ديوان (وتنفس الأقحوان) للشاعرة عائشة المحرابي.. عائشة العددية أم رابعة المحرابي

> نجيب محمد يابلي:

> سلمني الرجل الطيب أنيس رفيق نسخة من ديوان (وتنفس الأقحوان) للشاعرة عائشة المحرابي وهناك (32) قصيدة منثورة بين دفتي الكتاب البالغة صفحاته (113) صفحة تصدره إهداء جميل ورقيق نصه: “إلى روح روحي وأجمل نعم الله: أولادي : شادي ومرح، ونبضة تسكن أعماقي زوجي حسين”.
وضع د. إبراهيم أبو طالب الأستاذ بجامعة صنعاء قراءة نقدية للديوان ووفق فيها أيما توفيق، فعائشة المحرابي - عند الدكتور أبي طالب - ذات الصوت الشعري اليمني النقي في صفائه، والواضح في تدفق مشاعره ..إنها تكتب بأسلوب تربط فيه بين رؤيتها للعالم والحياة من جهة، والتأكيد على تحقيق الذات من جهة أخرى.
أشار الدكتور أبو طالب إلى نزعة التصوف (قد يكون زوجاً أو ابنا أو صديقة)، حيث أمطرتنا عائشة المحرابي، بل وعطرتنا بأحاسيس الحب المتصوف والاعتزاز بالذات والتلاوين اللغوية والبلاغية فوقفة أمام قصيدة (لا شيء يبرره) تأسرك عائشة بهذا التفرد والتميز في التعبير الوجداني واللغوي والبلاغي:
(1) وكيف غردت شفتاي وتفتح زهر الربيع في مسامي رعشة لذيذة تدغدني.
(2) وعطر الياسمين يفوح من أنفاسي وحقول القمح خرجت من أسرها ننتقل من ص (17) إلى ص (22) وقصيدة (لاتخبر البحر عنا) لنقف أمام محاذير عائشة:
(1) لا تخبر البحر عن هوانا كي لا تنشر الأمواج أسرارنا ولا تبح للقمر بعشقنا حتى لا يثور المد علينا لماذا كل هذه المحاذير يا عائشة؟
فتقول:
كم من حلم مات في أعماقه غرقاً وكم تكسرت على شواطئه آمال ننتقل إلى ص (26) وقصيدة (ألوذ بك مني) لتجد نفسك أمام شاعرة ممسكة بناصية اللغة المعطرة بالبلاغة:
(1) فارتدي نبضك
واتبتل في محراب روحك أتذوق شهدك بلل روحي بمواسم ربيعك.
(2) أمطرني قبلاً وازرعني في دمك زهرة وفاء.
....
ارتمي بين أحضانك *** أرتشف هذيان شفتيك وأذوب.
ننتقل إلى ص (30) وقصيدة (سوسنة أنا) بمناسبة عيد ميلادي.. أسمح لنفسي ببعض الغرور، تعرف عائشة نفسها بتعبير لغوي وبلاغي وفلسفي عارم اقتطع منها هذه الأبيات
(1) عائشة أنا سوسنة أنا لحن الحياة نبضها من دفء إحساسي وبهاؤها من بريق دموعي.
(2) تدور الكواكب حول خاصرتي ومن فمي تولد الأمنيات وتشرق الشمس من غصوني فتثمر فاكهتي إلى الصفحة (99) لنقف أمام عجينة عائشة المكونة من فيروز ونزار وأحلام ولطفي، فالفنانة فيروز شحرورة الوادي ومضى عامي الرحباني، أما نزار قباني فهو الأغزر شعراً في النساء، والأعنف خطاباً للواقع العربي، أما
أحلام مستغانمي فهي الجزائرية، المتميزة بالأنوثة القوية، ولطفي أمان الشاعر الرقيق والثائر معاً، تقول عائشة:
(1) ومن تنهيدة تخرج من صدري من عشقي لفيروز مع هفهفات الصباح ومن نزار وهمسات المساء.
(2) ومن لطفي عندما يبهرني يغار حبيبي ويغار وأنا بغيرته أميرة شرقية أسعد به وأشقى ويأسرني بحبه طواعية فسجنه لي منتهى الحرية يتبين من خلال قصائد عائشة المحرابي أنها متصوفة في حبها وفي مشاعرها وكل تناولاتها فإن انتسبت إلى المحراب فهو محراب رابعة العدوية وحقيقة لقد حرت في أمر عائشة هل هي عائشة العدوية أم أنها رابعة المحرابية؟ أترك الأمر للقارئ الحصيف بأن يقرر ذلك.
كتب / نجيب محمد يابلي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى