الازدحام المروري بالشمايتين.. مشكلة متفاقمة وحلول غائبة

> استطلاع/ محمد العزعزي:

> يستيقظ المواطن كل يوم على ازدحام مروري في مدينة التربة والتجمعات السكانية في مناطق المركز والشمسرة والصافية بمديرية الشمايتين كبرى المديريات كثافة سكانية بمحافظة تعز.
ويعاني المواطنون في مختلف المناطق الرئيسية من اختناقات متواصلة في الحركة المرورية بسبب غياب رجال المرور في المديرية وتعطل إنتاج الحلول للمشكلات التي يعاني منها أبناء المديرية.
«الأيام» التقت عددا من المواطنين ووقفت أمام هذه المشكلة التي تزايدت عاما بعد عام، ويقول السائق علي أحمد إن أبرز أسباب الاختناقات ناتجة عن عدم صيانة الطرقات وانتشار الحفر، وعدم وجود حلول للباعة المتجولين.
وأضاف علي: “ظهر للعيان رداءة التنظيم في مكتب الأشغال والسلطة المحلية وازدواجية العمل مع صندوق النظافة والتحسين في تأجير الشوارع والأرصفة فزاد الطين بلة إلى درجة أنها تحولت إلى سبب للكثير من الحوادث، كما أن التوسعة التي طال انتظارها لم تنفذ حتى اليوم”.
من جهته التربوي محمد عبدالرحمن قال: “إن الوصول إلى أماكن العمل صباحا في وقت متأخر صار القاسم المشترك بين جميع الموظفين والعاملين في مدينة التربة، وما نلاحظه في طرقاتنا يوميا من تراكم النفايات والمياه العادمة ليلا ونهارا كشف عورة القائمين على هذه المديرية، ولا يزالون يتعاملون مع مشكلات صغيرة مثل هذه بمنطق الازدواجية من أجل جمع الأموال بعقلية الإداري السلبي الذي لا همّ له سوى الجبايات وإلقاء المسؤولية على الغير والسائقين وينسى نفسه”.
وأضاف بقوله: “وللحد من الازدحام فلابد من التخطيط الجيد للمدن والتجمعات السكنية على طول الطريق من منطقة النشمة إلى مدينة التربة حاضرة الحجرية، لكن الذين تعاقبوا على الكرسي جاؤوا وذهبوا بحصيلة صفرية، وكأنهم يعيشون على كوكب آخر ولم يذوقوا مرارة الازدحام يوما، باستثناء الفترة التي قضوها في المديرية ينعمون بمزايا النفقات ولايعملون على ترميم الطرقات”.
وأردف بالقول: “أصبح الازدحام بالنسبة للناس هو السائد، وأمامه لا يستطيع المسؤولون والإداريون عمل شيء، لأنهم هم المعنيون بهذا المرض الجديد الذي يضاف إلى قائمة طويلة من السلوكيات اليومية السلبية.. والسلطة الموقرة ومن خلال المجلس المحلي والمدراء الأفذاذ ساهموا بقدر كبير جدا من الإهمال ولم يعلموا على حل المشكلة في الحياة اليومية”.
لم تجد المشكلة حلولا منذ قرابة عقد من الزمن، والقائمون على هذه المشكلة والمتسببون فيها هم من جماعة المصالح في الأمن والإسكان والمجلس المحلي والمرور الذين يحضرون في الأسبوع يوما واحدا من تعز ولا يبعدون عن أنفسهم تهمة الإهمال والتقصير، فيتحججون في زيادة الطاقة الاستيعابية للطرق التي لم تعد قادرة على استيعاب التدفق الكبير للمركبات يوميا في ساعات الذروة”.
وفي مناسبات الأعياد فقط تبدو الطرقات والشوارع شبه فارغة عند انتهاء ساعات الظهيرة، التي باتت هي السمة الغالبة لحركة السير نهارا مع انعدام إشارات المرور واللوحات الإرشادية على الطرقات وغياب الحس الإداري والمسؤولية لدى الجهات الرسمية.
وفي سياق متصل أرجع المواطن طارق أحمد محمد أسباب الاختناقات إلى عدم وجود المسؤولية المشتركة بين مختلف الأجهزة التنفيذية والمحلية في المديرية التي تعد من أكبر المديريات كثافة سكانية وتغيب الدولة.
وقال: “غياب رجال المرور تسبب في وجود لامبالاة من قبل السائقين، حيث إن معظمهم لا يحمل رخصة قيادة، ناهيك عن وجود أعداد كبيرة من الدراجات النارية التي تعرقل حركة السير في الشوارع، وهذا غير مستغرب”.
وأكد المواطن طارق أحمد محمد غياب الدور التوعوي والتثقيفي للمجتمع بشكل عام، وقال: “أصبحنا أنانيين، نفضل الانتظار في زحمة الطريق.
وخلال جولة في المديرية نلحظ ثمة غياب لوسائل النقل العام وانعدام تنظيم الحركة المرورية وغياب الفرزات المخصصة للركاب لتشكل أحد أهم الأسباب في تفاقم هذه المشكلة يوماً بعد آخر، فيشعر الإنسان بالغضب والغثيان.. إن غياب الحلول من قبل السطات المحلية والمركزية يزيد من تفاقم المشكلة”.
وفي المديرية التي تبعد بنحو (50 كيلو متر) جنوب عاصمة المحافظة ثمة حفريات على الطرقات وتزايد للمطبات وأعمال حفريات غير منظمة في أكثر من مكان، حيث تشكل الهجرة من القرى والريف يوميا أحد أهم الأسباب في مشكلة الازدحام المروري.
وفي مناطق المركز والمنصورة والسمسرة والصافية تزداد الاختناقات المرورية بصورة أكبر مع تأخر تنفيذ مخططات من قبل الإسكان والبناء العشوائي بمحيط الطريق العام وكذلك تأخر تنفيذ الخطوط الفرعية والدائرية لتخفيف الاختناقات ومواكبة التوسعات السكانية.
من المؤكد أن عدم جود مخططين عمرانيين محترفين لدى الجهات الحكومية يزيد الأمر تعقيدا ويزيد من التحديات المستقبلية التي تواجهها المديرية لاسيما مع توجه المواطنين إلى البناء في الأراضي الزراعية، وهو الأمر الذي لم تقم الجهات المختصة بواجبها تجاه حماية الأراضي الزراعية من البناء عليها.
استطلاع/ محمد العزعزي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى