الدكتور خالد الدوبحي رئيس هيئة مستشفى الرازي بأبين: نقطاع الكهرباء يجبرنا على شراء الديزل بكميات كبيرة لتشغيل المولدات وانقطاع المياه تعتبر مشكلة مضاعفة

> حاوره/ جمال محمد حسين

> فتتح مستشفى الرازي أبين في عام1990م، وهو هدية مقدمة من دولة الكويت، ويتكون المستشفى من طابقين، جزء من الدور الأرضي للعيادات الخارجية، وجزء مكاتب لإدارة المستشفى، بينما الجزء الآخر من المستشفى بطابقيه الأول والثاني يستخدم كأقسام داخلية للمرضى لمختلف التخصصات، وقد جهز حينها بمختلف التجهيزات والمعدات الطبية والكادر الطبي وقدم أفضل الخدمات الطبية لأبناء أبين إلى صيف عام1994م.
تعرض المستشفى أثناء حرب الانفصال إلى النهب والتهميش والتسيب الإداري ولم تتمكن الإدارات التي تعاقبت عليه من ضبط العمل فيه، وغادره أغلب الأطباء فمنهم انتقل ومنهم من واصل دراساته العليا ولم يعود إليه بعد التخرج؛ مما تسبب في تدهور أوضاع المستشفى لنقص الكادر المتخصص واستمر هذا الوضع إلى عام 2010م وتحديدا في أغسطس من العام نفسه حيث تم إعلان مستشفى أبين العام هيئة طبية ولم يفعّل الإعلان بسبب الأوضاع التي مرت بها أبين خاصة، والبلاد بشكل عام، وفي عام 2011م وتحديدا في شهر سبتمبر تعرض المستشفى للقصف من قبل الطيران الحربي ودمرت بعض أقسامه كقسم النساء والولادة، وأجزاء من قسم الأطفال والإنعاش، وتعرض للنهب الكامل.
حمامات مستشفى أبين
حمامات مستشفى أبين

وبجهود الأخ محمد فضل زيد المسؤول المالي والإداري الذي حاول جاهدا المتابعة لإعادة الترميم للأقسام التي دمرتها الحرب، وإعادة العمل للمستشفى ومتابعة تفعيل قرار إعلانه كهيئة طبية، ومتابعة التعاقد مع أطباء أجانب وعرب استطاع أن يعيد للمستشفى نشاطه وسمعته وثقة المرضى التي فقدوها منذ أكثر من 19عاما وتعرض لمحاولة اغتيال نجا منها بقدرة الله وسبب غيابه خلل كبير اليوم ظهر جليا في عمل الهيئة على جوانب مختلفة..
التقت «الأيام» بالدكتور خالد فضل صالح الدوبحي رئيس هيئة أبين الطبية وخرجنا بالحوار التالي:
- متى تم إعلان مستشفى أبين هيئة طبية ؟
ج- تم إعلان مستشفى أبين كهيئة طبية في أغسطس عام 2010م بقرار رئاسي ونتيجة للظروف التي مرت بها أبين خاصة واليمن عامة مع عام 2011م لم نتمكن من استكمال وتطبيق نظام الهيئة، ونزح السكان وتعرض المستشفى لقصف الطيران وتدمر قسم النساء والولادة، وقسم الأطفال والإنعاش وأجزاء من الباطني رجال وتعرض لنهب كل محتوياته ومعداته، وتوقفت المخصصات مما أدى إلى توقف العمل فيه من سبتمبر 2011م إلى يوليو2012م. بعد ذلك أعدنا تأهيله في ظروف صعبة جدا بعد الحرب، وبدأنا نتعامل مع منظمات دولية، حيث ساعدتنا في إعادة تأهيل المستشفى، وتم ذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان التي تعاونت معنا وصرفت لنا المبالغ المالية الخاصة بالمستشفى والمحتجزة لديها خلال فترة توقف المستشفى أثناء الحرب على القاعدة في أبين، وهذه المبالغ ساعدتنا كثيرا في تأهيل المستشفى وترميم الأقسام المدمرة وتذليل كل الصعوبات التي واجهتنا في إعادة عمل المستشفى بعد الأحداث ونتيجة للوضع الاستثنائي الذي مرت به أبين إلا أننا استطعنا تجاوز الكثير من العقبات والصعاب وعندما رفض عدد من الأطباء والممرضين العمل نتيجة للأحداث التي مرت بها أبين، عملنا على تشجيع الأطباء والممرضين والعمال للعمل من خلال صرف حوافز مغرية لهم ليلتحقوا بالعمل .
قسم الطوارى في المستشفى
قسم الطوارى في المستشفى

- لماذا إلى اليوم لا يلتزم عدد كبير من الأطباء بالعمل بينما رواتبهم تصرف كاملة؟
ج- استلمت إدارة المستشفى وهم مفرغين من قبل، وهناك سبعة وتسعين طبيبا وطبيبة بشري محسوبين على الهيئة لا يباشرون وهم للأسف مفرغين رسميا من قبل السلطة المحلية في المحافظة ومكتب الصحة ومفرغين إداريا وتابعين للهيئة ماليا والموجودين الآن معنا ثمانية وعشرين طبيب وطبيبة وحفزناهم وتعاقدنا أيضا مع أطباء سوريين متخصصين، وهنا حدث سوء فهم عند البعض واعتقدوا أننا نحن الذين تعاقدنا معهم، مع أن التعاقد تم عبر وزارة الخدمة المدنية ويصرف لهم ماليا من وزارة المالية وليس من الهيئة، وهذه التعاقدات من الامتيازات التي تقدمها الحكومة للارتقاء بالعمل في الهيئات الطبية في الجمهورية، وفي التخصصات المطلوبة التي تحتاج لها الهيئات، وإن لم نستفد منها نحن في هيئة أبين الطبية ستأخذها هيئات غيرنا في محافظات أخرى، وهذا الذي يجب أن يفهمه من يظن بنا غير ذلك .
- أين وصلت اللجنة التي تم تشكيلها تحت إشراف السلطة ومكتب الخدمة المدنية والعمل لحصر القوة الوظيفية للعاملين في الهيئة لضبط عملية الانضباط الوظيفي؟
ج- سبق وأن طالبنا السلطة المحلية ومكتب الخدمة المدنية بحصر القوة الوظيفية وتم تشكيل لجنة برئاسة مدير عام الخدمة المدنية لحصر القوة الفعلية للعاملين في الهيئة وحدثت مشكلة وتوقف عمل اللجنة وأثرنا هذا الموضوع في آخر اجتماع لنا مع الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة، وتم عمل قرار لحصر القوة الوظيفية وتم تشكيل لجنة برئاسة مدير عام الموارد البشرية في الهيئة وهي مستمرة في عملها.
- سمعنا عن إجراءات صارمة ستقومون بتنفيذها بمباركة وإشراف السلطة المحلية على العمال غير المنضبطين بالعمل. هل لنا أن نتعرف عليها؟
ج- حقيقة بعد مطالبتنا لهم بالالتزام بالعمل مرارا وتكرارا، ونتيجة لاعتذاراتهم المتكررة عن الحضور والعمل في المستشفى في حين نلاحظهم يعملون في عياداتهم الخاصة وأماكن أخرى؛ لهذا هناك إجراءات سيتخذها المحافظ وسيتم تطبيقها من هذا الشهر جميع المتغيبين وغير الملتزمين بالحضور للدوام والمتقاعسين عن القيام بعملهم سواء أطباء أو ممرضين أو غيرهم من العمال، كما سيتم رفع حصر بجميع المفرغين إداريا إلى السلطة المحلية، وسيتم نقلهم من الهيئة ماليا بالتنسيق مع وزارة المالية، كذلك سيتم متابعة الدارسين عبر هيئة الدراسات العليا بوزارة الصحة والسكان والمفاجأة الكبرى أنه سيتم تشكيل المجلس الإداري للهيئة الطبية أبين خلال أسبوع بالكثير.
- هناك شكوى من العاملين بالهيئة بعدم صرف حوافزهم وعلاواتهم بشكل منتظم، كما أنها لا تساوي شيئاً مقابل جهدهم؟
ج- حقيقة موازنتنا غير كافية لو قارناها بالهيئات الأخرى، ولا أحب أن أذكركم هي رجاء أعذرني! فنحن في أبين ظرفنا استثنائيا ونواجه كثير من الإشكاليات، فنتيجة لانقطاع الكهرباء أجبرنا على شراء الديزل بكميات كبيرة لتشغيل مولدات المستشفى، ونشتري كذلك الماء بسبب الانقطاع المستمر للمياه، وكذلك التسوية الوظيفية لعمالنا للعام 2014م لم تعزز من وزارة المالية؛ مما اضطرنا إلى تغطيتها من موازنة الهيئة وهي اثنين مليون ريال شهريا وهي تشكل عبئاً علينا فوق الأعباء التي نعاني منها، وإن شاء الله ستحل جميع هذه المعاناة لو تحلى الجميع بقليل من الصبر والعمل وساعدونا حتى نرتب أوضاع الهيئة كاملة .
- يشتكي المرضى من عدم حصولهم ولو على نوع من الأدوية في حين دعم الوزارة والمنظمات سخي بتوفير الدواء؟
ج- فعلا نحن نعاني من نقص الأدوية، ولا ننكر ذلك لأنه حقيقة كانت تدعمنا وزارة المالية في شراء الدواء عن طريق المناقصة، ولكن في الربع الثاني من هذا العام تم توقيف المناقصة، وطلبوا منا عمل مناقصة جديدة، وعملنا ونحتاج وقت حتى تنفذ وأنتم تعرفون المناقصات ومعاملاتها تحتاج وقت، ومع ذلك نصرف الدواء للحالات المرقدة في الأقسام وفقا للموجود معنا حاليا.
- استلمنا شكوى من المرضى فيما يخص النظافة في المستشفى والتغذية حيث لا توجد نظافة بالمستوى المطلوب، كما أن الغذاء الذي يقدم للمرضى غير مناسب لحالات مريضة تحتاج لتغذية؟
ج - فيما يخص النظافة والتغذية لدينا مقاول خاص بالنظافة وآخر بالتغذية وهما مسؤولان عن النظافة والتغذية وموقعان معنا عقود وفيها التزامات عليهما وحقيقة يجب إعادة النظر في مقاول النظافة والتغذية وقد غيرنا أكثر من مقاول في هذين الجانبين ولكن للأسف نلاحظ نفس الوضع يتكرر ومع ذلك سنعيد فيهما النظر.
- بالنسبة للمعدات والأجهزة الطبية الحديثة للهيئة هل هي متوفرة؟
ج ـ لدينا جميع المعدات والأجهزة الطبية الحديثة من أشعة مقطعية، ومناظير طبية، وحاليا نعمل العمليات بالمناظير، وهناك أجهزة جديدة في المستودع وسندرب عليها ونؤهل كادرنا، ولا توجد لدينا مشكلة في الأجهزة فجميعها متوفرة، ولكن ما نتمناه من المنظمات الدولية مساعدتنا في تجهيز وتأثيث قسم الغسيل الكلوي، ولدينا قسم الحروق، والعمل جار لتجهيزه وتأثيثه .
- كلمة أخيرة لك دكتور خالد الدوبحي في نهاية حوارنا معك؟
- نشكر صحيفة «الأيام» على تلمسها لهمومنا في هيئة أبين الطبية وهموم المواطنين والمرضى، ونتوجه بالشكر لرئاسة الجمهورية لاهتمامها بنا ومساندتنا للارتقاء بالعمل في الهيئة، ولوزير الصحة، وللسلطة المحلية ممثلة بالمحافظ جمال العاقل الذي يذلل لنا كثير من الصعاب، وللمسؤول المالي والإداري الأخ محمد فضل الذي له جهود جبارة في إعادة عمل المستشفى بعد الأحداث، ومساعدتنا في تنظيم كثير من الأمور نتمنى له الشفاء العاجل، وشكر لجميع العاملين الملتزمين بعملهم وللمنظمات الدولية التي تجهز معنا الهيئة وتساعدنا من البداية، ولكل من يحرص على تحسين وتطوير العمل بالهيئة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى