صبر جميل

> إن ما تشهده بلادنا اليوم يجعلنا نشعر بالأسف على حالنا الذي وصلنا إليه والأسى والحزن على واقع أشبه بأفلام الرعب التي نشاهدها في السينما فقط، فمشاهد الدم والقتل ومسلسل الاغتيالات المتكررة، وانعدام الأمان وغياب الأمن، وتدخل أطراف خارجة لحل النزاعات الداخلية كل هذه الأشياء وأكثر لاتبشر بالخير ولاتدعو للتفاؤل.
ولاننسى معاناة انقطاع التيار الكهربائي والماء بشكل كبير في هذه الفترات حيث أصبحنا نعيش في بلد أشبه بالصحراء لايوجد بها شيء سوى فراغ كبير.. ولكن بالرغم من كل هذا إلّ أننا لم نيأس من الحياة، ولا من متعة العيش والمشاركة فيها، بل والتأقلم مع الأحوال والأحداث التي كان آخرها جرعة المشتقات النفطية التي قسمت ظهر المواطن، ورفع الأسعار في أبسط الأشياء، وهو رغيف العيش، فرغم الاحتجاجات الكبيرة في الأوساط الشعبية، وحالات الإضراب التي شهدتها معظم المؤسسات الحكومية والخاصة، وتذمر المواطنين والشارع، إلا أن الكل استمر بالحياة ولم يجعل كل ما حدث يحول بينه وبين أن يواجه كل شيء بقوة وثبات، ويقدم التضحيات من أجل العيش بسلام هو وأسرته.
هذه بكل بساطة هي روح الشارع العدني التي نفخر بها وتجعلنا نتسلح بها في مواجهة أعباء الحياة التي أنهكتنا كثيرا في الفترات الأخيرة.
“فصبر جميل” هي العبارة الوحيدة التي نثلج بها صدورنا عندما تعجز ألسنتنا عن الكلام والتعبير عما بداخلنا من مشاعر نصف بها أحوالنا وأحوال البلاد حولنا، وهي العبارة التي تخفف عن كاهل قلوبنا التي تعتصر من شدة الألم لما وصلنا إليه بعد أن كنا ننافس على أن نكون أجمل المدن، فماذا نقول؟؟ لانملك سوى الدعاء لله وحده فهو القادر على إخراجنا من دوامة العيش المر، فالجميع يفكر في نفسه وفي الوصول للحكم، ولم يبقَ للمواطن البسيط سوى رفع يديه للسماء طلبا للرحمة، وتحسين الأوضاع، فالكل يأمل والكل يتمنى أن يتغير كل شيء.. فلا يوجد شيء أجمل من أن نحيا في بلدنا بأمان وسلام دون أن نعاني من الخراب، والدمار والقتل وكل الأفعال التي تدين البشرية وتجعلهم مجرمين في حق أنفسهم ومن حولهم، فلنصبر لعل الليل الطويل ينجلي ليكشف لنا نهارا طال انتظاره يحمل معه الأمل لغد مشرق.. وصبر جميل!.
أمينة علي حزام / كريتر - عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى