القرآن ومعجزاته

> محمد حسين دباء:

> ولأنه نبع لا يستطيع الإنسان الارتواء منه مهما ارتشف من رحيقه سنظل ننهل لكم من معينه لنروي عطشكم الفضولي.. لقد أخذنا في الحلقة السابقة زيادة (لا) عند قوله تعالى في قصة خلق سيدنا آدم عليه السلام في سورة الأعراف "قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12)"، ولكنه لم يُثبتها في سورة (ص) : "قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ(75) "، واليوم نأخذ الفرق في التعبير في زوجة سيدنا زكريا عليه السلام فمرة يقول امرأة، كما في سورة مريم: "وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا(5)" وآل عمران: "قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ(40)"، ولكنه عبّر عنها بالزوجة في سورة الأنبياء: "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ.. ".
لفظ امرأة يُطلق على المتزوجة وغير المتزوجة.. ولما كانت الحياة الزوجية غير كاملة في أتم صورها وحالاتها لكونها عاقرا أطلق عليها القرآن (امرأة)
وبعدما زال المانع وأصلحها الله فحملت، عندها تحققت الزوجية الكاملة على أتم صورها.. هذا والله أعلم.
** ومن الدقة التعبيرية في القرآن الكريم قال الله تعالى" مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ(41)".
لماذا لم يقل: أوهن الخيوط خيط العنكبوت؟!، فلو كان القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم لقال ذلك، ولكن هذا يخالف الحقيقة العلمية الثابتة بأن خيط العنكبوت أقوى من مثيله من الفولاذ، فكان التعبير الدقيق: "أَوْهَنَ الْبُيُوتِ". هذا والله أعلم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى