رئيس أهلي الغيل طه بافضل لـ«الأيام الرياضي»: تراكمات سابقة .. وخيبات أمل متلاحقة .. وصراعات شخصية أنانية هوت بتاريخ أهلي الغيل

> حاوره / عمر فرج عبّد

> إن نادي الأهلي في غيل باوزير يعد الصرح الرياضي العملاق بتاريخه الرياضي الجميل والرائع .. فحين يحط رحاله تجد الجميع خلفه يهتفون بأناشيد رائعة (برضك يا أهلي يا عالي الهمة برضك يا بطل الدورات في القمة) و(فرسان الرياضة قد غزوا الكأس) (يا كأس ما بتستقر إلا مع الأهلي) وغيرها من الهتافات .. فأهلي الغيل رقم صعب في كرة القدم وله من الانتصارات والإنجازات والكؤوس والتروس والميداليات ما يجعله رقمًا صعبًا.. إنها المواهب والنجوم التي صنعت أكبر قاعدة جماهيرية وفية في حضرموت .. أما اليوم أصبح الأهلي أطلالاً .. "الأيام الرياضي" سبرت أغوار هذا الصرح التاريخي فوجدت مأساة .. فذهبت إلى رئيس النادي الأخ طه حسين بافضل وحاورته، والذي بدوره شرح لها سبب الوضعية المتردية التي وصل إليها النادي .. في قادم السطور ستتعرفون على هذه وضعية التي وصل إليها النادي العريق.
* أخي طه كيف استلمت النادي؟
- واستلمته أطلالاً .. هو هو لم يتغير فيه شيء إلى الأحسن، بل إلى الأسوأ، فقد استلمت النادي وحماماته معطلة، التسليك الكهربائي غير منظم وضعيف لا يقبل ثقل كهربائي، ويحتاج إلى تسليك جديد، وجدرانه كلها تحتاج إلى صيانة وطلاء، وملاعبه تحتاج إلى إعادة تأهيل، وسوره لا يسمى سورًا، بل هو بمثابة عدد من الجدران توضح معالم منشأة النادي، ولا تحميه وتحافظ عليه من اللصوص والمخربين، وأصول النادي تكاد تكون مجرد توالف .. باختصار مجرد ذكريات لنادي كان يومًا من الأندية الكبيرة في جنوب اليمن!.
* إذًا لماذا قبلت المهمة في مثل هكذا وضع؟
- قبلت مهمة قيادة نادي أهلي الغيل حينما رأيت الناس الذين هم أولى بقيادته وأفضل مني خبرة في المجال الرياضي تركوا النادي، وظلوا يتفرجون عليه، وهو يمشي إلى إكمال هدم ما تبقى، وللعلم فليست المرة الأولى التي فكرت وخططت لتولي قيادة النادي، بل منذ عام 2001م بدأت بالتشاور مع بعض الشخصيات الرياضية والقيادية، لكن تعثرت الفكرة لظروف خاصة بي وبوضع النادي آنذاك.
* قيل إنك رفضت منصب الأمين العام للنادي ووافقت على تشكيل آخر بتعيينك رئيسًا له .. هل هذا صحيح .. ولماذا؟
- نعم .. لأنني أعرف قدراتي وخبراتي الإدارية، ورأيت أن وجودي كرئيس للنادي سيحقق أهدافي التي تصب في مصلحة النادي بدلاً من وجودي كأمين عام ليس حبًا في المنصب الإداري، فالحمد لله فقد عرفت التكليفات الإدارية منذ أكثر من عشرين عامًا، وليست جديدة علي، كذلك ليس تصغيرًا لأصدقائي في اللجنة المذكورة في السؤال، ولكن رؤية رأيتها وهو الذي صدق في الواقع بعد ذلك، فلم تستمر اللجنة سوى أربعة أشهر وقدم أعضاؤها استقالتهم.
* فشل الفريق الكروي في الصعود إلى الثانية .. ما هي الأسباب؟
- لم يفشل، بل حققنا الإنجاز بالفوز ببطولة تجمع ساحل حضرموت في زمن استعداد قياسي، ومجاني بدون عقود مع اللاعبين، بل محبة منهم لناديهم وثقتهم في الإدارة أنها لن تبخل عليهم بما تملك .. وذهبنا إلى تجمع عدن في ظرف استثنائي، حيث كانت - آنذاك - ظروف الهبة الشعبية في حضرموت بعد مقتل (بن حبريش) وتهديدات من قبل البعض بأنهم سيتخذون موقفًا شديدًا تجاه نادي أهلي الغيل، ومع ذلك أصررنا على الذهاب للمشاركة ويحذونا الأمل في أن نكرر الإعجاز، ونحقق الإنجاز، ولكن تبقى أمور بديهية في المنافسة الرياضية، وهو الاستعداد الكافي والتدعيم الاحترافي والدعم المالي، وهذه الثلاثة كنا نفتقدها .. ومع ذلك حققنا مركزًا متقدمًا في مجموعتنا.
* فريق كرة القدم أكثر من 20 عامًا وهو قابع في الدرجة الثالثة .. ما هي الأسباب الحقيقية وراء ذلك؟
- أسباب كثيرة، أهمها غياب التخطيط الجيد المبني على القواعد الرياضية المتبعة، وليس العشوائية التي تتحكم بأسلوب من يدير الشأن الرياضي والفني بالنادي، وهذا ليس سبًا وشتيمة لأحد، ولكن هذه هي إمكانيات السابقين ومعذورين، الآن الوضع الرياضي يبنى على العلم والخطط والتدريب والتأهيل، ومن الأسباب أيضًا قلة وشحة الإمكانيات فنادي أهلي الغيل من أندية الدرجة الثالثة يعني دوري المظاليم، فهي أندية مظلومة في مخصصاتها المالية ومنشآتها وتأهيلها، وبالتالي لا تستطيع أن تقارع أندية تملك أن تأتي بلاعبين محترفين قادرين على تغيير كفة النتيجة، إمكانيات مالية تساهم في سير عجلة العمل بالنادي دون تعثر ولا سقوط أو كسل، ومن الأسباب الابتعاد عن الشللية والحزبية داخل الأندية والعمل بروح الفريق الواحد المحب للنادي وولاءه الرياضي تامًا لناديه وليس لمنطقته وحافته أو فريقه الشعبي، وهو سبب لا يقل أهمية عن الأسباب السابقة، والتي أثرت كثيرًا على عطاء اللاعبين والإداريين.
* ما هو السبب في الوضعية المتردية التي وصل إليها النادي صاحب التاريخ العريق؟
- هي تراكمات سابقة، وخيبات أمل متلاحقة، وصراعات شخصية أنانية، وقلة إخلاص للنادي في العمل والأداء، وبروز الجانب الشخصي الذاتي أكثر من الجانب العام للنادي.
* ما هي حكاية المسبح الأولمبي الذي لم يرَ النور؟
- قرأت أنا عن هذه الحكاية في عام 2005م حينما أقر صندوق النشء مشروع المسبح الأولمبي الذي لو أنشئ في ذلك الوقت لكان ارتقاء بلعبة السباحة في حضرموت، حيث ستقام الأنشطة والمسابقات في هذه اللعبة لأن مناطقنا ساحلية، وبالإمكان مع توفر المسبح الأولمبي أن تبزغ نجومًا ليس على مستوى اليمن فحسب بل على مستوى الوطن العربي والدولي، لكن للأسف لا توجد نوايا صادقة أو خطوات عملية ملموسة في هذا الباب.
* كلجنة مؤقتة هل تابعتم عملية تجديد العضوية، واستقطاب أعضاء جدد من أجل الانتخابات المقبلة؟
- نحن على بعد أيام يسيرة لاستكمال تجديد العضوية، وتم استقطاب أعضاء جدد خصوصًا الرياضيين الذين ساهموا معنا في الأنشطة والمسابقات التي خاضها النادي خلال التسعة أشهر الماضية، وكذلك إلى آخر أيام التجديد سنظل نستلم طلبات العضوية لنفتح المجال لكل راغب في التسجيل.
* ما هي حجم المساعدات المقدمة من أبناء النادي في الداخل والخارج والسلطة المحلية في المديرية ومكتب وزارة الشباب والرياضة بالساحل؟
- أولاً: السلطة المحلية ممثلة بالمجلس المحلي في المديرية لم تقدم لنا سوى ديزل لباص النادي في مشاركتين في كرة الطائرة وكرة القدم، ويوقع على طلبات التفريغ التي يطلبها النادي للاعبيه وإدارته فحسب.
ثانيًا: محافظ المحافظة الأستاذ خالد الديني وعد بالدعم ولم يفِ.
ثالثًا: مكتب الوزارة بحضرموت مكبل اليدين لا يملك شيئًا.
رابعًا: الوزارة في صنعاء فبعد عناء وصرفيات التقيت بالوزير شخصيًا وأمر بصرف أدوات ومستلزمات رياضية وإلى هذه اللحظة لم تصل!!.
نتلقى بين الفينة والأخرى دعمًا خصوصًا من رجل الأعمال الأستاذ فوزي بن همام، وهو في المملكة السعودية، وكذلك التحق مؤخرًا بالدعم رجل الأعمال الأخ أحمد باشماخ، والحمد لله دعمهم واضح بالأرقام في مجموعة النادي، وفي الفيس بوك، فلهم منا التحية والتقدير.
* كلمة أخيرة تود قولها؟
- أوجه نداءات إلى عدة جهات يهمها أمر نادي أهلي الغيل:
أولاً: إلى الجمعية العمومية للنادي أن التفتوا لناديكم، وساعدوا من يقود دفة قيادته إلى المراكز والدرجات العالية في كل الألعاب، وتابعوه وراقبوه وانتقدوا نقدًا بناءً وساعدوه.
ثانيًا: إلى السلطة المحلية ووزارة الشباب والرياضة عليكم دور كبير في الاهتمام بمنشأة النادي، ورفع سورها، وإعادة تسليك كهربائه وصيانة حماماته وملاعبه وغرفه .. وتسهيل كل الخطوات الاستثمارية التي يسعى لها النادي والتي ستدر دخلاً جيدًا يسدد محتاجات النادي لأنشطته وفعالياته.
ثالثًا: إلى جمهور النادي والفرق الشعبية التابعة له اجعلوا ولاءكم لناديكم التابعين له، وليس لفرقكم الشعبية، بل الولاء الرياضي أولاً يكون للنادي ثم لفريقكم، فما يطلبه النادي مقدمًا على ما يطلبه الفريق لأن تقوية النادي سيعود بالنفع للفرق الشعبية وللرياضة عمومًا في الغيل.
رابعاً: لمحبي نادي أهلي الغيل من رجال الأعمال في المديرية والمحافظة والمغتربين في الخارج ادعموا النادي فلن تقوم له قائمة بعد توفيق الله إلا من خلال دعمكم ومساعداتكم السخية له فلا تبخلوا عنه بشيء فدعمكم دعم للشباب وحفاظًا عليهم.
حاوره / عمر فرج عبّد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى