أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري : البلاد تدار بأدوات وآليات النظام السابق والحكومة فشلت فشلا ذريعا

> صنعاء «الأيام» محمد مغلس

> بدأت أمس بالعاصمة صنعاء أعمال الدورة الاعتيادية الأولى للجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري التي ستناقش المستجدات على الساحة الوطنية وموقف التنظيم الناصري منها، وتستمر يومين.
ودعا الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عبدالله نعمان، في كلمة افتتاح الدورة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي “لتجاوز عقدة التوازن التي حرص عليها بين أطراف القوى العسكرية أو القوى القبلية التي تحاول الاستمرار في الهيمنة والتدخل في مجريات العملية السياسية، وأن يتجه نحو القوى المدنية التي هي صاحبة المشروع الوطني والقوة الحقيقية إذا ما استجاب لرؤيتها ولبى تطلعاتها بقرارات يلمسها الشعب اليمني وتعزز قناعة تلك القوى بمصداقية إرادته في المضي نحو إصلاح الأوضاع في البلد”.
وحذر نعمان من “الاستمرار في إدارة البلد بآليات وأدوات النظام السابق والاعتماد على الأقارب والمقربين المحيطين به بدلاً عن ذوي الكفاءة والخبرة”، مشيرا إلى أن “هذه آليات فاقمت الأزمة وضاعفت الاختلالات”، مشددا على “أهمية وجود اصطفاف وطني من أجل مواجهة خطر الإرهاب الذي عزز حضوره وكثف عملياته في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية، ووسع نشاطه في محافظات البيضاء ومأرب وإب، وبات ينفذ عملياته الإرهابية ضد أبناء القوات المسلحة والأمن، الجريمة تلو الأخرى بكل حرية”.
وفي ما يتعلق بموقف التنظيم الناصري من حكومة الوفاق أكد نعمان أن “هذه الحكومة فشلت فشلا ذريعا في إدارة المرحلة الانتقالية ولم يعد هناك مبرر لبقائها واستمرارها”، مجددا الدعوة لضرورة تشكيل حكومة كفاءات تجسد الشراكة الحقيقية بين المكونات والقوى المشاركة في مؤتمر الحوار، وتعمل على تنفيذ مخرجات المؤتمر وفق برنامج زمني محدد لإنجاز مهام المرحلة الانتقالية والتحول إلى الوضع الدائم والمستقر.
وقال: “إن موقف التنظيم من رفع الدعم عن المشتقات النفطية كان واضحاً ومعلناً في البيانات والبلاغات الصادرة عن الأمانة العامة قبل رفع الدعم وبعده، وسبق أن حذر التنظيم مراراً من خطورة التداعيات التي ستترتب على اتخاذ قرار غير مدروس برفع الدعم عن المشتقات”، منبها إلى “ضرورة القيام بحزمة من الإصلاحات قبل رفع الدعم لتجنب مهاوي الانزلاق، منها على سبيل المثال إسقاط الأسماء الوهمية في كشوفات المرتبات للقوات المسلحة والأمن وأجهزة الخدمة المدنية، وإنهاء الازدواج الوظيفي وإسقاط الاعتمادات المرصودة لشؤون القبائل وإسقاط الاعتمادات العينية من البنزين والديزل التي تصرف للقادة العسكريين، وبعض المشايخ وإعادة النظر في الاعتمادات المخصصة للقوات المسلحة والأجهزة الحكومية”.
ونوه أمين عام التنظيم الناصري بـ“الأوضاع الخطيرة التي يعيشها الوطن من عنف وإرهاب وفوضى وانهيار اقتصادي وخطاب إعلامي غير مسئول يثير النعرات المذهبية والطائفية والمناطقية بما يهدد النسيج الاجتماعي، ويضع العوائق والصعوبات أمام السير نحو تنفيذ مخرجات الحوار وحرف مسار العملية السياسية القائمة على الشراكة والتوافق الوطني”، لافتا إلى أن “هذه الأوضاع تتسارع وتتطور بشكل مريع من حرب مفتوحة مع تنظيم القاعدة في عدة محافظات إلى نُذر حرب تحوم في سماء العاصمة صنعاء، وتهدد بمواجهات مسلحة واقتتال داخلي من الصعوبة بمكان توقع نتائجها أو النهاية التي ستصل إليها”.
وعبر عن موقف التنظيم الناصري المبدئي مع حق التعبير السلمي عن الرأي أو الموقف وضد استخدام العنف والقوة أو التهديد باستخدامها كوسيلة لفرض الرأي أو الموقف السياسي.
وحول الأزمة الراهنة جدد الأمين العام للتنظيم الناصري الدعوة للجميع إلى تحكيم العقل والمنطق وإعلاء المصلحة الوطنية فوق كل المصالح، وبذل المزيد من الجهود لاحتواء الأزمة وإبقاء أبواب الحوار مفتوحة لأن الثمن الذي يمكن أن يتحمله اليمنيون بالحوار مهما طال أمده أقل بكثير مما يمكن أن يدفع فيما لو اشتعلت شرارة الحرب والاقتتال.
وفيما يتعلق بدور تكتل أحزاب اللقاء المشترك وأدائه أكد نعمان أن “هناك اختلالات كبيرة صاحبت عمله خلال الفترة السابقة سواء من حيث الأداء أو من حيث اتخاذ القرار”، مشيرا إلى “أهمية تقييم تجربة المشترك وأدائه خلال المرحلة الماضية لا بقصد الإدانة لأحد، ولكن لتحديد الأخطاء وتصحيحها والصعوبات لمعالجتها والقضاء على الاختلالات التي رافقت أداءه وتصحيح العلاقة بين أطرافه، ثم يأتي بعد ذلك التوافق على برنامج محدد المهام للمرحلة القادمة في إطار المشترك ليكون ذلك البرنامج مشروعاً مطروحاً للحوار مع مختلف القوى لإيجاد تحالف واسع”.
وعلى الصعيد الداخلي للتنظيم أشار عبدالله نعمان إلى أن “الأمانة العامة للتنظيم بدأت بتحديد الأولويات حيث ستكون الخطوة الأولى على صعيد التنظيم العمل على تعزيز البناء المؤسسي في مختلف المستويات والهيئات، وستركز الخطوة الثانية على وسائل تطوير أداء التنظيم وتعزيز فاعلية الهيكل وتوظيف القدرات الموجودة لدى التنظيم لإيجاد أداء فاعل على الصعيد التنظيمي وعلى مستوى المجتمع”.
وعلى الصعيد القومي أكد نعمان أن “الأوضاع التي تعيشها العديد من الأقطار العربية وحالة اللا استقرار التي تعاني منها دول ما عُرف بالربيع العربي تُنذر بالقضاء على المكاسب التي تحققت في بعض الدول وتهدد بالزج بها في أتون صراعات داخلية طويلة المدى ووخيمة العواقب، واعتبر أن الأدهى من ذلك اتخاذ الصراع في العراق وسوريا بُعدا طائفيا يهدد النسيج الاجتماعي للأمة، فيما تزداد الأوضاع سوءا في ليبيا وتواجه العملية السياسية في تونس العديد من التحديات الاقتصادية والأمنية”.
وعلى مستوى القضية العربية المركزية (فلسطين) أشاد الأمين العام بصمود المقاومة وانتصارها على الصعيد الميداني، وإسقاطها لهالة وأسطورة الجيش الذي لا يقهر، واعتبر أن المقاومة حققت نصراً مؤزراً ونقطة مُضيئة في تاريخ المقاومة الفلسطينية والعربية، رغم الخسائر الكبيرة والفادحة التي تكبدها الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، ولولا التخاذل العربي لتمكنت المقاومة من فرض شروطها على الكيان الصهيوني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى