العطـــروش .. دوحـــة فنيــة وارفــة الظـــلال

> عوض بامدهف

>
محمد محسن عطروش
محمد محسن عطروش
أجيال متعاقبة على امتداد فترات طويلة من الزمن.. أسهم الفنان الكبير والقدير محمد محسن عطروش إسهامًا فاعلاً ومؤثرًا في تكوين وتشكيل وإغناء وجدانها.. وذلك من خلال تقديمه تلك الروائع الفنية التي أبدع وبرع العطروش في صياغتها بقوالب فنية جديدة ومتطورة، والتي شكلت في إجمالها إضافات موفقة ومتقدمة وزاهية لمحراب الفن الأصيل التي قضينا في رحابها أحلى وأعذب وأمتع الأوقات في عالم أخاذ من النغم الجميل والشدو العذب والدافئ.
الفنان القدير محمد محسن عطروش، الابن البار لأرض أبين الخصيبة والخضراء، استطاع ـ وباقتدار كبير ـ أن ينتزع مكانته المرموقة بين أوساط النخبة المختارة من أساطين ومشاهير وأعلام الفن في بلادنا.. واحتل بزمن قياسي موقعه المتميز واللائق والجدير به في صدارة أهل الفن الجميل والغناء الأصيل في بلادنا.
الفنان الكبير محمد محسن عطروش هو بحق دوحة فنية وارفة الظلال، وقامة فنية باسقة العطاء الأصيل ووافرة الحصاد الجميل والجزيل.. وامتاز بتعدد جوانب العطاء الفني الأصيل، حيث غنى للأرض الطيبة والفلاح الكادح الذي ارتبط بالأرض وشكل معها ثنائيا إنسانيا متناغما في وقائع الأداء ومتناسق المردود والحصيلة، من خلال تلك الروائع الغنائية المميزة التي عكست عناء وشقاء الفلاح ومعاناته وصبره وحبه الراسخ للأرض مثل أغاني (سبولة) و(شي حلال في معزوب أبو منصور) و(ذي سرحوا البوش) و(بائعات البلس والقات) و(مطنوش والنوبي) وغيرها.
كما غنى العطروش للبحر الزاخر بالكثير من الخير والرزق الوفير، وكذا الصياد العنود الذي هو دوما في صراع أبدي مع البحر الذي لا أمان ولا صديق له في تقلباته وأنوائه وتناقضاته ومده وجزره وهدوئه وهيجانه، ولعل رائعته (هيب .. هيب .. هيبه) جسدت وصورت وبصدق شديد ثنائية الصراع بين الصياد والبحر.
وفي مجال الشدو الجميل أبدع العطروش في تقديم صور جديدة للحظات الحب والشوق والوجد والوصال والفراق، حيث قدم رائعته الشهيرة (يا رب من له حبيب) التي نالت شهرة عريضة غير مسبوقة وأصبحت على كل لسان، نظرا لأنها جسدت مشاعر المحبين بكل صدق وأمانة ورقة.
والعطروش قدم قوالب جديدة ومستحدثة في رحاب الأغاني العاطفية تحكي أرق الأحاسيس والمشاعر بأنماط شديدة الحداثة و التطور والجمالية، وانعكس ذلك في الثلاثية الغنائية الرائعة والبديعة وهي (طبع الزمن) والتي تضمنت عتاباً جميلاً للزمن وتقلباته القاسية ومتغيراته غير المتوقعة، وأغنية (قالت كرهتك) وهو حوار بالغ الرقة والجدية مع الحبيب في لحظة فراق وبعد اختياري بكل ما تحتويه هذه اللحظة من شجن ومرارة وثالثة الثلاث أغنية (عرفت معنى المحبة) أو (الاعتراف) فيها اعتراف صريح ومؤلم ومتأخر بحالة الحب التي كانت سائدة وانتهت في لحظة طائشة غير محسوبة العواقب.. وينهي العطروش هذه الأغنية بتأكيد حقيقة ساطعة يجب على المحبين مراعاتها والتمسك بها، وذلك حيث يتغنى وبشجن واضح مردداً وبصيغة تأكيد واضحة (الحب زهرة جميلة .. والزهر عمره قصير .. لو كان عمره ثواني .. الحق وشم العبير .. ذا الكون لولا المحبة .. ما طير يقدر يطير .. عرفت معنى المحبة .. بعد ما ضاع من يدي حبيبي).
كما شدا العطروش للثورة والثوار في مرحلة الكفاح المسلح في عدن والجنوب، وقد ترددت أغانيه الثورية على لسان الثوار والشباب وكل قطاعات المجتمع المختلفة، وتحولت هذه الأغاني الثورية إلى شعارات ثورية وشعبية أذكت حماس الثوار والشباب وأقلقت سلطات الاحتلال البريطاني وعملائها.
ومن أبرز هذه الأغاني الثورية هي (برع يا استعمار) و(أنا الشعب) و(يا شباب يا شباب) و(بوس التراب) وغيرها.
وقد أضاف الفنان القدير محمد محسن عطروش الكثير من الإبداعات الغنائية إلى المكتبة الغنائية في بلادنا والتي شكلت رافدا جديدا ومُتجددا، وكذا عامل إغناء إلى إجمالي حصيلة الإبداعات الغنائية في بلادنا.. من هذه الإبداعات الغنائية على سبيل المثال لا الحصر: (جاني جوابك) و(ودعتك) و(رحنا إلى البندر) و(القافلة) و(من خان لا كان) و(يا أنتي) و(حله والمحلة) و(يا هلي) و(ذكريات) و(حبيب قلبي نكرني) و(يالومتك) و(أنت حبيبي) و(قصة العمر) و(للمه للمه) و(سهام المحبة) و(عاملوني صفاء) و(يا بخت الرعية).
وقدم الفنان القدير محمد محسن عطروش ألحاناً رائعة وجميلة لنخبة من الفنانين والفنانات في بلادنا، والتي كانت أغاني بديعة قدمت الكثير من الإغناء والتطوير إلى عالم الغناء الراقي في بلادنا.. ونستعرض من باب الدلالة لا الحصر عددا من الأغاني التي صاغها ألحاناً عذبة الفنان الكبير محمد محسن عطروش ومنها: (ألا ليه وا هاجري) و(أماه) و(عرفت الناس)
عوض أحمد
عوض أحمد
وغناها الفنان المعروف عوض أحمد، و(تسألني كيف الحال) للفنان الكبير الراحل محمد صالح
محمد صالح عزاني
محمد صالح عزاني
عزاني، و(أنا أترجاك) للفنان الكبيرالراحل أحمد علي قاسم، و(يا طالعين الجيل الأخضر) التي
احمد علي قاسم
احمد علي قاسم
غناها الفنان محمد سعيد منصر و(يا عيل يا طاير) للفنان الراحل أبو بكر سكاريب و(المحبة
 صباح منصر
صباح منصر
بالرضا) للفنانة رجاء باسودان، و(زعلان مني) للفنانة صباح منصر.
رجاء باسودان
رجاء باسودان
والحديث عن الفنان الكبير محمد محسن عطروش يطول ويطول.. وفي خاتمة تناولنا المتواضع نطالب
أبو بكر سكاريب
أبو بكر سكاريب
الجهات المختصة بالقيام بتكريم هذا الفنان القدير بما يتناسب مع قيمته الفنية الباسقة وعطائه الفني الجزيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى