صورة من الزمن الجميل..مباريات العيد في عدن تقليد جميل توارى أمام غزو القات !!

> كتب / عوض بامدهف:

> في لحظات معايشتنا مع بهجة وفرحة العيد السعيد في ذلك الزمن الكروي الجميل والأصيل.. في هذه اللحظات السعيدة والجميلة نجدها فرصة متاحة لاستعادة استقراء متسارع لشريط الذاكرة الرياضية التي تختزن الكثير والكثير من المواقف الرياضية الجميلة والممتعة والشائقة، والتي جسدت وبوضوح وجلاء تأمين جوهر ومتعة وروعة الممارسة الرياضية البديعة في ذلك الزمن الجميل والأصيل الذي مر علينا سريعًا مثل كل الأشياء الجميلة في الحياة.
وهنا نقف أمام تقليد كروي جميل وممتع، وحمل أكثر من دلالة على المعاني الأصيلة، والمفاهيم السامية للممارسة الرياضية، وخاصة المستديرة الساحرة والمعشوقة، والتي تحتل صدارة الاهتمام والمتابعة لدى كل من له صلة بها من قريب أو بعيد، أو بشكل هامشي، وفي مقدمتهم اللاعبون والمدربون والحكام، وكذا الحال بالنسبة لعشاق المستديرة الذين يهيمون بها حبًا وعشقًا وهيامًا، ويتابعون كل شاردة وواردة لها علاقة بالمستديرة ودورانها العجيب والمثير، ويشدون الرحال وراء فرقهم المفضلة ونجومهم المبدعين حيثما حلوا ونزلوا باذلين من أجل تحقيق ذلك طواعية كل جهد ممكن والوقت والمال أيضًا.
ونعود هنا إلى هذا التقليد الكروي الجميل والأصيل والممتع والذي ساد في ذلك الزمن الكروي الأصيل، وشكل بحق بهجة إضافية وجميلة إلى جملة مباهج العيد السعيد بالنسبة لأهل الرياضة في عدن وبالذات عشاق دوران المستديرة.
فمع إطلالة بشائر كل عيد سعيد تهل علينا معها بشائر الإبداع والإمتاع في رحاب مائدة كروية عيدية كاملة الدسم والمتعة والفن البديع التي يحرص الحرص كله على تقديمها وبسخاء لا مثيل له رواد ونجوم الزمن الكروي الجميل والأصيل.
ويا لها من لحظات كروية شديدة المتعة حافلة بأرقى وأروع ما يحتويه الفن الكروي من جمال وروعة وإبداع، وكل ذلك كان يتحقق لعشاق الكرة العدنية بفضل ذلك الفعل الطيب والإيجابي، حيث اعتادت وقتها الجمعية الرياضية العدنية برئاسة الأستاذ القدير إبراهيم روبلة ودينامو ومايسترو الجمعية الأستاذ القدير والرياضي اليمني الأول عبده مهلي أحمد، السكرتير العام للجمعية، وبقيه الأساتذة الكرام أعضاء مجلس إدارة الجمعية الرياضية العدنية على أن تمارس تقليدًا رائعًا وحضاريًا وراقيًا تجسد وتبلور من خلال دخل مباريات العيد، والتي يحتضنها الملعب الرئيسي في عدن ملعب المدرج البلدي (ملعب الشهيد الحبيشي حاليًا) على الأندية الأهلية في عدن وبالتساوي خلال إجازة أيام العيد، وذلك لإقامة وتنظيم مباريات ودية خاصة فيما بينها، ويكون دخلها وريعها لصالح أندية عدن.
وحقيقة فإن الجمعية الرياضية العدنية من خلال هذا التقليد الكروي الرائع قد أصابت أكثر من عصفور وبحجر واحدة وبرمية واحدة موفقة.. فمن جانب أتاحت الجمعية الرياضية العدنية بذلك فرص ذهبية لتعزيز الموارد المالية لأندية عدن الأهلية عبر ما تجمعه من دخل وريع هذه المباريات العيدية، كما رسخ تقليد توزيع دخل الملعب على الأندية العدنية بالتساوي من مبدأ التكافل الكروي الإيجابي بين أندية عدن، حيث كان كل نادٍ يلعب مباريات لصالح النادي الآخر بالمجان لتتبادل أندية عدن الأدوار فيما بينها، الأمر الذي أسهم في تعزيز وتوطيد أوامر العلاقات الأخوية المتبادلة والودية بين أندية عدن.
ومن جانب آخر فلقد أتاح تنفيذ هذا التقليد الكروي الفرص أمام الجماهير الكروية المتعطشة لقضاء إجازة أيام العيد في رحاب الفن الكروي البديع والجميل والأصيل، والمتابعة الممتعة لأجواء التنافس الخلاق والممتع لنجوم الكرة العدنية على تقديم أروع وأمتع وأبدع ما لديهم من مواهب خلاقة وفنيات عالية المهارات بفرض تقديم وجبات كروية كاملة الدسم لإمتاع جماهيرهم الوفية في أيام العيد السعيد.
ولكن وللأسف الشديد ومثل كل الأشياء الجميلة وبمرور الوقت انتهى هذا التقليد الكروي الرائع نهاية درامية حزينة لتصبح بعد ذلك كل الطرق أمام الشباب في إجازة أيام العيد مفتوحة وفي اتجاه واحد فقط، حيث إن جميعها تؤدي إلى سوق القات والأغصان الخضراء.
كتب / عوض بامدهف

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى