عام دراسي جديد قد لا يختلف عن سابقه

> فردوس العلمي:

> أيام تفصلنا عن استقبال العام الدراسي الجديد 2014 2015 للخوض في غمار عام آخر من المهازل والغش وبيع الضمير، إن لم تتحرك الجهات المعنية، فهل سيتم استمرار هذه المهازل أم ستكون هناك تحركات لإنقاذ طلابنا من براثن هذه العادة السيئة التي رافقتهم سنوات طويلة، فهم ليس مجرد طلاب لليوم فقط ولكنهم هم نواة مستقبل وجيل قادم ستولى إليهم مقاليد الحكم في الدولة.
إن استمرار تجاهل وزارة التربية والتعليم لما يجري في أرضها هي كمن يغطي الشمس بمنخل، فما يجرى من تدمير مقنن لعدد من الأجيال المتتالية أمر فظيع للغاية، الأجيال التي لم تجد من ينصفها.. فالمدرسون أصبح أغلبهم لا يؤدون واجباتهم المناطة بهم، وأصبحوا يعتمدون اعتمادا كليا على مدرسي 2011 الذين توظفوا بعد أن تبخرت معلوماتهم العلمية، وأصبحت الإدارات المدرسية لا تستطيع أن تحكم وتضبط المدرسين ولا الطلاب، وأصبحت عاجزة عن إبعاد مدارسها وطلابها عن براثن التخلف التي قضت على سمعة الكثير من المدارس التي كانت إلى عهد قريب تعتبر من المدارس النموذجية، وفقدت الامتحانات الوزارية هيبتها بعد أن تسيد الغش الموقف.. وللأسف من كان أولى بهم محاربة الغش أصبحوا هم من يساعدون في تبني ظاهرة الغش (الإدارات المدرسية والمدرسون وأولياء أمور الطلاب)، لهذا لم يجد الطلاب قدوة يقتدون بها للسير في الطريق الصحيح، ولكن وجد جيش من فاقدي الضمير فاصطفوا خلفهم دون أن يعلم هؤلاء الطلاب أنه بهذا الاصطفاف يقضون على مستقبلهم ومستقبل أوطانهم.
تعتبر التربية والتعليم أحد أهم أركان التنمية، وهي الدافع الأول لبناء الأوطان فخلق جيل متعلم يعنى خلق قادة جدد .. ولكن سلبيات التعليم قضت على طموحات الكثير من الطلاب، وفتح باب الغش جعل الكثير من البلاطجة يحكمون المدارس، فطلاب اليوم ليسوا طلاب الأمس وليس مدرس اليوم مثل مدرس الأمس، مع احترامي الشديد للمدرسين الذين مازالوا يحفظون عهدهم لخلق جيل جديد متسلح بالعلم والأخلاق أولا.. فالمدرسة والأسرة تخلت عن مهمتهما الأساسية في إنشاء النشء الممتاز، وعملت بكل مثابرة على إنشاء جيل خال من المسؤولية معتمد اعتمادا كليا على الغش في مستقبله، فالمستقبل المبني على غش ينهار ولا يبني أوطان قوية.. وما يحز في النفس أن كثيرا من الطلاب الأذكياء والمجتهدين يتظاهرون أمام مكاتب التربية والتعليم ويندبون حظهم على الدرجات القليلة غير المتوقعة التي تحصلوا عليها نتيجة الخلط في نتائج الثانوية والأساسي على حد سواء، على الرغم من اجتهادهم طيلة السنوات الماضية وسهرهم وتعبهم وتعب أسرهم وآهاليهم، أو ربما كما يقولون “الشر يعم” نتيجة معاقبة بعض المراكز الامتحانية نتيجة الفوضى العارمة وتسريب الأسئلة مما أدى إلى خصم عشر درجات من كل طالب .. في الوقت الذي يحتفل فيه الغشاشون وأسرهم على صفحات الفيس بوك والصحف الورقية، وإن احتفل طالب مثابر سحقت فرحته عجلات احتفال الغشاشين.
وسبق وطالبت بإغلاق وزارة التربية والتعليم إن لم تستعيد هيبتها ووقارها ودورها التربوي المناط بها لإنشاء أجيال متسلحة بالعمل، فكيف ستنتج أجيالا فاقدة ضميرها عاجزة عن حماية وطنها حين يول لها الحكم.
قبل أيام ظهرت نتائج الامتهانات أقصد (الامتحانات) لكرامة الجيل وكانت كلها نتائج مبهرة 99 % - 98 % هذا النسب ذكرتنا بالانتخابات السابقة، فما يجمعها هو الغش، فالطلاب يغشون في أوراق امتحاناتهم والمرشحون يغشون في أصوات المنتخبين لهم لكي نرتقي بالتعليم علينا أن ننظر نظرة جادة لأوضاع التربية والتعليم للنهوض بها من مستنقع الغش الذي نال أعلى الدرجات، فلم ينجح الطلاب بقدر ما نجح الغش وفرض نفسه بامتياز ماسحا كرامة أجيال بالأرض.
رسالة نداء .. أنقذوا أجيال الغد ومستقبل الوطن، فالتنافس بالغش لا يشرف ولا يبني أجيالا قوية ولا وطن قوي.. اتركوا الغش فديننا الإسلامي نهى عن الغش قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: “من غشنا فليس منا”.
كتب / فردوس العلمي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى