الصومال .. العهد الجديد

> حسين حاجي أحمد:

>
لا يختلف اثنان على أن الصومال، ولله الحمد، قد بدأت تستعيد عافيتها تدريجياً بدليل عودتها إلى المجتمع الدولي من خلال برنامج عمل اتخذته الحكومة الفيدرالية الصومالية خلال الأعوام القليلة الماضية.
وبرغم أن (الصومال) كانت في حرب أهلية لسنوات طويلة إلا أن آثار هذه الحرب المدمرة التي أكلت الأخضر واليابس قد بدأت، ولله الحمد، تزول بل تكاد تختفي، وبخاصة في العاصمة الصومالية (مقديشو) التي بدأت تشهد استقراراً نسبياً أكبر، لاسيما في عهد الرئيس الصومالي الحالي الدكتور حسن شيخ محمود الذي يعد من أفراد النخبة المثقفة في المجتمع الصومالي، التي لم تغادر الصومال، وهم قلة قليلة لم يغادروا بالرغم مما شهدتها الصومال عموماً من أوضاع مأساوية اضطرت الكثير من أبناء الصومال لمغادرة البلد في نزوح قسري منذ بداية عام 1990 م.
في الواقع وما لا يعلمه البعض أن ما شهدته دولة الصومال من استقرار يعود أساساً للتطورات الإيجابية المتلاحقة التي شهدتها البلد وما رافقها من نجاح في السياسية الخارجية التي انتهجتها الحكومة الصومالية، الأمر الذي أدى لافتتاح سفارات صومالية في عدد من الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة وحتى الأوروبية.. وبالمقابل عودة سفراء تلك الدول إلى الصومال، حيث بلغ عددهم نحو (47) سفيراً مقيما وغير مقيم، منهم عادوا إلى البلد بعد الاستقرار الذي بدأت تشهده.
الجدير بالإشارة أن “ذلك الأمر قد فتح في الحقيقة آفاقاً واسعة ورحبة للصومال،كان من آخرها التبادل الدبلوماسي ما بين الصومال والولايات المتحدة الأمريكية، وبالأخص منذ أن جرى تعيين سفير أمريكي لدى الصومال، وبالمقابل تعيين الصومال سفيراً لها لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو السفير عبدالرشيد علي شار ماركيه - الذي كان رئيساً للوزراء حتى عهد قريب في الصومال - والذي كان الرئيس الأمريكي أوباما قد حرص شخصيا على الالتقاء به وتسلم أوراق اعتماده كسفير، ليس لأنه كان رئيساً للوزراء أو لكونه نجل ثاني رئيس لدولة الصومال، بل لكونه إحدى الشخصيات الصومالية المتميزة والمثقفة، والتي كان لها دور إيجابي متميز في الصومال خلال السنوات الماضية”.
ما نود قوله أيضاً في هذه العجالة إن “ذلك الزخم الذي شهدته الصومال قد رافقه أيضاً عودة علاقات البلد وتمثيلها في إطار عدد من المنظمات الدولية، ومنها منظمة الزراعة (الفاو) ومنظمة الأغذية والصحة وحقوق الإنسان وغيرها من المنظمات الدولية.. ناهيك عن ذلك فقد برز دور الصومال وبشكل أكبر من خلال مشاركة الرئيس الصومالي الحالي د.حسن شيخ محمود في أول قمة أمريكية - أفريقية،نعقدت مؤخراً في واشنطن، فضلاً عن استقبال الرئيس الأمريكي شخصياً وزوجته لكل من الرئيس الصومالي وزوجته بشكل خاص، تقديراً منه بالطبع للدور الحالي الذي قام ومايزال يقوم به الرئيس الصومالي والحكومة الصومالية، لا سيما فيما يتصل بتطبيق الحكم الرشيد، وهي إحدى أهم النقاط التي تم التطرق لها خلال القمة الأمريكية - الأفريقية، المرتبطة بعدم القبول بالانقلابات، والشفافية في تداول المعلومات ومحاربة الفساد ومكافحة الرشوة وتجارة السلاح، والأهم من ذلك محاربة الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه”.
ختاماً نتمنى أن تكون تلك الإنجازات مقدمة بإذن الله تعالى للمزيد من التطورات والنجاحات المتلاحقة التي تعيد للصومال مكانته الحقيقية، ودوره في المجتمع العربي والإقليمي والدولي.
*حسين حاجي أحمد - نائب القنصل الصومالي العام بعدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى