بعد أن استولوا على أكبر ترسانة عسكرية..جماعة الحوثي والدولة.. وخفايا المعركة القادمة

> صنعاء «الأيام» خاص:

> لم تهدأ بعد ساحة الحرب والمواجهات المباشرة الدامية بين الاصلاحيين والحوثيين.. وعلى الرغم من اعلان جماعة الحوثي لعودة النازحين وتسليمها لعدد من المكاتب الادارية واللمقار الحكزمية وقيادة اللواء310 الا ان الاوضاع لاتسير باتجاه الاستقرار لبقاء عوامل التوتر وخلفية الصراع العقائدي الشديد بين الطرفين.
ويستمر الطيران الحربي في غاراته وقصفه كما يقال لمواقع الحوثي، وهذا حسب مراقبين لايعطي املا الا بامتثال الجماعة لتوجيهات وتصريحات رئيس الجمهورية بخروج العناصر من غير ابناء المحافظة وتسليم السلاح المستولى عليه دون قيد او شرط.
** الحوثي وخيارات الدولة
وفي الوقت الذي اطلق فيه الحوثيون وزعيمهم عدة تصريحات وخطابات تؤكد استجابتهم لخيارات الدولة والتزامهم بالانظمة والقوانين شكك مراقبون من امكانية التزامهم بذلك لاعتبارات عدة منها عدم الالتزام باتفاقات سابقة مع الدولة فيما يتعلق بتسليم الاسلحة الثقيلة والمتوسطة التي نهبت وسيطروا عليها اثناء الحروب الست الماضية.
وتفيد المعلومات بان رئاسة الجمهورية طلبت قيادة الحوثي بتسليم الاسلحة المنهوبة مؤخرا من عمران، غير ان الجماعة رفضت.
واكد مسؤول العلاقات الخارجية بجماعة الحوثي حسين العزي ان تسليم اي شيء لابد وان يكون عبر اتفاقات مع الدولة ..وحسب محللين فان هذه الاتفاقات ستضمن للحوثيين مكاسب اكثر وضمانات من الدولة كما حدث حين تم ادخالهم الحوار الوطني والتزموا حينها بتسليم السلاح المستولى عليه في الحروب الست السابقة..غير ان مخرجات الحوار منحتهم مهلة حين ربطت القضية بحل قضية صعدة كمشكلة ومنظومة واحدة ومتكاملة..وهي تلك الفرصة التي اتاحت لهم التغول والتوسع والانتشار في مناطق عدة تتلاءم مع خيارات الاقلمة وامكانية سيطرتهم وفرض نفوذهم على اقليم آزال الذي يتضمن محافظات(صعدة وعمران وصنعاء والعاصمة وذمار).
** اتفاق اقليمي لضرب الاصلاح
ومن واقع الاحاديث والتناولات والتداولات الناقلة لماجرى في عمران بانها مؤامرة حيكت بليل واتهم رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ووزير دفاعه بالتدبير باسقاط عمران والاصلاح وتمكين الحوثيين من السيطرة على اللواء310 وقتل قائدة اذا ماصحت رواية قتله..والسيطرة على اكبر ترسانة لايمتكلها سوى فرقة عسكرية مكونة من عدة الوية وليس لواءا واحدا ...فمن واقع ذلك رأى البعض حينها بان اتفاقا تم بين الحوثيين والرئيس هادي يتضمن السير في خط واحد يتزامن مع حالة الضغط الاقليمية تجاه الاخوان المسلمين والاستفادة من حالة السخط الشعبية الواسعة الناتجة عن فشلهم في ادارة شؤون البلدان التي تولونها ومنها مصر واليمن.
وقد نجح (هادي ) في ضرب الاصلاح من خلال الحوثيين باستثمار الصراع السياسي والخلاف الايديولوجي بين الاصلاح والحوثيين بما يدفع بمسارات المرحلة الانتقالية التي تحسب عائداتها للرئيس وحده سواء اكان بالفشل او بالنجاح..
ولعل ماشهدته عمران من حروب طاحنة قتلت المئات وشردت الالاف من الاسر لايمكن اعتبارها خارج نطاق سيطرة الرئيس هادي على مجريات الامور في البلاد ان لم تكن اساس تحركه على مختلف الاصعدة والاتجاهات.
** اتجاهات احداث عمران
وعلى الرغم من ان احداث عمران الاخيرة جاءت في اتجاهين الاول ايجابي وهو التخلص من استفزازات وابتزاز واشكال التأزيم التي كان يتجهها حزب الاصلاح وقوى الثورة الشبابية- باستثناء الشباب-وانصارها من العسكريين وغيرهم..التي كانت تمثل عقبة كأداء امام هادي والتسوية السياسية.
اما الاتجاه الاخر وهو كشف جماعة الحوثي وجعلها تتوغل اكثر وتمكينها من التوسع لكن في ذات الاتجاه الكشف بانها جماعة مغامرة ومتهورة ..ويتم على اكثر من صعيد اختبار مدى مصداقيتها في التعامل مع تطلعات وطموحات الشعب والدولة والنظام والقانون كخيار وملاذ اخير للجميع.
** ادارة هادي
ويعتقد مراقبون وسياسيون ان ذلك تم بحنكة وادارة متمكنة للرئيس هادي أثمرت عن تجنيب الجيش مغامرات ومتاهات حروب عبثية..من جهة ثانية استطاع هادي التخلص من بعض ثقل حزب الاصلاح وانتزاع سيطرته على اهم المفاصل في الدولة وشل حركته في عدد من الاماكن..ومن ذلك التغييرات الاخيرة بعد احداث سقوط عمران والتي طالت وزير الداخلية كاحد اذرع القوى النافذة في سياق انتزاع -حسب مراقبون-اهم سند وداعم لهم عسكري ولوجستي استراتيجي وهو اللواء310..وترسانته العسكرية المهولة التي سيطر عليها الحوثة.
** ارقام ومؤشرات
وكشفت احصائية شبه رسمية حصلت عليها (الايام)عن الاسلحة المنهوبة من قبل مساحي الحوثي بعد استيلائهم على مدينة عمران واللواء310 في معارك طاحنة وحرب شوارع شهدتها مختلف شوارع واحياء المدينة القديمة.
وقدر المصدر -وهو ضابط رفيع في اللواء310 -فضل عدم الكشف عن اسمه- المنهوبات من المعدات والاليات بنحو(45)دبابة و(30)مدرعة اضافة الىنحو(25)مصفحة او ماتسمى (الحميضة)محلية الصنع..الى جانب(15)عربة تحمل رشاشات نوع شلكا( اربعة مواسير) و(10)عربات كاتيوشا..كما تضمنت الاحصائية اجهزة اتصالات عالية التقنية واستطلاعية متطورة.. الى جانب (85)طقما مسلحا منها (40)طقما لم يتم استخدامها ابدا (موديل حديث ومجهزة)نوع جيمس مدرع (ضد الرصاص) وهذه الاليات لم يتم التحرك بها حين تم نقلها الى صعدة بل تم نقلها على ناقلات (دينا)..اماحوالي(45)طقما وهي التي كانت مستخدمة ويتم القتال بها من قبل افراد اللواء ومسلحي الاصلاح وتم الاستيلاء عليها من قبل الحوثيين فيتم استخدامها كما تم توزيعها كدوريات وفي عمليات الحراسة على المنشات والمؤسسات الحكومية ومنها ايضا ماتم توزيعه عل. جبهات قتالية اخرى في همدان والجوف وارحب وغيرها لتعزيز جبهاتهم القتالية كحال الاسلحة والمعدات الاخرى..
كما استولت المليشيات الحوثية على نحو(100)طقم مسلح برشاشات مضادة للطيران ومدافعb10 بعد سيطرته على معسكري الامن العام والامن الخاص ودوريات النجدة بالمحافظة.
واكد ايضا استيلاء الحوثيين على مايزيد عن(600)صاروخ كاتيوشا في المخزن الارضي الذي تم اكتشافه بعد يومين من سيطرة ** الحوثيين الى اللواء بحسب المصدر
واضاف المصدر ان المخزن السري كان يتضمن مجموعة من الاسلحة المتوسطة كالرشاشات ومضادات الطيران(12,7و14,5واخرى) الى جانب الاف من الاسلحة الالية والمسدسات وئات الالاف من الذخائر بشتى انواعها.
واوضح المصدر بقيام الحوثي بنقل الاسلحة والترسانة على وجه السرعة في ثلاثة ايام فقط.. في الوقت الذي لو طلب الامر لنقل الدولة مثلها لاستمر الامر نحو(10)ايام على اقل تقدير.
واستغرب من كيفية حصول الحوثي على ناقلات وعربات النقل الثقيل التابع للقوات المسلحة.
ولفت المصدر الذي شهد عملية نقل الاسلحة من عمران الى صعدة الى ان معظم الاسلحة ننقلت الى صعدة بينما جزء منها تم توزيعه على جبهات القتال الاخرى وتعزيز جبهة القتال على جبل ضين الاستراتيجي بدبابات واسلحة اخرى..والذي لايزال محاصرا من قبل مليشيات الحوثي في محاولة للسيطرة عليه.
واشار الى ان معظم هذه الاسلحة والترسانة العسكرية للواء310لم تكن مسجلة في وزارة الدفاع او لها علم بها كونها كانت تاتي كدعم من اللواء علي محسن الاحمر باعتبار اللواء هو واجهته وسنده المنيع الذي كان يهدد ويتوعد به وبولاء قائده القشيبي.
** فخ الترسانة العسكرية
ويبدو ان الحوثي امام فخ كبير وهو تشبثه بموقفه الرافض لعدن تسليم الاسلحة للدولة سواء القديمة او الحديثة وفي استمرار ايضا فتح جبهات صراع جديدة قد تكلفه باهظا ..اذ سيجعله ذلك في موقع المسؤولية امام المجتمع الدولي الذي بدأ بتوجيه سهامه صوبه بتحميله مسؤولية ماحدث في عمران..
** هل يغامر الى صنعاء؟
ويتشكل هذا الوضع المتكالب على جماعة الحوثي على اثر استمرار الرفض والتعنت حتى وان كان ذلك عزز من انتصارات الدولة وليس الحوثيين في عمران الانتصار الاول بضرب اخر ترسانة لجماعة الاخوان وترسانتهم العسكرية والاخر هو في ايجاد ضغط دولي يقوض من ممارسات الحوثي وسعيه لفتح جبهات صراع جديدة..كما ان اي توسع له سيكون على حساب فرص شراكته ومشاركته في المستقبل مهما كان انتصاره اليوم الذي يغتر به ويقوده حسب مرراقبون الى المحرقة ..وهذه المحرقة تتمثل في استمرار الاستفزازات ممايضطر الدولة للدخول في صراع جديد لن ينتهي تنهار على اثره العملية السياسية برمتها..لكنها معركة ستكون حسب مراقبين مختلفة تماما عل. ماكانت عليه خيث يحظى هادي بدعن دولي واقليمي سيعزز من انتصاراته وتوفير فرص اكثر ملاءمة لاوضاع البيت اليمني من الداخل.
مايعني انه لو فكر الدخول الى العاصمة وغير من لهجته تجاه الدولة وتمادى اكثر في توسعه فستكون حينها جماعة الحوثي تحت طائلة العقوبات الدولية (البند السابع) وما سيسفر عنه من تداعيات كارثية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى