ضحى بروحه لأجل اللواء 25 ميكا في أبين وهو ليس جنديا..أسرة الشهيد شكيب تطالب رئيس الجمهورية باعتماد راتب له كشهيد

> أبين «الأيام» جمال محمد حسين

>
الشهيد شكيب
الشهيد شكيب
الشهيد شكيب سالم حيدرة شاب يبلغ من العمر 30 عاماً، ليس موظفاً مع الدولة، ويعمل في القطاع الخاص، وهو من أبناء
محافظة أبين، حُبه لأبين وألمه على ما حدث لها عام 2011 م جعله يقدم روحه ثمناً لِهذه الأرض، ويُقدم بشجاعة لم توجد عند أحد
من الجنود أو أبناء أبين الآخرين، وهو يعلم خطورة ما يقوم به لكنه لم يبالِ، وقام بمهمته الإنسانية وهي إدخال الإمدادات الغذائية إلى اللواء 25 ميكا المحاصر في أبين - حينها - من قبل القاعدة، فكان واحدا من الذين ساهموا في صمود اللواء 25 ميكا من خلال ما يوصله للجنود من إمدادات غذائية، وكان ثمن ذلك روحه التي قدمها رخيصة لأبين ولإخوته المقاتلين والمحاصرين في اللواء.. وكان يطمح لموتٍ فيه شهادة وشرف وعزة أفضل من موت فيه ضعف ومذلة.
ومع كل هذه التضحية لم يسجل شكيب كشهيد، ولم تحصل أسرته على راتب ورعاية من قبل الجهات المختصة كبقية أسر الشهداء والمناضلين، وهذا ما زاد من آلام ومعاناة أسرته .. وعن تضحيته يحدثنا عدد من أقاربه، الأخ أمين حيدرة منصور قال: “نجح في أكثر من مرة في إيصال الإمدادات الغذائية إلى اللواء 25 ميكا المحاصر في أبين من قبل القاعدة عام 2011 م، وفي إحدى المرات تم القبض عليه وتعذيبه وتوفي متأثرا بالتعذيب الذي طال كل أنحاء جسمه، ومع هذا لم يتم إلى اليوم اعتماد لأسرته راتب شهيد، لأنالذي قدمه من تضحية ليست قليلة، وهو لم يكن موظفاً بل كان عاملا في القطاع الخاص، ووالده أيضا ليس موظفا”.
وأضاف أمين: “نناشد جميع الجهات المعنية باعتماد له راتب شهري، باعتباره شهيدا، ولدينا كل الوثائق التي تثبت تضحيته وكلها صحيحة ووثائق رسمية من المستشفى والبحث الجنائي، بالإضافة إلى صور توضح آثار التعذيب الشديد الذي طال كل أنحاء جسمه.. وقد ذهبنا إلى صنعاء نتابع لأسرته لاعتماده ضمن شهداء الوطن وخسرنا الكثير، وإلى اليوم لا جدوى من كل تلك المتابعات، حتى منزله الذي في منطقة الكود فقد تعرض لكثير من الأضرار والتدمير، وللأسف لم يتم ترقيم المنزل وتعويضه من قبل صندوق الإعمار كبقية المنازل التي صرف لها تعويضات”.
واختتم أمين بقوله: “سنستمر في المتابعة، وأملنا بالله كبير، ثم بالجهات المختصة للتعاون معنا تقديراً لما قام به
ظهر شكيب سالم باديا عليه آثار التعذيب
ظهر شكيب سالم باديا عليه آثار التعذيب
الشهيد شكيب”.
الأخ أحمد محمد حيدرة منصور، وهو وكيل الشهيد شكيب سالم حيدرة منصور قال: “شكيب مات شهيداً بعد ما تعرض لتعذيب
من قبل القاعدة عندما قبضوا عليه وهو يقوم بإيصال الإمدادات الغذائية للواء 25 ميكا، وأنا كوكيل له قمت بمتابعة جميع الجهات المختصة في أبين وعدن وصنعاء، ولم نحصل إلى اليوم على أي تعويض لأسرته واعتماد لهم راتبا شهريا كشهيد على الرغم من توجيهات رئيس الجمهورية عبدربه منصور إلى وزير الدفاع لاعتماد معاش شهري للشهيد شكيب،
ومع ذلك وإلى اليوم لم نحصل على شيء، حتى منزله دمر في الحرب ولم تحصل أسرته على أي تعويض.. وعبر “الأيام” نطالب الجهات المعنية باعتماد لأسرته معاشا شهريا أسوة ببقية أسر الشهداء”.
أما الأخ سعيد محمد صالح فقال: “كنت مع ابن خالي شكيب مرافقا له أثناء توصيله المواد الغذائية للواء 25 ميكا المحاصر
بأبين، وتم القبض علينا من قبل القاعدة ونحن في جولة زنجبار، وأخذونا إلى زنجبار وبعدها أخذونا إلى جهة مجهولة لم نستطع معرفتها لأنهم كانوا رابطين على أعيننا، وكانوا يعذبوننا ونحن لا نعلم أين نحن، وكان التعذيب النفسي أخطر أنواع التعذيب الذي تعرضنا له، حيث كانوا يسمعونا صوت السكين وتهديدنا بالذبح، وكذلك كانوا يسمعونا أصوات الرصاص التي تطلق في مكان اعتقالنا، وتم وضعنا في زنازين وهي عبارة عن(حفر)ويتم تغطيتها ونحن بداخلها وكنا نشعر بالاختناق الشديد لقلة الأكسجين فيها، ونترك فيها أكثر من ساعة، حتى أن واحدا من الذين كانوا معنا ويدعى الأخ شفيق العاقل أغمي
آثار التعذيب الذي تعرض له شكيب سالم
آثار التعذيب الذي تعرض له شكيب سالم
عليه نتيجة الاختناق”.
وأضاف سعيد: “أكثر واحد تعرض لتعذيب فينا كان شكيب سالم (رحمه الله).. ومع كل هذه التضحية لم نجد التقدير من
الدولة ولم يتم حتى توظيفنا أو تقديرنا بشيء يذكر، فقد توفي ابن خالي شكيب من شدة التعذيب ولم تحصل أسرته على راتب شهري، ونحن كذلك أنا ومعي زميل آخر.. لذا نناشد رئيس الجمهورية وكل الجهات المختصة < يافع «الأيام» فواز المريسي:
أفرج أنصار الشريعة بمحافظة البيضاء أمس الأول عن 2 مختطفين من أبناء يافع وهم الضابط عارف اليونسي، وأنيس
السويني اختطفوا قبل 6 أشهر في منطقة الزاهر بالبيضاء.
ساقا شكيب سالم تظهر آثار التعذيب
ساقا شكيب سالم تظهر آثار التعذيب

وتحدث مصدر من أبناء يافع متحفظ عن ذكر اسمه ل “الأيام” أن “عارف اليونسي ضابط بالأمن السياسي وأنيس السويني
المغترب بالمملكة السعودية تم اختطافهم بمحافظة البيضاء، ونهب سيارتين ومبلغ من النقود تقدر 500 ألف سعودي أثناء
توجهم لشراء معدات ثقيلة، واتهام السويني بالمخابرات السعودية”.
وقال المصدر: “إن الإفراج عن المختطفين تم بعد وساطة أحد مشائخ المنطقة وجهود أعيان يافع، وبعد توضيح القضية نتعرف على أحد منهم بكونهم يرتدون لثام على وجيههم حيث ألقى الشيخ الذهب كلمة رحب فيها برجال يافع، وأشاد بهم وشدد
على الخطر والمؤامرة الصهيونية الأمريكية الفارسية على اليمن، منوها إلى “التمدد للروافض الحوثين الذي يهددون العاصمة صنعاء، ويساند إيران والدول العربية العميلة على الإسلام، وتعاون الحكومة الفاسدة”، حسب قوله، وطالبا الذهب جميع الحاضرين “بالوقوف صفا واحدا لنصرة أهل السنة التي اصبحت أمريكا والدول العربية تتامر عليها”.
وفي الأخير تم قراءة ورقة الاتفاق بين تنظيم القاعدة وأبناء يافع، وتم الإفراج عن المختطفين وتم معانقتهم وعادت حياة
جديد لهم، شاكرين الشيخ الذهب بما قدمه لهم في متابعة أبناء يافع المختطفين الذي يقطنون بسجون تنظيم القاعدة منذ 6
أشهر.
أرسل شيخ يدعى الذهب رسالة إلى زعيم القاعدة الملقب ب(الوحيشي) للنظر بقضية المختطفين من أبناء يافع، وتم الإفراج عنهم بعد اختطافهم لمدة 6 أشهر”.
وأكد المصدر أن “السيارتين ومبلغ النقود التي كانت بحوزة أبناء يافع تم أخذها أثناء الاختطاف ولم يشعروا زعيم إمارة البيضاء بأخذ السيارتين والمبلغ من النقود التي تقدر500 ألف سعودي”.
وأضاف أنه “انطلق موكب كبير يقدر بخمسين سيارة من أبناء يافع صباح أمس باتجاه محافظة البيضاء، مما اتجهنا الى
منطقة قيفة في رداع لاستلام المختطفين اليونسي والسويني الذي اختطفا من قبل أنصار الشريعة في منطقة آل حميقان محافظة البيضاء منذ 6 أشهر”.
وأشار أنه أثناء وصولهم إلى منطقة قيفة رداع استقبلهم الشيخ الذهب والمنشد أبو هاجر الحضرمي وقادة من تنظيم القاعدة لم أو تأخير! وفي الأخير نداء استغاثة تطلقها أسرة الشهيد لرئيس الجمهورية ووزارتي الداخلية والدفاع وجميع الجهات المختصة لاعتماد راتب شهري لها وتعويضها التعويض المناسب لما لحق بها طوال السنوات الماضية بعد أن فقدت أعز إنسان لها لا يمكن أن يُغنيها أي تعويض قدم لها عن فقده وخسارته.
تقدير ما قدمناه من تضحيات وتعويضنا لما لحق بنا من ضرر نفسي وجسدي، فنحن اليوم شباب بلا وظائف وعاطلون عن العمل”.
وتم إحضار جثة الشهيد شكيب إلى مستشفى الجمهورية بعدن (قسم الحوادث) للمعاينة، وهناك تم الرفع بتقرير إلى البحث الجنائي، وأكد الفريق فيه الإصابات والجروح التي على الجثة، وهي وفقا للتقرير كالآتي: “أثر ازرقاق في الكتفين والسواعد ووجود أثر احمرار على ظهر الجثة وثلاثة جروح غير عميقة وأثر احمرار وسحجات دامية على الساقين وأثر ازرقاق على الأقدام”، وختم التقرير بعبارة “تم تصوير الجثة ومعاينتها بشكل عام في مستشفى الجمهورية”.
أليس من واجب الدولة أن تعتمد لمثل هذه الحالات على أقل تقدير وظائف لهذين الشابين ومعاش شهري لأسرة الشهيد شكيب وتعويضه من قبل صندوق الإعمار بأبين لما لحق بمنزله من تدمير، وذلك عرفاناً وتقديراًلتضحيته على أن يتم ذلك سريعاً دون مماطلة السنوات الماضية بعد أن فقدت أعز إنسان لها لا يمكن أن يُغنيها أي تعويض قدم لها عن فقده وخسارته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى