صــنعــاء .. مخـــاوف الانفجـــار وآمـــال الانـــفراج

> صنعاء «الأيام» بليغ الحطابي

> اضطراب المشهد السياسي في صنعاء ومراوحة القوى السياسية والدولة مكانها في عدم حسم المشهد وتجنيب البلاد توقعات وخيمة لا يزال مصدر خوف وقلق لدى سكان صنعاء، وربما مدن ومحافظات يمنية أخرى تعيش على وقع المشهد واهتزازاته التي تنبئ بمستقبل مجهول.
نتيجة لذلك أجرت «الأيام» عدة لقاءات توضح حقيقة المشهد الراهن والصورة التي يكتنفها كثير من الغموض لدى المواطن في المحافظات الأخرى.
**بوادر..
على الرغم من ظهور بوادر ومبادرات سياسية للحل والمعالجة والبدء بإجراءات حكومية للتنفيذ إلا أن بطء حركتها السياسية والتنفيذية صعد من المطالب ووسع من خيارات العنف الذي انساقت إليه الحكومة والجماعة.
ويرى الأخ عبد الحكيم الريامي، أمين عام مجلس شباب صنعاء أن الوضع الذي تعاني منه البلاد عموما يبعث على الأسى في ظل استمرار التصعيد وفشل القوى السياسية في تدارك الأمور.
واعتبر الريامي أن الصراع الدائر في العاصمة هو بين جماعة تريد التغيير وتصحيح مسار ما يزعمونه أزمة 11 فبراير، رغم أن قرارات مجلس الأمن تقول إنها أزمة، وبين طرف يرفض ذلك خشية القضاء على مصالحه.
**إمعان في العبث**
من جانبه اعتبر الأخ محمد المخلافي أن تسارع وتيرة الأحداث بشكل مخيف والتصعيد المتبادل بين الحوثيين والقوى الرافضة لمطالب الشعب والتي تصر على البقاء في فسادها وإبقاء حكومة فسادها هو استمرار عبثي للقضاء على ما تبقى من مقدرات البلد.
ويرى المخلافي أن مهمة إنقاذ البلاد تأتي عبر التنازلات وتغليب المصالح الوطنية على ما دونها من مصالح ضيقة وأنانية من قبل القوى المتحاورة اليوم.
**فرض واقع آخر**
وعبر المهندس خالد النجادة عن خشيته من محاولات البعض لفرض واقع جديد بعيد عن مخرجات الحوار الوطني الذي أنتج مصفوفة حلول وطنية قابلة للتنفيذ.
وأضاف: “وهو ما نشهده اليوم من معارضة وارتدادات من السلطة تارة ومن جماعة الحوثي التي تتبنى مطالب الشعب تارة أخرى”.
مبينا أن استمرار اختلال واهتزاز الوضع قد يشير إلى الخطر الذي يتربص بالنظام بشكل عام من بوابة استمرار التصعيد وارتفاع سقف المطالب.
**حقيقة المشكلة**
وفي اعتقاد الشيخ يحيى الصورعي أن المشكلة في أن جميع القوى المتصارعة والمحتدم صراعها اليوم على كرسي السلطة قفزت واقعيا على ما اتفق عليه من مخرجات في مؤتمر الحوار الذي استمر قرابة العام.. “فالكل تجاهل ويتجاهل واجباته، ولذلك فما نعانيه اليوم هو نتيجة ذلك القفز والتقفز الذي لا يمكن أن يقدم حلولا ومعالجات بقدر ما يعمل على ترحيل الأزمات والمشاكل لنشهد تهديدات على النحو الذي هو ماثل اليوم من انهيار كامل وشامل لشيء اسمه اليمن أو لدولة لم تر أو لم يرَ مواطنوها طعم الحياة والأمن والاستقرار بعد”.
ويستدرك الصورعي بالقول: “ولذلك فهذا الواقع هو نتاج ضعف المسؤولية أو انعدامها من القوى السياسية التي تعهدت بالعمل على تحقيق أحلام هذا الشعب.. وثانيا الدولة التي تناست واجباتها وعملت على إغمار مواطنيها بالكوابيس المرعبة من جرع وزيادات سعرية وفقر وبطالة نتيجة إيغالها في السياسات الفاسدة التي لا تحقق سوى مصالح من ابتدعها وعمل على إنتاجها من حكومات ووزارات وغير ذلك”.
**ما يجب على الدولة**
إلى ذلك قال الأخ عبدالكريم العرومي إن “على الدولة ألا تتغاضى عن مطالب الشارع وما باتت عليها الاحتجاجات اليوم”.
وقال: “بإمكان الدولة امتصاص غضب الشارع وتنفيذ مطالبه بمقابل إذا كانت تخشى مطالب وابتزاز وشروط سياسية تضعها جماعة الحوثي أن تعمل ذلك وتكشفه في الوقت ذاته أمام الرأي العام حتى يظهر على حقيقته”.
وأكد أن “عدم إقدام الحكومة واستمرار التفاوضات والحوارات وإطلاق المبادرات حتى اليوم هو دليل على عدم وجود نوايا حقيقية لدى القوى الممسكة بالسلطة اليوم، وبمقابل ذلك نوايا حقيقية لإقحام الشعب في عملية التصفيات السياسية والانقضاض على ماتبقى من أحلام وتطلعات”.
**أزمة مركبة**
ويقول الأخ هاني الصايدي إن “مشكلة صنعاء أنها تعاني من أزمة مركبة أو باتت تتركب، فهناك شحن طائفي وعنصري وفئوي ماقد يعزز حالة الانقسام في أوساطها، كما أن هناك مناطق كاملة باتت خاضعة مثلا لأنصار الله الحوثيين وأخرى للإصلاحيين”.
**لا للسلاح**
الأخ عبدالله جميل، مهندس معماري، يقول: “نرفض تحقيق أية أهداف أو مطالب تحت تهديد السلاح كما هو حاصل من جماعة الحوثي أو من أطراف أخرى في السلطة، فهناك وسائل سلمية ديمقراطية متاحة ومن حق الجميع اللجوء إليها سواء للتعبير عن مطالب أو للحصول على السلطة”.
ويضيف: “البلد لا تحتمل مزيدا من التصعيد أو التمترس خلف الأحلام والنزوات والمصالح الذاتية، وعلى الجميع الالتئام والتكاتف لإخراج البلاد من المحنة التي وقعت فيها بفعل الاختلالات والتجاذبات والمكايدات التي انغمست جميع النخب الوطنية والسياسية فيها، وجرت الشعب إلى متاهاتها”.
**خلط الأوراق**
أماالأخ أحمد الجمل - ضابط عسكري- فيكتفي بالقول: “إن هناك وجود قوى سياسية لاتريد لصنعاء الاستقرار وبالتالي اليمن، أوالخروج من الأزمة، وتريدها أن تشتعل كعواصم أخرى، وتعمل جاهدة على خلط أوراق الوضع في البلاد”.
**مطالب الحصانة**
بينما يرى الأخ سعيد الحمزي أن “فشل التوصل لاتفاق ناتج عن اشتراطات مسبقة وتعجيزية ومنها على سبيل المثال الحصانة لحكومة الوفاق ولقيادات جديدة في حزب الإصلاح لم يشملها قانون الحصانة السابق، حصانة من الملاحقة وتقديمهم للمحاسبة والمساءلة القانونية”.
حشود الاصطفاف الوطني
حشود الاصطفاف الوطني
ويؤكد الحمزي أن لا وجود لحكومة الفساد، كما أسماها.
وأضاف: “إن المسؤول الفاسد يريد أن يكون مسؤولا للأبد من القمة للقاعدة، وهذا مازاد من حدة الأوضاع، إذ لاتزال شرذمة من المسؤولين هم من يعطلون البلاد من أن تنهج صوب التغيير الحقيقي الملبي للشراكة الوطنية والمحقق لمخرجات الحوار”.
ويضيف: “ومن ذلك لا يمكن الجزم بوجود الدولة أو سلطاتها إلا عندما يوجد الثواب والعقاب لكل مسؤول ابتداء من الرئيس وحتى المواطن، هنا نقول في دولة، وعندما نحاسب الرئيس وأسرته وجماعته والحكومة عن خيانتهم للوطن والمواطنين وعن نهب المال العام وتدمير الجيش والوطن والمؤسسات هناك نقول في دولة..إلخ”.
**استحضار الحكمة**
فيما يشير الأخ إبراهيم الفقيه، طالب جامعي، إلى “ضرورة استحضار القوى السياسية الحكمة لتجنيب البلاد مزالق الحروب والصراعات المخيمة عليها من مختلف الجهات”.
ويضيف: “مهما بلغت الأزمة من ضيق وانشداد وتأزم إلا أن الحوار هو الحل الأمثل والخيار الأوحد المتوفر أمام اليمنيين بمختلف فئاتهم وشرائحهم ومكوناتهم السياسية، فالسلاح والعنف بات مجربا ولم يخلف إلا الدمار والخراب للبلاد والعباد.
**للصغار نصيب في القلق**
ما تعيشه صنعاء ليس فقط مصدر قلق للكبار، بل وحتى الصغار الذين يستبد بهم الخوف من اندلاع الحرب والمواجهات بين الأطراف السياسية حيث يؤكد الطفل يونس مبروك أنه حرم من الذهاب إلى المدرسة بسبب خوف أولياء أمورهم من التوترات السياسية، وهذا كنموذج من حالة إجماع طفولية ومن موقف يسود الجميع وخشية من مغامرات تنتج عواقب وخيمة قد تدفع الأسر إلى فقدان فلذات أكبادهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى