رئيسة جمعية رعاية وحماية حقوق الأطفال العاملين بعدن فاطمة يسلم : لابد من إشراك جميع المراكز الرسمية والمنظمات المدنية لحماية الأطفال العاملين

> حاورتها/ فردوس العلمي:

> كثير من الأطفال يعرفوها لذلك لقبت ( بأم الأيتام )، وهي رئيسة جمعية متخصصة في حماية الأطفال العاملين، حيث إن كثيرا من الأطفال يعملون في الشوارع، وكثيرا ما نسمع عن الحد من عمالة الأطفال، ولكن مازالت السوق تستقبل المزيد من الأطفال العاملين رغم القوانين ورغم الاتفاقيات التي توقع عليها الحكومات العربية للحد من عمالة الأطفال أو الخاصة بحماية حقوق الأطفال.
تلك هي الأخت فاطمة محمد يسلم رئيسة جمعية (رعاية وحماية حقوق الأطفال العاملين في عدن) اتي تحدثت إلينا موضحة الكثير من الاستفسارات التي حملناها إليها بهذا الشأن.
كان سؤالنا الأول حول أهداف الجمعية ومفهوم عمالة الأطفال من وجهة نظرها؟.. أجابت الأخت فاطمة يسلم رئيسة جمعية رعاية وحماية حقوق الأطفال العاملين في عدن: “عمالة الأطفال لها العديد من المفاهيم، لكن في اعتقادي هو استغلال أرباب العمل لرخص هذه الشريحة من الأطفال وعجز جهات القرار ممثلة بالأسرة وجهات الاختصاص لحماية حقوق هذا الطفل، وعدم محاسبة منظمات حقوق الإنسان والمانحين وضعف رقابتهم على ما يقدمونه من منح في ظل غياب المخرجات الحقيقية المتمثلة في نتائج هذه المنح التى يجب أن تظهر مؤشرا لتناقص الأيدى العاملة فيما هى في تزايد مستمر في ظل توفر دور إيواء لأطفال الشوارع ودور ومؤسسات الأيتام ومراكز التوجيه الاجتماعي”.
* أطفال في سوق العمل
وعن أسباب توجه الأطفال لسوق العمل؟ تؤكد فاطمة يسلم أن “الأسباب تكمن أولها في (الحاجة بمختلف أنواعها)، وثانيا الفقر والتفكك الأسرى واعتياد الأطفال على العادات السيئة مثل مضغ القات وتعاطي (التمبل والزردة) وانتشار ظاهرة تعاطي المخدرات،إضافة إلى توفر العمل لرخص هذه الأيدى وعدم توفر الحماية القانونية لهم وإن كان قانون العمل لا يفرق بينهم وبين كبار السن في الإجراءات المتمثلة بحق التعويض عن إصابات العمل وإبرام عقود العمل مع ولي أمر الطفل، والمساواة في الأجور وهناك إجراءات تفرض على أرباب العمل في حال عدم توفر سبل السلامة والصحة المهنية وعدم التعويض، لكن هناك عدم تفعيل لهذه القوانين من قبل وحدة مكافحة عمل الأطفال بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وفروعها في المحافظات”.
ولمعرفة أكثر الأعمال خطورة على على الأطفال،قالت الأخت فاطمة:" أكثر الأعمال خطورة على الأطفال العمل في مجال البحر، وميكانيكا السيارات،وورش اللحام والحدادة والنجارة وجمع النفايات ورفع الأحمال الثقيلة؛ لما لهذه من آثار جسمانية خطرة”.
وتضيف: “هذه الأعمال تسبب للأطفال (التحدب، وضيق التنفس، والحروق، والجروح والخوف، والهلع)،ومخالطة أشخاص أكثر خطورة قد يمارس البعض منهم التحرش الجنسى على الطفل”.
* آليات ضعيفة وتمويل بسيط
لم يغب عن بالنا أن نسأل عن دور المجتمع المدني خاصة وإن الأخت فاطمة يسلم لها باع طويل في هذا المجال، وترأس إحدى منظمات المجتمع المدني المعنية بحماية الطفل.
توضح رئيسة جمعية رعاية وحماية حقوق الاطفال العاملين أن “العمل فيما يخص الأطفال ليس عملا جماعيا، فكل يعمل لحاله، ومنظمات المجتمع المدنى تعمل وفق آليات ضعيفة وتمويل بسيط في إطار التوعية ومثل هذه الإشكالية تتطلب شراكة عملية بين الغرفة التجارية ومكتب الشؤون الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والتربية والتعليم والتدريب المهني والصندوق الاجتماعي للتنمية والهيئة العامة للاستثمار، هذه الشراكة تمكّن الجميع من تقديم دراسة آلية لحماية الأطفال العاملين من خلال معرفة عدد الأسر التى فيها عمالة أطفال، ومستوياتهم العلمية وقدراتهم المهنية مع أوضاعهم الاجتماعية وأن يتم تقديم مشاريع استثمارية يمكنها استيعاب هذه العمالة وتوفير التدريب والتأهيل الذى يحتاجه سوق العمل، وتوفير المخرجات من هذه الأسر،وأن يتم استيعاب استثمارات تمتص أكبر عدد من العمالة. أما فيما يخص الأطفال أنفسهم فلا بد أن يتم محو أميتهم ودمجهم مجتمعيا من خلال خطة تعليمية ترفيهية تقابل المساحات الآمنة المعمول بها للنازحين، وتوفير الحقيبة المدرسية ووجبة الغذاء وهذا يجب أن يتم من خلال الشراكة بين صندوق الرعاية الاجتماعية وشبكة حماية الطفل والتربية والتعليم والمجالس المحلية في المحافظات”.
* لا فرق بين الأطفال
وعن سؤالنا حول الأطفال اللاجئين.. أجابت: “حين نتحدث عن الطفولة لا نفصل بين لاجئ وطفل يمني، هما في الحقوق لدينا واحد لا تمييز في كافة برامجنا بالجمعية التي تضم الطفل اللاجئ سواء في الأنشطة أو الدعم المقدم من قبل الجمعية والمجلس المحلي والمانحين في برامجهم وهم لا يفصلون بين الطفل المواطن واللاجئ، لكن قد يكون هناك تقصير من قبل بعض أولياء الأمور، ولكن الحماية والرعاية تشمل الجميع، خاصة أن المسوحات الميدانية حول عمل الأطفال تشتمل أيضا على الأطفال اللاجئين في البساتين وخرز، أما على مستوى جمعية مكافحة عمل الأطفال فقد أشركناهم في برامج توعية وكسوة العيد ويوم الطفل اليتيم في نشاط الحفل كفقرات، وهناك تنسيق بين جمعيتنا وجمعية التضامن التي تعمل مع اللاجئين، وتقريبا كل أنشطتنا اللاجئون لهم نصيب فيها، فهم أولا وأخيرا أطفال وربما ظروفهم أصعب وهم بحاجة لرعاية أكثر”.
* توصية مهمة
وعما هو الجديد القادم، قالت: “نعد لإقامة حلقة توعية عن مخاطر المخدرات، وظاهرة عمالة الأطفال نستضيف فيها (50 طفلا وطفلة من سن 14 إلى 16 سنة)، كما سيتم توزيع ملابس العيد لـ200 طفل وطفلة.
كما أنه ستقام حلقة يوم الخميس تحت شعار (لن ننساكم) بدعم رجال الأعمال والخير، ستحاضر فيها الأخت سعاد علوي رئيسة مركز مكافحة المخدرات، في حديقة (فن سيتي) بمديرية كريتر”.
وفي ختام هذا الحوار كان لا بد من رسالة نوجهها هي عبارة عن توصية لكل من يعمل في مجال المجتمع المدني والمنظمات الداعمة، وهذه التوصية جاءت على لسان الأخت فاطمة يسلم حيث قالت في ختام حديثها “ما أوصي به في ختام حديثي هو لو لم يتم ربط مخرجات التعليم بسوق العمل فلا نتائج ترجى من أى جهود تبذل”.
حاورتها/ فردوس العلمي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى