عضو لجنة الوساطة: لا توجد بين المتحاربين إرادة تبحث عن حلول : أكثر من(70)قتيلا في أسبوع وتمدد محموم للصراع الجوف .. حرب مستعرة بتمويلات إقليمية

> تقرير- بليغ الحطابي

> تصاعدت حدة الاتهامات الرسمية و السياسية لجماعة الحوثي بأنها أداة تعمل وفق أجندة خارجية ولدولة إقليمية - كما قال الرئيس هادي - تريد إحراق اليمن وتعمل على إفشال التسوية والعملية السياسية الجارية في البلاد.
تأتي هذه التصريحات المبطنة والموجهة لإيران بعد تأكد الدولة ولديها كما يقول سياسيون العديد من الوثائق والدلائل بتورط إيران في دعم الحوثي وجماعته.. كما سبقتها تصريحات لقيادات يمنية سابقة بدعم مؤسسات دينية إيرانية مالي ومعنوي..كما كشفت تحقيقات سفن الأسلحة المقبوض عليها في أكثر من ميناء وعلى المياه الإقليمية أنها كانت متجهة لجماعة الحوثي عبر ميناء ميدي بمحافظة حجة.
وتتصاعد أعمال العنف منذ تشكيل حلف قبائل إقليم سبأ المكون من محافظات (الجوف مأرب البيضاء) وجيشه الشعبي الذي أعلن في أغسطس الماضي كطرف ندي في مواجهة توسع جماعة الحوثي في الجوف.. حسبما أعلن رئيسه القيادي في حزب الإصلاح الحسن أبكر وعضو شورى الإصلاح بالجوف.
وتخوض المجموعات المسلحة مواجهات مستعرة في جبهات مديرية الغيل ومديريتين أخرتين هما(مجزر ومدغل) تابعتين لمحافظة مأرب وتتداخل حدودهما الجغرافية مع محافظة الجوف ماجعلها إحدى مناطق المواجهات والمعارك التي شهدت كر وفر وسقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين في محاولات لكلاهما السيطرة على مواقع القتال فيها ومنها الحجر والصفراء وأخرى..
وامتدت المعارك خلال اليومين الماضيين إلى فرضة نهم التابعة إداريا لمحافظة صنعاء وآخر حد جغرافي لها من الشمال.. وهي النقطة الفاصلة بين ثلاث محافظات هي صنعاء مأرب والجوف.
ومجمل تلك المعارك بحسب قيادات السلطة المحلية بالجوف ومأرب - أسقطت عشرات القتلى والجرحى ووفق توقعات المصادر فإن معارك الأسبوع الماضي الأخير من شهر أغسطس وحتى (4) سبتمبر الجاري نحو (70) قتيلا من طرفي الصراع بينما يقدر عدد الجرحى بأكثر من (90)جريحا.
وكان قيادي في جماعة أنصار الله اتهم في تصريح لـ«الأيام» عن قيام من أسماهم (الدواعش) بإدخال نحو (400) عنصر من الانتحاريين الأجانب ممن ينتمون لتنظيم القاعدة بغرض الاعتداء على أبناء الجوف ومحاولة السيطرة عليها،حسب قوله. وأن تدخلات مسلحي جماعته هي فقط لنصرة المواطنين من أبناء محافظة الجوف.
وفي ذات السياق اتهم القيادي الإصلاحي محمد بحيبح في تصريحه لـ“الأيام” خبراء استقدموا من الحرس الثوري الإيراني لدعم وإدارة ومساندة الحوثيين في معاركهم في محافظتي عمران والجوف، حسب قوله.
وطبقا لمصادر «الأيام» أن المعارك الدائرة قتلت قيادات إصلاحية وأخرى حوثية، كما كان عدد من الضباط والجنود الأمنيين والعسكريين قد سقطوا في المواجهات المسلحة التي يصفها مشائخ وأعيان الجوف بأنها مدمرة ولا تصب في أبناء المحافظة وأن الجوف في النهاية لن تذهب إلا لأهلها ولن تكون تابعة لأي قوى أو جماعات مسلحة تريد لها الخراب.
وفي مواجهات أمس الأول الخميس سقط نائب مدير أمن الجوف الملازم يحيى زبين الله بكمين حوثي بمديرية الغيل فيما تصاعدت حدة المواجهات بين المناطق الواقعة بين الجوف ومأرب بمنطقة ال جمعة و الجرشيا وأخرى.
**أجواء صنعاء**
مصادر قبلية لـ«الأيام» تحدثت عن تحركات لمسلحي الحوثي للسيطرة على نقطة فرضة نهم الفاصلة بين محافظات ثلاث هي صنعاء الجوف ومأرب).
واعتبر مراقبون لـ «الأيام»أن جماعة الحوثيين تعيش حالة نهم واستغلال لضعف الدولة لاستكمال فرض سيطرتها على المناطق المهمة والمنافذ الواصلة بالعاصمة صنعاء.. في إطار سيناريو إسقاطها والذي يخيم على أبنائها هذه الأيام.
ووفق مصادر قبلية بمديرية نهم بمحافظة صنعاء إلى أنه تم الأربعاء الماضي عقد صلح بين الطرفين بعد معارك أفقدت الأطراف المسلحة المرتبطة بحزب الإصلاح نحو (10) قتلى بينهم قيادات إلا أنه لم يدم طويلا حتى تم خرقه لتعود أشرس المواجهات وحالات كر وفر تشهدها مناطق وجبهات القتال الذي لا زال حتى إعداد هذا التقرير.
**وسطاء**

وبالرغم من تعدد لجان الوساطة والتي كان آخرها برئاسة محافظي المحافظتين للعمل على تطبيق وتنفيذ اتفاق سبق وجرى التوقيع عليه بإنهاء الصراع تماما في الجوف ومناطق في مأرب ورفع المتارس وخروج المسلحين من خارج المحافظة إلا أنها فشلت كسابقاتها، فالحكومة لن تتوانى في إرسال اللجان القبلية وغيرها لنزع فتيل التوتر وتصاعد القتال السياسي الدائر تحت يافطات دينية وبتمويلات إقليمية بين جماعات مسلحة محسوبة على حزب الإصلاح وجماعة الحوثي بعد انتقاله من صعدة إلى عمران وصولا إلى الجوف إلا أنها دائما ما تتعثر أمام تعقيدات الصراع وتمويلاته.
ويقول أكاديميون أن ما يدور دليل على ضعف وإرتهان الجماعات المسلحة لقوة القبيلة التي تسلب قوة ونفوذ الدولة، والتمويلات الإقليمية للصراعات ويقول عضو لجنة وساطة سابق محمد درعان أحد مشائخ شبوة إن ذلك ناتج عن عدم وجود نوايا للحل ومعالجة الوضع لدى الأطراف المسلحة .
وأضاف: “الدولة التي كنا نشعر انها بسكوتها وتغاضيها أحيانا تعمل على تشجيع الحروب مع ضعف آلياتها وأدواتها في منع تكرار المواجهات من خلال تأخر نشر قوات عسكرية وفق ما طلبته لجنة الوساطة.
وأكد على الصعوبات التي تواجهها الحكومة وانشغالاتها بملف مواجهات القاعدة في أبين وشبوة وحضرموت وسقوط عمران بيد حماعة مسلحة.
**تحالف القاعدة**
ويعتبر احتمال دخول تنظيم القاعدة أو مسمياته الأخرى على خط المواجهة مع القبائل المسلحة ضد جماعة الحوثي يرى مراقبون ومحللون بأنه مؤشر خطير يفرض على الدولة إعادة النظر في سياستها واستراتيجية حربها لمكافحة الارهاب، وانه سيفرض على البلاد مواجهات واحداث عنف في اكثر من منطقة.
ضف إلى ذلك مخاطر الحركة الحوثية التي باتت تفرض واقعا آخر وأجندة مناهضة لجهود الحكومة ومخرجات الحوار الوطني الشامل بالاعتماد على خيار القوة والعنف ما يزيد من تحديات المشهد اليمني القادم فيما يتعلق بالملف الأمني.
يأتي هذا فيما تعاني الحكومة جملة اختلالات وتحديات يتطلب منها بالدرجة الأولى حسب خبراء وسياسيون العمل على بسط سيطرتها على كافة الأرض اليمنية ومواجهة مصادر تمويل الحروب لمنع محاولات الانزلاق من الجماعات المسلحة أو القبلية المستغلة للعنف والتخريب تحت ذرائع و مطالب خدمية أو تنموية أو شخصية.
**تهديد المستقبل**
ويهدد الصراع المتوسع في الجوف العملية السياسية التي تتشكل اليوم على إثر إعادة النظر في التوازنات السياسية وتغيرات اللعبة الراهنة وفقا للشراكة الوطنية التي تحقق تطلعات الشعب في بلد.
**أمن مستقر**
ما يعني حسب تأكيدات مراقبين وخبراء أن على الحكومة اتخاذ الحلول وفرض الواقع والتحرك الدولي لتطوير المجتمع المدني وتطوير التعليم في مناطق النزاعات لسحب البساط على جماعات العنف المسلحة وفرض حصار على مصادر تمويلها بالسلاح والمال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى