الفنان المسـرحي ســالــم العبــاب لـــ«الأيام» : مبدعــو الإذاعـــة الأوائـــل يصعــب تعويضـــهم .. وكتّـــاب الدرامــا يظهـــرون ثم يختـــفون

> حاوره/ جمال محمد حسين

> لعبت إذاعة عدن منذ تأسيسها في 7 أغسطس 1954م دوراً كبيراً في الاهتمام بالدراما الإذاعية وصقل مواهب العديد من عشاق التمثيل من كوادر الإذاعة ومن خارجها. وتميز الإنتاج الإذاعي بالإبداع وغزارة الإنتاج.
وبمناسبة مرور 60 عاماً على تأسيس الإذاعة التقت «الأيام» أحد مبدعي الإذاعة الفنان المسرحي سالم العباب للحديث عن تاريخ الإذاعة والإبداعات المختلفة في جميع المجالات.
** بداية نرحب بك، ونريد العودة إلى بداياتك كممثل؟.
البداية كانت أثناء عمل مع المؤلف عمر الرخم بعنوان (بنت الربيع) وهو عمل جميل تحدث عن قصة اجتماعية عن خلاف نشب بين شخصين على مسقى ماء فتصارعا لأجله وقام أحدهما بضرب الآخر بفأس وقتله، ثم هاجر هو وأسرته إلى قبيلة أخرى حيث يعتبرونه (ربيع) أي ليس من أصل القبيلة، ومع الربيع هذا بنت تنشأ بينها وبين ابن شيخ القبيلة قصة حب وتتوالى الأحداث.
كان عملا جميلا وبداية جميلة لي، بعد ذلك توالت الأعمال وعملت مع عدد من المخرجين منهم محمد محمود السلامي، والمرحوم محمود أربد، وعبدالله صالح مسيبلي، ودارت العجلة وعشقنا الدراما لأن الدراما تعني التنوير من خلال الإبداع، فأنت تقدم شيئا للناس من أجل أن يستفيدوا منه، وأنت تبدع أيضاً فيه، وحقيقة خسرت الدراما عددا كبيرا من مبدعيها (القاضي وباصديق والمدي وأربد والمسيبلي) وغيرهم مبدعون بما تعنيه الكلمة من إبداع، عبدالله صالح مسيبلي إلى آخر أيامه وهو مريض ونحن نسجل معه الجزء الثالث من (الأيام والسنين).
**وماذا عن تجربتك في مسلسل (الأيام والسنين) بأجزائه الثلاثة؟
كانت أياما جميلة مع عمل جميل ومع كوكبة من المبدعين، وكان عبدالله مسيبلي يعمل وهو يكابد المرض، ومعنا نبيلة حمود وقاسم عمر ومجموعة من الفنانين، وأبدع المبدع عبدالله مسيبلي في ثلاثيته (الأيام والسنين) بأسلوبه وكتابته الرائعة التي فيها من التشويق والإثارة والجذب للمستمع، وكتبها بلهجة مسرحية (التركة) وهي اللهجة الريفية المحببة، وكانت نبيلة حمود مبدعة فيها وأجادت اللهجة وكذلك بقية الزملاء، وكانت الحبكة الدرامية في (الأيام والسنين) جميلة بل ورائعة وفيها كل شيء ومترابطة من الجزء الأول إلى الجزء الثالث، وكان لدينا إمكانية أن نقدم جزءا رابعا عما هو حاصل اليوم من متغيرات وهي قضايا أسرية واجتماعية، ولكن الموت فرقنا.. فرحم الله المبدعين عبدالله مسيبلي ونبيلة حمود.
كان للإذاعة دور كبير في فتح المجال أمام المخرجين وكتاب الدراما والممثلين لتقديم إبداعاتهم ومازالت تفتح ذراعيها **لكل المبدعين، ولكن أين هم اليوم؟.
أقول لك بصدق إن المبدعين الأوائل الذين كانوا في الإذاعة ورحلوا من الصعب أن نجد مثلهم اليوم، فنحن الجيل الثالث وليس الثاني ولم نصل لما وصلوا إليه، فهم قدموا أعمالا جميلة وراقية مثلا (صيحة الديك) و(باريسية في دار سعد) وغيرها من الأعمال، فأمثال القاضي وباصديق والمدي وأربد ومسيبلي وغيرهم من الصعب أن يتكرروا مرة أخرى، المدي مثلا كان يؤلف داخل الإستديو لو كانت الحلقة ناقصة مثلا أو ينقصها تشويق، في نفس اللحظة تجده يكتبها، كانوا حقاً مبدعين وكان لهم وزنهم في إبداعهم ولهم مقامهم وكانوا على مستوى عال من الثقافة.
** ما تقييمك للدراما الإذاعية اليوم؟
الدراما الإذاعية مرت بركود في الفترة الأخيرة لأسباب نجهلها أو ندركها ونتجاهلها أيضا، وكانت ومازالت إذاعة عدن لديها قيمة للوقت فمثلاً الساعة ثلاث بالضبط تفتح الإذاعة وتسمع المسلسل وكل ساعة مضبوطة بالثانية أسمع شيئا آخر، وكم كان جميلا الالتزام بالوقت.
ولإذاعة عدن صولات وجولات، حيث كنا بالأمس نقدم في الشهر الواحد من مسلسلين إلى ثلاثة، أما اليوم فقد أصبح التسجيل في السنة الواحدة لمسلسل واحد، وعادة ما يكون التسجيل في شهر رمضان.
**هل لدينا اليوم كتَّاب دراما للإذاعة؟
لا يوجد اليوم كتَّاب دراما بالمعنى الصحيح للدراما، ولكن لدينا كتاب يظهرون ثم يختفون، منهم: أحمد عبد الله سعد، ربنا يعطيه العافية، فهو كاتب درامي متمكن.
ولا يوجد لدينا حالياً كتَّاب دراما ثابتون، وكان مدير الإذاعة عندما يريد أن ينشط الدراما يرفع سماعة الهاتف ويتصل بكل المبدعين ويطلب منهم أعمالا ويجهزونها له خلال أسبوع أو أسبوعين، كان هناك حب حقيقي للإبداع.
**ما الذي حصل للمسرح، وأين نشاطه اليوم؟
لو جئنا نقيم المسرح منذ أن قامت الوحدة عام 90م، فيمكن تقييمه من خلال حيوية ونشاط وزير الثقافة فلو كان الوزير حيويا ونشيطا عمل لنا مهرجانا مسرحيا، ولو كان غير نشيط أو (زي ما يقولوا هبَّار) مات المسرح.
فمثلاً نحن في فترة الوزير خالد الرويشان عملنا مهرجانين وهو ليالي عدن المسرحية (الأول والثاني)، وفي عهد الوزير المفلحي عملنا مهرجان ليالي عدن المسرحية، أي أن الدراما المسرحية تنشط بنشاط الوزير والميزانية موجودة، فصندوق التراث لديه مليارات، ولو جئنا لما قبل الوحدة كان يرصد مخصص للإبداع ولإنتاج الدرامي داخل الوزارة، فمثلا هذا العام سنعمل معرضا للصور وطباعة كتاب، وسنقدم مسرحيتين أو مسرحية، وخلال الفصل الأول والذي كان مدته ثلاثة أشهر كان هناك اهتمام بالإبداع والمبدعين.
**كلمة أخيرة تود قولها في هذا السياق؟
شكرا لكم، وأتمنى أن يكون هناك اهتمام بالإبداع والمبدعين، وأتمنى لكم التوفيق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى