الرئيس هادي .. براء مما تصفون وتصطفون

> علي الفاطمي

> عندما تتحدث عن الاصطفاف الوطني الذي يدعوا له الجميع، وقبل كل شخص بنفسي اعتبر الاصطفاف أمرا ضروريا ووقفة جادة مع الرئيس هادي، لكن من يريدون تأجيج الوضع أكثر مما هو عليه، هم فقط من يريدون أن يفتحوا جبهات كثيرة في وجه الرئيس هادي، انتقاما من فخامته لكونه أخذ اليمن من شفا حفرة من الحرب الأهلية إلى يمن عرف بالحوار.
عندما تابعنا أحداث الخميس الماضي في عدن، كل ذلك لأجل مسيرة لرص الصفوف تدعو للاصطفاف الوطني، وتندد بأعمال مسلحة واعتصامات للحوثي في صنعاء، لكن للأسف كان الحراك الجنوبي معارضا لهذه المسيرة، وهذا حق مكفول نصت عليه وثيقة مخرجات الحوار الوطني، ولا داعي أن نقفز عليها.
فالحراك الجنوبي حركة شعبية ليس لها رأس، فالأجدر بالأحزاب السياسية التي تعد أكثر تنظيما أن تحكم العقل قبل أن تدعو إلى مسيرة الاصطفاف إلى جانب الجهاز الإداري لقيادة محافظة عدن، فهنا كان عليهم أن ينسحبوا ليس خوفا أو تنازلا أو فشلا، ولكن لأنهم يدعون على حد قولهم إلى الاصطفاف الوطني.
فكيف لهم الدعوة للاصطفاف الوطني وهم في المقابل يستخدمون القوة على شباب عزل في الحراك الجنوبي أدت إلى استشهاد الشاب الذي لطالما عرفته بأخلاقه الشهيد حسين اليافعي،وأصيب ستة أشخاص كل ذلك جاء من لأجل مسيرة الأصطفاف الوطني. يقتل أبناء شعبه حتى وإن كانت مطالبهم مغايرة، فإذا جئنا للحق فإن مسيرات الحوثي والاعتصامات والمظاهر المسلحة لم تطلق رصاصة واحدة ضدهم في صنعاء، لكن في عدن القوة المفرطة أصبحت سلاحهم في وجه أبناء عدن وأبناء الجنوب عامة، بالرغم من أن الاصطفاف الوطني جاء تنديدا لما يقوم به الحوثي في صنعاء، فكيف تستخدم القوة ضد العزل في الحراك الجنوبي ولا تستخدم ضد الحوثي الذي يؤجج الوضع.
والحقيقة للأسف أن الجيش اليمني وغيره من الأجهزة الأمنية في صنعاء نعامة وفي عدن أسد!!.
اليوم الكل يتحمل مسئولية ما حدث في يوم الخميس الماضي أكان في الجهاز الإداري أم الأحزاب السياسية، فأين تحكيم العقل، أم أنهم أرادوا فقط تأزيم الوضع وفتح جبهات كثيرة في وجه الرئيس هادي الذي مازال متماسكا في وجه أعداء الوطن ومن يريدون للوطن الحرب والدمار.
فالا داعي أن تكون هناك مسيرة وتحديدا في شارع الشهيد مدرم ويعرف كلا الطرفين أكان الجهاز الإداري لقيادة المحافظة أو الأحزاب السياسية ماذا يعني هذا الشارع للحراك الجنوبي، فكان الأجدر بهم عمل المسيرة في أماكن أخرى في محافظة عدن أو سحب المسيرة وإنهاؤها بدلا من تمزيق النسيج الاجتماعي والوطني في وقت ندعو للاصطفاف الوطني أو إلغاء المسيرة إذا كانت سوف تؤدي إلى ما أدت إليه، لكن للأسف اليوم هم أمام مسألة حقيقية لما حدث، وأكاد أجزم أن من دعوا للاصطفاف الوطني في عدن كان مغزاهم أمرين فقط لا ثالث لهما: توصيل رسالة لأبناء الجنوب بأن من يقتلكم ويستبيح دمكم هو الرئيس هادي،
وتأجيج الوضع وتأزيم الأحداث وفتح جبهات صراع متعددة في وقت الوطن بغنى عنها ويحتاج لرص الصفوف بعيدا عن مسيرات لا
تسمن ولا تغني من جوع، بل تأزم الوضع أكثر فأكثر.
فأنا أتحدث عن نفسي نحن نصطف إلى جانب الرئيس هادي، لكن ليس على حساب أبناء الجنوب.
إن الرئيس هادي بريء مما تصفون وتصطفون لأجله، فهو يعلم من معه قلبا وقالبا ومن ضده ويستغل الوضع لتشويه صورته أمام أبناء الجنوب، فلا داعي لتحويل الصراع يا أيها العقلاء إلى عدن، فاليوم عدن لا تقبل الصراع فهي مدينة السلام دوما وأبدا.
فرحمة الله على الشهيد البطل حسين عبدالكريم اليافعي أحد شباب الحراك الجنوبي السلمي في عدن، ولا نامت أعين القتلة والجبناء ومن أرادوا تأجيج الوضع وفتح جبهات صراع الوطن في غنى عليها.
(علي الفاطمي)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى