دييغو سيميوني.. من اللاعب القوي إلى المدرب العبقري

> «الأيام الرياضي» متابعات:

> لا ينفك مدرب نادي أتلتيكو مدريد دييغو سيميوني من تحقيق النجاح تلو النجاح مع نادي أتلتيكو مدريد، فبعد كأس الاتحاد الأوروبي وكأس ملك أسبانيا، ها هو حقق الدوري الأسباني ليكسر احتكارًا عمره سنوات في الدوري الأسباني، فمن هو دييغو سيميوني الذي حول أتلتيكو من فريق جيد لكن متخبط إلى فريق ممتاز ومستقر.
سيموني بدأ حياته كلاعب مع نادي فيلز سارسفيلد عام 1987، حيث لعب معه لثلاثة أعوام، والملفت أنه لم يبقَ في الأرجنتين كثيرًا، حيث رحل فورًا إلى إيطاليا عام 1990، ولعب مع نادي بيزا الذي كان يلعب في الدرجة الأولى وقتها، وإثر سقوط النادي الإيطالي إلى الدرجة الثانية انتقل إلى نادي أشبيلية الأسباني عام 1992، حيث لعب معه لموسمين قبل أن يرحل لأتلتيكو مدريد عام 1994، حيث أحرز الثنائية ثنائية الدوري والكأس التاريخية على حساب جميع الكبار، وذلك في العام 1996 لينتقل بعدها إلى نادي الإنتر الإيطالي ويعاصر اللاعبين الكبار أمثال رونالدو البرازيلي وباجيو ليفوز معهم عام 1998 بكأس الاتحاد الأوروبي، ومن الإنتر انتقل إلى لاتسيو القوي جدًا وقتها عام 1999 والذي كان معقلاً للأرجنتينيين لتواجد سنسيني وألمايدا وكريسبو وفيرون، وبقيادة المدرب السويدي إريكسون استطاع الفوز بثنائية الدوري والكأس عام 1999 لتكون ثاني ثنائية يحرزها في مسيرته كلاعب وبقي مع لاتسيو إلى العام 2003، حيث عاد إلى أتلتيكو مدريد لموسمين ثم أنهى حياته في راسينغ الأرجنتيني عام 2006.
ولم تكن مسيرته خالية من الألقاب على الصعيد الدولي، فخلال أكثر من (100) مباراة لعبها مع المنتخب فاز بكأس كوبا أمريكا مرتين عام 1991 و1993 وكأس القارات الأولى عام 1992 وفضية الألعاب الأولمبية عام 1996 ليكون أحد أبرز عناصر منتخب الأرجنتين.
ولم ينتظر سيموني طويلاً ليبدأ مهنته كمدرب، حيث درب راسينغ نفسه الذي كان يلعب به، فبعد بداية صعبة بدأ الفريق يظهر تحسنًا ملحوظًا وانتهى في مكان مميز، فكان أن تعاقد مع نادي إيستوديانتس الشهير، وهنا كانت الانطلاقة الحقيقية، حيث قاده لبطولة الدوري الأرجنتيني للمرة الأولى منذ (23) عامًا على حساب الكبير بوكا جونيورز، ومن هنا انطلقت شهرته، واختير في ذلك العام أفضل مدرب أرجنتيني، لكن هذه المسيرة لم تستمر طويلاً، حيث عانى في السنة التالية، وانتقل إلى أحد قطبي العاصمة، وهو ريفر بلايت، لكن النجاح جانبه أيضًا، وهو ما حدث مع سان لورنزو أيضًا، ليترك الأرجنتين بأكملها، ويرحل ليدرب فريق الأرجنتينيين في إيطاليا وهو كاتانيا خلفًا لماركو جيامباولو، وقد نجح في إبقاء الفريق في الأضواء ليعود لراسينغ بعد نهاية الموسم، لكن اللحظة المهمة في مسيرة سيموني التدريبية كانت في الثالث والعشرين من ديسمبر عام 2011 عندما عيّن خليفة لجورجيو مانزانو في على رأس الإدارة الفنية لنادي أتلتيكو مدريد.
وقد أنهى سيموني هذا العام بالفوز بكأس الاتحاد الأوروبي، وألحقه بالفوز بكأس السوبر الأوروبية على حساب تشيلسي، حيث سحقه بأربعة أهداف لهدف، وفي العام الذي تلاه فاز بكأس الملك على حساب ريال مدريد مورينيو، واحتل المركز الثاني ليشارك في دوري الأبطال، وليكون أفضل مركز يحققه الفريق منذ الثنائية.
يعد سيموني من الشخصيات القيادية والقوية للغاية، فمنذ أن كان لاعبًا وهو يتميز بأداء تكتيكي وانضباطية عالية في أرض الملعب، كما كان يتميز بأداء رجولي بحكم مركزه كلاعب ارتكاز، ولم يكن يخشى التقدم للأمام والدليل أنه سجل العديد من الأهداف الحاسمة خاصة من ألعاب الهواء، وقد اكتسب صفاته الكروية وطور صفاته الشخصية من اللعب في إيطاليا لفترات طويلة في عز ازدهار الكرة الإيطالية وضمها لنجوم عظماء ومدربين كبار، فنهل من تكتيكها وخططها الشيء الكثير، وعرف أهمية الدفاع ولاعبي الارتكاز في مسيرة بناء فريق قوي، ومع فهمه للكرة الأسبانية نتيجة لعبه مع أتلتيكو أيضًا في فترات الازدهار، استطاع أن ينقل خلاصة خبرته وتجاربه إلى فريقه السابق والذي كان يمتلك عناصر رائعة لكنه يفتقد إلى الاستقرار، فرسخ الانضباط داخل الملعب وخارجه بشخصيته القوية والقيادية، وفرض أسلوب لعب قوي وبدني غير مألوف في الكرة الأسبانية الأكثر مهارية، فكان أن فاجأ خصومه بعقليته وطريقته، ومع معرفته بكيفية استخدام الأدوات التي ملكها ويملكها حاليًا كفالكاو ودييغو كوستا وخوان فران وميراندا وغيرهم، صنع فريقًا منظمًا وقويًا بدنيًا في تطبيق المرتدات، وقادر على استغلال المساحات التي يتركها الخصوم في الخلف بشكل أفضل بكثير من أي فريق أسباني حتى ريال مدريد نفسه الذي هزمه للمرة الأولى منذ سنوات طويلة في الكأس والدوري.
يحسب لسيموني أنه لم يفقد ثقته بنفسه عندما مر بفترات فشل، وهذا ناتج عن قوة شخصيته، ووضوح أفكاره، وطموحه الكبير، ومن الطبيعي بناءً على ما تقدم أن نجد أن أتلتيكو مدريد هو انعكاس لشخصية سيموني القوية والانضباطية والشجاعة أيضًا، والأمور واعدة للغاية، وسيموني قادر على تقديم الكثير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى