حقائق تذكر لعدن الجنوب وطرابلس الغرب

> عارف أحمد جبران

>
عارف أحمد جبران
عارف أحمد جبران
الأول من سبتمبر(يوم أمس)يجمع ما بين عدن عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في عيد جيشها وطرابلس عاصمة
الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى في عيد الفاتح من سبتمبر فلا عيد لجيش عدن يذكر في زمن الوحدة زمن أقرب ما يكون للتفكك والتمزق ولا عيد لفاتح طرابلس يذكر في زمن التحرر.. مسميان (وحدة وتحرر) أشبه بالسم داخل نعجة
مشوية، فحديثي عن عدن وطرابلس من حب بداخلي لكليهما، ولاسيما عدن التي منحتني الحياة وطرابلس العيشة الرضية لفترة
زمنية قصيرة من عمري لم أشعر حينها إلا أنني في عدن، حياة طبيعية واجتماعية واحدة، وليس على مستوى العاصمتين فقط، بل على مستوى البلدين الشقيقين، وكم تحن نفسي إلى طرابلس عندما أشاهد الوحدة السكنية (عمر المختار) في عدن تذكرني بأيام كنت أتمنى أن يقف عندها الزمن لاشيء في العاصمتين متشابه ابتداءً من نمط وسلوك الحياة والأمن والاستقرار وحرية
الحركة داخل العاصمتين، والتنقل على المستوى الداخلي للبلدين استقرار من خلال المجمعات الاستهلاكية وبأسعار رخيصة جدا، وخدمات كهربائية ومائية وبترولية، لا حديث يذكر منها لتوفرها على مدار الساعة وبأسعار رخيصة جداً قريبة من كونها
مجانية، وحركة المواطنين وأسرهم داخل العاصمتين وعلى مدار الساعة دون أن يعترضهم أحد، ويعكر من صفو تجوالهم، وحركة باصات (التاتا) بنفس الحركة، والشكل والنوع الذي شاهدته في عدن نفسه في طرابلس وكأنها تدار من مؤسسة نقل مشتركة بين البلدين، وحتى أسعار التعرفة والخدمة، ولك أن تتجول في مختلف مناطق طرابلس على خط حركة الباص بتذكرة واحدة فقط وبسعر أقرب إلى كونه مجانيا، وكذلك الحال في مجالي الصحة والتعليم كل شيء مجاني ومتشابه مع الفارق في الإمكانيات مثلاً في طرابلس يمكنك الحصول على الدواء بواسطة روشتة طبية من أية صيدلية في أي شارع، بينما الحال في عدن من صيدلية المستشفى والوحدات الصحية التي تتشابه في طريقه عملها، وتصميماتها، ولايقتصر الحال على التعليم العام، بل حتى التعليم الجامعي مع الفارق في الإمكانيات مثلاً في مكتبات جامعة عدن تبحث عن الكتاب ولا تجده إلا بعد عناء، بينما الحال في المكتبة الرئيسية في مجمع جامعة الفاتح أعرف بطاقتك الجامعية واطلب الكتاب من أمين المكتبة واجلس على المقاعد المخصصة وماهي إلا بضع دقائق والكتاب عندك، وخدمات المواصلات الجامعية المجانية.
وعندما كنت أتنقل ما بين عدن وبيحان بواسطة طيران اليمداء وبسعر مشجع أتذكر رحلاتي ما بين طرابلس ومدن ليبية بواسطة الطيران الليبي وبتذكرة رخيصة جداً تقطع في نفس الحال من المطار.
وعندما كنت طالباً في مرحلة التعليم العام في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كنت اضع مقارنة ما بين الصحرى الكبرى في ليبيا وصحراء الربع الخالي فلم أعرف من صحراء الربع الخالي شيئاً، إلا الطريق الممتد من صرخة آل بيحان، ولم أعرف أنة سيأتي يوم وأزور الصحراء الكبرى، فكان لي شرف زيارتها مع أنني تعرضت حينها ( 1988 م) للاعتقال من قبل الاستخبارات العسكرية الليبية في استراحة بالقرب مع الحدود التشادية، والحق يقال أسبوع داخل الاستراحة في الصحراء الكبرى عشته وكأنني في فندق سبعة نجوم في طرابلس، وبعد الأسبوع خصصت لي سيارة لتنقلني إلى سبها، وما يحز في نفسي ان أجد عدن تخلو من حديقة عامة بمسافة واسعة جداً تتواجد فيها مختلف مرافق الترفية، ومختلف أنواع الحيوانات مثل الحديقة العامة في وسط طرابلس.
اليوم عدن أصبحت زبالة لمخلفات الوحدة دفعت عمرها بوحدة مع صنعاء سلبتها بكارتها، وجعلتها أرملة، وطرابلس
أصبحت زبالة مخلفات التحرر دفعت عمرها بقرية مزيفة مع نفسها سلبتها بكارتها وجعلتها مطلقة.
وكم كنت أتمنى أن تكون طرابلس محل صنعاء لتتوحد معها عدن، يا حسرتي على طرابلس وما يجري فيها من صراعات مسلحة،والله يرحمك يا قذافي!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى