يحدث لفريق يلعب كأس العالم على أرضه".
**** في أوقات الرخاء والشدة
أهم ما جاء في تصريح نيمار هو عبارة (حتى النهاية) فمن جهة، يبدو رائعًا وقوف الجماهير وشغفها أثناء تأدية النشيد الوطني البرازيلي بدون موسيقى قبل انطلاق المباراة، عندما تكون في قمة التفاؤل، ومن جهة أخرى، يصعب الحفاظ على الحماس عندما لا تسير الأمور على نحو جيد في لحظات يستحيل فيها تسجيل الأهداف بمرمى حارس رائع مثل جييرمو أوتشوا على سبيل الذكر، وخاصة إذا تعلق الأمر ببلد يملك أكبر عدد من الألقاب العالمية ولديه سمعة راقية من حيث اللعب الجميل، ويتميز بمنتخب لم يتلق أية هزيمة على أرضه منذ أغسطس 2002 عندما خسر مباراة ودية أمام باراغواي.
وقد قال دافيد لويز: "أعتقد بصراحة أنه إلى حد ما كانت الصحافة الرياضية البرازيلية وراء هذه الأسطورة الكاذبة، من جانبنا، تلقينا معاملة جيدة في كل الأماكن التي ذهبنا إليها إلى حد الساعة، وهل نشعر بالضغط؟ بالطبع، ولكن هذا لأننا فريق كبير وطموح، فمن الطبيعي أن نشعر بالضغط، ولكن الأنصار يساعدونا دائمًا".
صحيح أن هناك ضغطًا دائمًا على السيليساو نظرًا لما يعنيه هذا الاسم، إلا أنه عندما يلعب على أرضه - ودافيد لويز والمجموعة يعرفون ذلك جيدًا - يزداد هذا الضغط كما حدث فعلاً في هذه البطولة، ولكن من المدهش أنه على الأقل حتى هذه الساعة يحظى الفريق ببعض الحصانة من الانتقادات رغم تخلفه في نتيجة مباراة ما أو تعادله سلبًا، ولا يزال بإمكاننا التطلع من حولنا فور خروجنا من نفق الملعب لنرى جماهير تملأ المدرجات ويمكننا حينها أن نتنفس الصعداء لأنها ستقف بجانبنا حتى النهاية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى