صورة من قريب..الدوري الذي نريد .. ومعادلة الآمال وواقع الحال !

> كتب: عوض بامدهف:

> مع إطلالة كل موسم كروي جديد، لا يمل ولا يكف عشاق المستديرة عن الحديث مجددًا عن الدوري والجديد فيه، وذلك لأن الأمل يظل وباستمرار يُراود الجماهير الكروية، في تحقيق لحظات من المتعة مع الأداء الكروي الجميل الخالي والبعيد عن العك الكروي، والعك المضاد، واللهث والجري الممل والهزيل وراء المستديرة، دون هدف أو طائل أو مردود إيجابي.
ومن المتعارف عليه أن الدوري هو مساحة من الزمن والتنافس الكروي الشريف، والسعي الجاد لاغتنام هذه الفرصة السانحة أمام الفرق المشاركة، كما يعد الدوري مقياسًا دقيقًا لمدى ما تحقق من التطور الكروي لفرقنا وكرتنا، وأن التنافس لإحراز الحصاد الوفير، وحصد النقاط ووفرة الأهداف بهدف تحقيق الأمل العريض بالفوز ببطولة الدوري واعتلاء منصات التتويج وانتزاع الدرع والذهب .. وهذا طموح وحق مشروع لجميع الفرق المشاركة في الدوري على قاعدة (لكل مجتهد نصيب).
وهكذا فإن الجماهير الكروي تراودهم الآمال في أن يكون الدوري الجديد أفضل وأمتع بكثير وبمراحل عدة من الدوري المنصرم، وهذا يشكل مصدرًا أساسيًا للتفاؤل الدائم والمستمر لتحقيق الأفضل دومًا من منطلق (ما أصعب العيش لولا فسحة الآمل).
حقيقة .. إن سبل الأماني زاخرًا وعامرًا ومتدفقًا بكل ما نتمناه ونرجوه .. من آمال مشروعة لا حدود لها.
ولذلك وجب علينا أن نمارس في هذه الحالة الاختزال في الآمال والطموحات، حتى نقارب ونلامس حدود الواقع المتاح، مهما ضاقت مساحته فيما نريده ونأمله ونرجوه، أن يتحقق خلال تنافس دوري النخبة من منطلق (أن تضيء سمعة خير من أن تلعن الظلام) وعلى قاعدة مبدأ (لعل وعسى).
1- ليكن دومًا الهدف المرجو تحقيقه من وراء إقامة مسابقة دوري النخبة، هو التحقيق الأمثل والخلاق متعدد الجوانب لتطوير الكرة اليمنية نحو الأفضل، وفي حدود الإمكان والاستطاعة، وليس لمجرد تكرار دوران المستديرة العقيم والسلبي، واللهث وراء جمع النقاط والأهداف كيفما اتفق دون طائل ولا مردود.
2- أن يتخلص الدوري الجديد من معوقات الدوري الماضي، وأن يتعافى من أمراض التأجيلات المزمنة بسبب وبدون سبب!.
3- أن يتخلص الدوري الجديد من المزاجية والعشوائية والارتجالية في تنظيم تسيير المباريات، والابتعاد عن ممارسة الكيل بمكيالين بين الفرق.
4- أن يتم التعامل من قبل اتحاد الكرة بالتساوي بين جميع الفرق المشاركة، دون تفضيل أو فروق أو مجاملة بينها، إلا بمقدار الجهد والعطاء والحصيلة.
5- على الفرق الاهتمام البالغ بمراحل الإعداد لخوض غمار التنافس في الدوري الجديد، وذلك لصالح الظهور بالمظهر المشرف والارتقاء بمستوى الأداء العام للفريق بوتائر عالية ولضمان ارتفاع درجة حرارة وسخونة التنافس الكروي الشريف، بما يحفظ للدوري ومنافساته الكروية قوة الدفع الإيجابية، الأمر الذي يخدم بالمقابل الظهور للمستوى العام والشامل للدوري والفرق المشاركة فيه بمظهر جيد ومشرف.
6- أن تنال اللائحة المنظمة للدوري قسطًا كبيرًا ووفيرًا من الاهتمام والاطلاع والتركيز والمناقشة الجادة من قبل الفرق المشاركة في الدوري، حتى لا تتكرر الشكاوي الدائمة في كل موسم كروي، وخاصة عند الوقوع في الأخطاء والتعامل غير الإيجابي مع اللائحة، وعلى اتحاد الكرة الإسراع بتسليم وإيصال لائحة الدوري إلى الفرق المشاركة بوقت كافٍ للاطلاع وتدوين الملاحظات عليها، كما أن على الفرق المشاركة عدم تمرير اللائحة دون إطلاع ومعرفة، وذلك لضمان سير وقائع تنافس الدوري بهدوء ودون معوقات ومنغصات ومشاكل.
7- أن تسترد فرق النخبة ولو جزءًا يسيرًا من عافيتها وقدراتها على تقديم الأداء المقبول والعطاء المناسب قدر الإمكان والاستطاعة، وذلك بعد أن تكون قد حققت هذه الفرق ولو في الحد الأدنى من الإعداد لخوض غمار تنافس الدوري وبصورة مرضية، وفي الوقت نفسه فإننا لا نطالب فرقنا بتقديم المستحيل، أو ربما هو فوق طاقتها وواقعها، أو بما لا تطيق تقديمه، والمبالغة في هذا الأمر يعد قفزًا على الواقع، فليس بالإمكان أبدع مما كان.
8- على قضاة المستديرة الحرص الشديد على التمتع باللياقة البدنية العالية، فهي خير زاد لهم لمتابعة وملاحقة الدوران الروي المتسارع الإيقاع، ورصد وقائع وأحداث المباريات، وضبط كل شاردة وواردة في أرض الملعب وعن قرب شديد وأولاً بأول، هذا بالإضافة إلى الاطلاع المتواصل على كل جديد في قانون التحكيم وتعديلاته المستمرة، وكذا التحلي بالنزاهة والعدل والمساواة والحسم والحزم عند تطبيقهم لبنود القانون نصًا وروحًا، بعيدًا عن أجواء المزاجية وتغليب الأهواء والمجاملة والمحاباة، فالتحكيم في الأساس وفي الأول والأخير هو أمانة ومسئولية في أعناق الحكام، وعليهم بأداء هذه الأمانة والمسئولية على أكمل وجه.
9- إن نتيجة مباراة كرة القدم لا تخرج في العادة والواقع عن احتمالات ثلاث، وهي الفوز والخسارة والتعادل، ومخطئ من يعتقد بأن خسارة وهزيمة فريقه في مباراة كروية هي نهاية العالم وتعطيه المبرر والحق للخروج عن دائرة أخلاقيات الرياضية والروح الرياضية العالية وفنون التشجيع الرياضي الأخلاقي والمنظم، وذلك حتى نبعد غول الشغب عن ملاعبنا وساحات التنافس الكروي الشريف، لتحظى الجماهير الكروي الوفية بمشاهدة ممتعة ومتابعة جيدة لوقائع تنافس دوري النخبة في إطار وتحت ظلال الروح الرياضية العالية الوارفة.
10- نأمل أن ينطلق الدوري في ظل توفر وسيادة أجواء من دقة التنظيم، وتوفير كل متطلبات ومقومات تواصل سير مباريات الدوري وبشكل منتظم.
كتب: عوض بامدهف

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى