قيادي اشتراكي: على الإصلاح ألا يرتهن لخطاب الموتورين من دعاة الحروب

> صنعاء «الأيام» ذويزن مخشف :

> اعتبر سياسيون باللقاء المشترك أمس الاثنين دعوات شبه رسمية من حزب الإصلاح الإسلامي لإعادة تطبيع العلاقات مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح باتجاه التحالف من جديد مع حزبه المؤتمر الشعبي العام رغم الترحيب بها بأنها دعوات احادية الجانب أصدرتها اصوات متطرفة داخل الحزب نفسه تسعى لتوسيع رقعة خصوماته فيما قابلها محللون سياسيون بالفتور وللامبالاة ورأوا إنها تنم عن خبث ومغازلة سياسية خاصة بالإصلاح وليس عن قناعة بأهمية الشراكة السياسية.
وفي أول تعليق حول هذه الدعوات أبدى قيادي بالحزب الاشتراكي اليمني في تصريح لـ«الأيام» أمس الاثنين ترحيبه بدعوات حزب الإصلاح تجاه اعادة العلاقات مع حزب المؤتمر ورئيسه وقال بهذا الصدد أن من حق حزب الإصلاح صياغة تحالفاتهم بالشكل الذي يحقق أهدافهم السياسية لكن هذا بالطبع سيتوقف على طبيعة هذه الأهداف. وقال: "الشيء الذي يمكننا التعليق عليه هنا هو أن لا يكون هذا التحول ناشئ عن تقييم احادي لشراكة المرحلة الماضية لان هذا سيكون مدعاة لتباين لا نريد ان تنتهي اليه تلك الشراكة".. وخلال اليومين الماضيين اطلق قياديون بحزب الإصلاح دعوات منفصلة تعني بالتقارب مع حزب المؤتمر الشعبي ورئيسه في إطار تحالف جديد بين هذه القوى لما سموه "مواجهة الزحف الحوثي المخيف" يوم السبت الماضي دعا رئيس كتلة الاصلاح البرلمانية زيد الشامي صراحة لإعادة التقارب مع المؤتمر الشعبي ورئيسه ثم تبعه الشيخ امين العكيمي القيادي أيضا بالإصلاح في محافظة الجوف دعوته لقيادات وقواعد حزب الإصلاح الى فتح صفحة جديدة يسودها الإخاء والتعاون مع الرئيس السابق ومستشار الرئيس هادي حاليا اللواء علي محسن الأحمر. وجاءت هذه الدعوات بعد ايام من سقوط مدينة عمران أبرز معقل قبلي لحزب الإصلاح بيد جماعة الحوثي في غضون قتال شرس ادى لمقتل المئات من الجانبين. ووصف القيادي الاشتراكي في تعليقه لـ"الأيام" التحول المفاجئ بحزب الإصلاح بأنه حالة مزاجية وقال ندرك حالة المزاج التي تحكم الوضع الداخلي للإصلاح في الوقت الراهن وحذرهم بالوقت نفسه من مغبة الوقوع في خطأ لو سمحوا للأصوات المتطرفة بالحزب أن تركب موجة المزاج الحالي لتواصل الاساءات لشركائهم". في إشارة واضحة الى شراكة الاصلاح بتجمع أحزاب اللقاء المشترك الذي تأسس عام 2003 من أحزاب المعارضة آنذاك ويعد حزب الإصلاح أكبر كيان سياسي بهذا التكتل الذي يضم احزاب الاشتراكي والناصري والبعث العربي الاشتراكي والحق والتنظيم السبتمبري الديمقراطي واتحاد القوي الشعبية اليمنية. وأبدى القيادي الاشتراكي الذي طلب عدم نشر اسمه ثقته بقدرة حزب الاصلاح على تفويت فرصة الاصوات المتطرفة، وقال: "لازالت ثقتنا كبيرة بقيادة الإصلاح في احتواء هذا التطرف المنفلت الذي يسيء في الاساس للإصلاح كحزب سياسي كبير من الصعب عليه أن يضع خياراته السياسية رهان لخطاب الموتورين ممن تكمن مصلحتهم في اغراق الاصلاح في منهج الحروب وتوسيع رقعة خصوماته لإدراكهم خطورة ان يتحول حزب الإصلاح بكامل احماله الى قوة سياسية على مكانتهم كدعاة حروب ومحرضين عليها".
وتابع قائلا: "في الظروف الصعبة تكون الرهانات على الاصالة اقوى بما لا يقاس.. ولدينا ثقة كبيرة ان هذا الحزب (الاصلاح) ليس حالة طارئة ولكنه قادر على ان يخوض معركة التغيير في كل الظروف مهما كانت قاسية".
واتصلت «الأيام» أمس اكثر مرة برئيس الدائرة السياسية لحزب الاصلاح سعيد شمسان لسؤاله عن موقف حزبه الرسمي من تلك الدعوات الا انه لم يرد. وقال محللون إن توجه حزب الإصلاح نحو فتح قناة تواصل مع غريمه التقليدي حزب المؤتمر وصالح بأنها تحركات مدعاة للسخرية مشيرين الى أن هذه التحركات جاءت في لحظة يمر فيه حزب الإصلاح ككيان تابع لجماعة الإخوان المسلمون لأنها الجماعة نفسه تمر بحالة انهيار شديدة إما متأثرة بإجراءات صارمة من حكومات خليجية وعربية استهدفت الجماعة وادرجتها ضمن "جماعات الإرهاب". وقال المحللون أن الدعوة الإصلاحية لن يقبلها حزب المؤتمر طالما لم تعبر عن موقف واضح ورسمي من الحزب نفسه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى