الجامعة الرمضانية

> إعداد:ماجد علي

> لا يخفى عليكم أن رمضان المدرسة الأولى بل الجامعة الأولى للتعليم في شتى التخصصات، وها نحن سنحل ضيوفا على الجامعة الرمضانية، وسنطوف في كلياتها لنستزيد من نورها وننهل من ينبوعها، ومن هذه الكليات: كلية الكرم.
* كلية الكرم
شاء الله أن نُغادرَ المنازل ، أن نبتعدَ عن الأهل و الأصدقاء ، أن نعيشَ لا نملكُ البنَّ نُقدّمهُ إذا ما الجارُ أرادَ الزّيارة ..
يكتوينا الحزنُ .. يعصفُ في ليالينا الصيفيّةِ الخاليةِ من النّسيم هل الفصولُ تتناوبُ عند السّعداء فقط ؟ و وتُحيلُ الشّتاءَ مندوباً عنها في بيوتِ الخاويةِ بطونهم، تخيفهُم أصواتُ الرّياحِ اللاموجودة ، و ظلامُ الدّنيا في ليالٍ مُقمِرة ؟لماذا تلتحفُنا الوداعاتُ كلّما قررنا المُضيّ مع الأحباب ؟ لماذا ترمينا المسافاتُ .. شرقاً و غرباً .. تفصلُنا الخيام ، كأشواكٍ تُدمي الطّفل إذ همَّ بالرّكضِ بينَ مساحات الشّجر ، غير مدركٍ لوجودِ الخطَر !
في تلكَ الأجواءِ الرّماديّةِ فاقدةِ الوِراد يُطلّ علينا لا يهتم لقلّةِ المالِ أو سوءِ الحال!
يغمرُنا هلالُه بالنّور ، في الوقتِ الّذي لا نملكُ فيه أيَّ سراجٍ يُحيي طقوسَ استقبالِه كما يُحييها الأغنياء .. و هل الغِنى في امتلاكِ النّور أو الأسرجةِ أو الشّمع ؟ هل أصحابُ الثّريّاتِ الفارهة وحدَهم من يستمتعونَ بتناول الفَطورِ واختلاف الأطعمة ؟
وحدَهُ ( رمضان ) من يجيبُ بـ ( لا )و يأتينا ضيفاً وقوراً لا يهتم بلباقةِ مظهرنا إذا ما استقبلناهُ من أمامِ باب خيمتنا القُماشيّ بأخرقةٍ مُرقّعة وحدَهُ ( رمضان ) كريمُ الخِصال، يحملُ بين يديهِ مغفرةً و استجابة، يسمعُ قرقعةَ الأمعاءِ إذا ما احتكّت لا تجدُ غذاءً ، يسمعُ بكاء الأمّ إذا ما ناجت الله عزّوجل ، تسألهُ الصّبرَ تسألهُ العطاءَ و الرضا .. يُغني الجميعَ بلذّةٍ روحيّةٍ تُضاهي طعمَ اللحمِ يتناثرُ على موائدِ القصور يُساوي أبناءَ الأرضِ بفرحةِ العيد ..بمسابقةِ الفوزِ بالغُفرانِ ، بالجنان ، ينالُها الأكثرُ إيماناً ، في زمنٍ يُشترى فيه كل شيء .. إلا الإيمان رمضان .. ضيفٌ كريم .. من ربٍّ كريم ..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى