ومضات رمضانية

> إعداد:ماجد علي

> ** السفر والمرض **
الصيام فريضة، وركن من أركان الإسلام، وذلك أمر معلوم من الدين بالضرورة، وهو واجب على كل مسلم بالغ عاقل، خال من الموانع، قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام” [سورة البقرة، آية (183) ] وقال: “فمن شهد منكم الشهر فليصمه” [سورة البقرة، آية (185) ]
ولا يعذر أحد بترك الصيام، أو الإفطار أثناء الشهر، إلا إذا كان معذورا، كأن يكون مريضا، أو مسافرا أو امرأة حائضا أو نفساء، أو حاملا أو مرضعا، قال تعالى: “ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر” [سورة البقرة آية (185) ] فالمريض، الذي يشق عليه الصيام، ويصعب عليه الامتناع عن المفطرات، ويتضرر منه، يجوز له أن يفطر في رمضان ثم يقضي فيما بعد عدد الأيام التي أفطرها، هذا إذا كان مرضه عارضا، أما إن كان مريضا مرضا مستمرا لا يرجى شفاؤه فهذا لا يجب الصيام عليه، ويطعم عن كل يوم مسكينا، ولا يقضي، وكذلك كبير السن الهرم الذي لا يستطيع الصيام، يفطر ويطعم ولا قضاء عليه.
والسفر من الأعذار المبيحة للصائم الإفطارر، لقوله تعالى: “أو على سفر” [سورة البقرة، آية (185) ] ، وهذا إذا لم يقصد بالسفر التحيل على الفطر، والمسافر أعلم بحال نفسه، فإن كان الصيام أسهل عليه صام، وإن كان يشق عليه أفطر، وقضى بعد ذلك، وقد قال أنس رضي الله عنه: “كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم” متفق عليه.
وورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “يرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن، ويرون أن من وجد ضعفا فأفطر فإن ذلك حسن”. رواه مسلم.
وأما الحائض والنفساء، فإن الصيام يحرم عليهما، ولا يصح منهما، ويجب على كل منهما القضاء بعدد ما فاتهما من أيام رمضان. وكذلك المرأة الحامل أو المرضع إذا خافت على نفسها، أو على ولدها جاز لها الفطر، ثم تقضي بعد ذلك كل الأيام التي أفطرتها، ففي سنن أبي داود، من حديث أنس بن مالك الكعبي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله وضع عن المسافر الصوم، وشطر الصلاة، وعن المرضع والحبلى الصوم” رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي.
من ذلك كله تظهر لنا سماحة الإسلام ويسره، فإنه لم يقصد في شيء من تشريعاته الإثقال على أفراده، {وما جعل عليكم في الدين من حرج} [سورة. الحج آية (78) ] ، ومتى وجد المكلف صعوبة ومشقة في أداء العبادة، فإن الشرع أباح له أن يأتي منها ما يطيقه: {فاتقوا الله ما استطعتم} [سورة التغابن آية (16) ] ، ولا تجد بابا من أبواب الشريعة، ولا مجالا من مجالاتها إلا وقد تجلت فيه السماحة بأبرز معانيها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى