نوري المالكي يتخلى عن السلطة تحت ضغط دولي

> بغداد «الأيام» ا.ف.ب/رويترز:

> وافق رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي في نهاية المطاف على التخلي عن السلطة، تحت ضغط المجتمع الدولي الحريص على تشكيل سلطات جديدة قادرة على التصدي لهجوم مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف والازمة الانسانية التي نجمت عنه.
والقى المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني بثقله وراء رئيس وزراء العراق الجديد المكلف حيدر العبادي قائلا ان الانتقال السياسي هو فرصةنادرة لحل الأزمات السياسية والأمنية.
وحث السيستاني الجيش العراقي على رفع علم واحد هو علم العراقلتفادي الطائفية في إشارة إلى الحاجة لاحتواء صراع طائفي أذكاهتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد.
ورحب مبعوث الامم المتحدة الى العراق باعلان رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، واصفا هذه الخطوة بانها "تاريخية".
وقال نيكولاي ملادينوف في بيان ان "قرار المالكي السماح بتشكيل حكومة جديدة من دون مزيد من التأخير يثبت انه رجل دولة ويبرهن عن التزامه بالعملية الديموقراطية وبالدستور"، مضيفا ان هذا التنحي "سيسمح بخطوة تاريخية اخرى هي الانتقال السلمي للسلطة في بلد عانى طويلا من سفك الدماء والعنف".
وفي واشنطن رحب البيت الابيض باعلان المالكي ، واصفا قراره بانه "خطوة كبرى الى الامام" بالنسبة للعراق.
وقالت مستشارة الرئيس باراك اوباما لشؤون الامن القومي سوزان رايس ان تنحي المالكي "خطوة كبرى الى الامام (...) هذا امر مشجع ونحن نأمل ان يضع العراق على طريق جديد وان يوحد شعبه في مواجهة التهديد المتمثل بتنظيم الدولة الاسلامية".
وذكرت رايس بان العبادي تلقى رسائل دعم "من العالم اجمع".
ومنذ ايام يدعو البيت الابيض بالحاح المالكي للكف عن تشبثه بالسلطة والمطالبة بولاية ثالثة، مؤكدا ان عليه افساح المجال امام العبادي لتشكيل حكومة "تجمع" البلاد.
وفي هذا السياق قال بن رودس نائب مستشارة الامن القومي "خلال السنوات الماضية لم يعمل العراقيون سويا. لم يؤخذ المواطنون السنة في الحسبان بالشكل الكافي. هذا الامر ادى الى فقدان للثقة في بعض مناطق العراق وفي صفوف قوات الامن العراقية".
ومن اجل المساعدة على وقف تقدم متطرفي "الدولة الاسلامية"،اتفق وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في اجتماع طارىء في بروكسل أمس الجمعة على تعزيز الدعم العسكري للمقاتلين الاكراد في شمال العراق وتسليحهم.
من جهة اخرى، من المقرر ان يصوت مجلس الامن الدولي على اجراءات تهدف الى قطع امدادات "الدولة الاسلامية" من الرجال والاموال في العراق وسوريا المجاورة حيث يحتل التنظيم مناطق عدة.
وبعد ان اعلنت الولايات المتحدة ان غاراتها الجوية انقذت ارواح نازحين ايزيديين، بدات منظمات انسانية تقييم حجم الكارثة التي نجمت عن فرار مئات آلاف العراقيين من منازلهم امام هجوم الاسلاميين المتطرفين.
وحتى بعد رحيل المالكي السياسي المثير للجدل واعلانه دعمه لخلفه حيدر العبادي، يخشى مراقبون من عدم اجراء التغييرات الضرورية للمصالحة بين مختلف القوى السياسية في البلاد التي تعاني من الانقسامات المذهبية.
فبعد اربعة ايام على اعتراضه على تكليف حيدر العبادي تشكيل حكومة بدلا منه، أعلن رئيس الوزراء العراقي المنتهية مساء أمس الأول تخليه عن ترشحه لولاية ثالثة بعد ان تخلى عنه حليفاه السابقان الولايات المتحدة وايران، علاوة اعلى سلطة شيعية في البلاد.
وقال المالكي في خطاب متلفز القاه وقد وقف الى جانبه العبادي "اعلن اليوم لتسهيل سير العملية السياسية وتشكيل الحكومة الجديدة، سحب ترشيحي لصالح الاخ الدكتور حيدر العبادي وكل ما يترتب على ذلك حفاظا على المصالح العليا للبلاد".
واضاف "اتهمت بالتشبث بالسلطة مع انه كان دفاعا عن الوطن وحرمة الدستور والاستحقاقات الانتخابية، والدفاع عن الحق لا يعني باي حال من الاحوال تمسكا بالسلطة، ولم الجأ إلا للمحكمة الاتحادية، وتعهدت بقبول قرارها".
واوضح المالكي انه يهدف بذلك الى تسهيل تشكيل حكومة جديدة.
واتهم المالكي من قبل معارضيه وحلفائه السابقين بمفاقمة الفوضى في العراق وخصوصا صعود المسلحين الاسلاميين المتطرفين السنة بسبب اتباعه سياسة استبدادية تقصي الاقلية العربية السنية في البلد الذي يشكل العرب الشيعة غالبية سكانه.
وسيطر مسلحون متطرفون على قسم كبير من المعاقل السنية في البلاد احيانا بدعم من عناصر اصبحت متشددة من العرب السنة الذين تولوا السلطة لعقود في البلاد قبل الاطاحة بالرئيس صدام حسين اثر الغزو الاميركي لعام 2003.
ووصفت الولايات المتحدة قرار المالكي بانه "خطوة كبيرة الى الامام" والامم المتحدة بانه "خطوة تاريخية".
كما اشاد عراقيون بهذه الخطوة. وقال صلاح ابو القاسم احد سكان بغداد ان رحيل المالكي "خطوة ايجابية لانهاء الازمة" قبل ان يضيف ان العبادي والمالكي قادمين "من المدرسة ذاتها".
اما محمد مجيد (53 عاما) وهو سني من سامراء شمال بغداد فقال "ان تغيير الحكومات لن يكون حلا للعراق. نحن السنة همشنا لعشر سنوات من حزب الدعوة" الشيعي.
وطرد تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف عشرات الالاف من المدنيين خارج مناطقهم منذ موجة الهجمات الشرسة التي بدأ بتنفيذها في التاسع من حزيران/يونيو الماضي، في مناطق متفرقة شمال العراق وسيطر اثرها على مناطق كاملة شمال بغداد وغربها وشرقها امام تقهقر القوات الحكومية.
وخلال الايام العشرة الماضية، وجه مسلحو التنظيم هجماتهم الى مناطق قريبة من اقليم كردستان وطردوا خلال زحفهم عشرات الالاف من الاقليات المسيحية والايزيدية من سنجار وقره قوش التي باتت تحت سيطرة هؤلاء الاسلاميين المتطرفين.
وتحاول القوات الكردية بعناء وقف زحفهم.
ولمساعدة القوات الكردية والنازحين، شنت القوات الاميركية منذ 9 آب/اغسطس غارات جوية يومية على مواقع المسلحين المتطرفين وارسلت اسلحة الى البشمركة، في اول تدخل عسكري اميركي في العراق منذ انسحاب القوات الاميركية في نهاية 2011.
وأعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الغارات الجوية الاميركية على مواقع لتنظيم "الدولة الاسلامية" تمكنت من كسر الحصار المفروض على جبل سنجار شمال العراق حيث لجأ آلاف الايزيديين.
واضاف انه "لم يبق سوى ما بين اربعة او خمسة آلاف نازح ايزيدي في جبال سنجار" حيث تحدثت الامم المتحدة مطلع الاسبوع عن وجود عشرات الآلاف من الاشخاص العالقين هناك وسط ظروف صعبة.
وكان عدد من الدول الغربية القت في الايام الماضية وجبات غذائية وعبوات مياه الى النازحين في جبل سنجار.
وقد انتقل عدد كبير منهم الى مخيمات في كردستان او الى الحدود السورية.
وروى جونو خلف وهو ايزيدي لجأ الى مخيم في سورريا "انا في مامن هنا الان لكنني فقدت روحي في هذا الفرار". واضاف "من فضلكم اغيثونا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى