رجـــــــــــــال في ذاكـــــــــــرة التـــاريـــــــــــخ -1 كرامة مرسال: ملأ فراغ جمعة خان فنعم بالأمان -2 جعفر عبد الوهاب: مشوار عطاء وعناء بدايته مع سالم بامدهف وخاتمته مع عبدالعزيز بن بريك

> نجيب محمد يابلي:

> 1-كرامة مرسال:
**الولادة والنشأة**
كرامة سعيد علي مرسال من مواليد الفاتح من يناير 1946م في مدينة المكلا حاضرة السلطنة الحضرمية القعيطية العطرة الذكر، وفيها نشأ وترعرع في كنف أسرته الميسورة الحال، والتي نعمت أيضًا بالثقافة إلى جانب المال والموال الذي كان تصدح حنجرة والده وهو يردد الأغاني الشعبية والتي أرست بداية شغف كرامة بالفن.
بدأ كرامة مشواره الخصب في الستينات من القرن الماضي وتحديدًا في العام 1963م عندما كان في ربيعه السابع عشر لأن صاحب “يازهرة في الربيع” محمد جمعة خان، القامة والهامة التي تركت برحيلها فراغًا في الساحة الفنية، فشَّمر الشاب كرامة عن ساعديه ليبدأ الحفر في الصخر ليسد ذلك الفراغ.
**كرامة ونجومية الحفلات والأعراس**
توفرت الحنجرة البلاتينية لكرامة مرسال وازداد رونقها بروحه الظريفة وابتسامته المطبوعة وليست المصنوعة وسخر تلك الهبة الربانية في مواجهة الجمهور سواء في الحفلات الشعبية أو حفلات الأعراس (المخادر) وكانتا الوسيلتين الوحيدتين المتاحتين لعرض كل جديد عند الفنان، مما أجج ساحة التنافس بين الفنانين، وشذى كرامة مرسال وتألق وانطلق في رحاب الفن على أنغام وأغاني الراحل الكبير محمد جمعة خان وأعطاه ذلك دفعة قوية، واتسعت قاعدة شعبيته تدريجيًا.
غنَّى كرامة مرسال لشعراء كبار وفي مقدمتهم حسين أبو بكر المحضار الذي كان سببًا في تألقه، كما غنَّى من أشعار عمر أبو بكر العيدروس، وأحمد سالم البيض، وأحمد سالم بامطرف، وجمعان بامطرف، وجنيد باوزير، وعباس الديلمي.
«متيم» نقطة انطلاقة كرامة خليجيًا وعربيًا:
جمع كرامة مرسال بين ملكتين ملكة الصوت وملكة التلحين، حيث لحن الكثير من الأغاني في حياته، ولحن لعدد من الفنانين المحليين والخليجيين، ومن أشهر أغانيه “متيم” التي حازت على إعجاب الجماهير الخليجية والعربية وغنَّاها عدد من الفنانين منهم راشد الماجد، وأنغام، وفرقة ميامي، كما قدم كرامة مرسال عددًا من الأغاني الوطنية والقومية مثل (حبي لها).
**كرامة مرسال صاحب مسموع وجريء**
بقدر ما يتمتع به كرامة مرسال من صوت قوي في الغناء حببه وقربه من قلوب سامعية كما حدث معهم وهم يسمعون ليشذو بروائعه : (صادق النية) و (متيم) و (شربة ماء) و (مذكرات قلبي) و (غاني) و (مالي بحبه نصيب) و (معزة قلت) و (وراك اليوم) و (عشت عمري) و (كأنك منت فاهم) و (يامن فتنت به) و (يالذيك المناظر) و (نالت على يدها) و (خذ من الهاشمي) و (باتحمل الجور والهجران) و (اللي حسبته صار) و (الصبر طيب).
إلا أنه صاحب رأي وموقف وقال كرامة عن المرأة “بأنها شريان الحياة فهي الأم والأخت والزوجة”، وعن الشحر قال كرامة “إنها السعادة والحب ومهد الشعراء وانطلاقهم..”، وعن الوداع قال كرامة “بأنه أصعب وأمر الأشياء”.
وفي إحدى اللقاءات التلفزيونية وصف كرامة شركات الإنتاج المحلية بأنها مجرد سرق ولصوص، وفي إحدى لقاءاته مع صحيفة “الثورة” اليمنية سُئل كرامة عن الحب فأجاب بأنه نبراس الحياة وأن الحياة بدون حب لا تساوي شيئًا.
يوصف كرامة مرسال في الوسط الفني والاجتماعي بصاحب الدم الخفيف والروح الفكاهية ولا تكاد تخلو حفلاته ولقاءاته التلفزيونية من روح المرح والفكاهة وتعليقاته التي تتسم بالشفافية، ولذلك فهو مقدام لا يعرف التردد.
**كرامة عمل حساب أولاده قبل رحيله**
يوم الأحد الموافق 3 أغسطس 2014م، كان يوم حزن غمَّر كل محبي كرامة مرسال عندما نص الناعي وفاته عن عمر ناهز الـ (68) عامًا و (7) أشهر، وخلف وراءه إرثًا فنيًا خصبًا ومحبين لا حصر لهم، كما خلف (13) ولدًا وبنتًا، إلا أنه رحمه الله عمل حسابًا لهم في صورة عقارات، حيث بنى فيلا في فوه غرب المكلا وشاليهًا في سلطنة عمَّان ومنزلاً في الكويت وشقة تمليك في جدة بالمملكة العربية السعودية.
2 -جعفر عبدالوهاب:
**الميلاد والنشأة**
جعفر حسن عبدالوهاب الشميري من مواليد كريتر في الفاتح من فبراير 1942م وتلقى مراحل تعليمه في عدن بين المدارس الحكومية ومدرسة القديس يوسف العالية (التي عرفت في الوسط الشعبي باسم مدرسة البادري) في كريتر، لأن هناك مدرسة القديس أنطونيو بالتواهي وتسمى بمدرسة البادري (وللتمييز بينهما تعارف الناس على البادري عدن والبادري تواهي).
بدأ اهتمام جعفر عبدالوهاب بالفن في فترة مبكرة واستهوته أغاني معينة مثل أغنية “أول همسة” لفريد الأطرش، وأعجب الفنان الكبير سالم أحمد بامدهف بأدائه وعزف له على العود وهو يغني.
جعفر عبدالوهاب من نجوم «ركن الهواة»:
تردد جعفر عبدالوهاب على برنامج “ركن الهواة” في إذاعة عدن التي افتتحت في 7 أغسطس 1954م وحظي برعاية العديد من الفنانين الذين توسموا فيه مستقبلاً موعودًا في الغناء وطبقته الصوتية بتوصيف الأخ أحمد محمد أمين (ري ديز)، وذلك في الورقة التي قدمها إلى حفل تكريم الفنان جعفر الذي نظمته المكتبة الوطنية بكريتر متمثلة بمديريها العام الكاتب والمبدع عبدالعزيز بن بريك، وذلك يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2014م، وحضره لفيف من أصدقاء الفنان جعفر ومن رجال الأعلام وشقيق الفنان ياسين حسن عبدالوهاب من رجال شركة عدن (والتحق ياسين بذلك السلك عام 1949م).
استنادًا لورقة الأخ أمين فقد التحق جعفر بمدرسة الفنان يحيى مكي الذي علمه أصول الموسيقى وأعطاه أول لحن لأغنية (مع الأحلام) عام 1958م وسجل جعفر في إذاعة عدن أغنيتي (مع الإحلام) و (قللي الزين) للشاعر نجيب جعفر أمان وهو شقيق الراحل الكبير لطفي جعفر أمان، الذي شارك في تقييم أصوات الفنانين ومنهم جعفر الذي حصل على درجة ممتاز من بين المواهب المتقدمة إلى الإذاعة.
**جعفر عبدالوهاب ومحمد رشيد**
بحسب إفادات جعفر وورقة أمين أن الفنان جعفر عبدالوهب تعرف على الصحفي والمبدع محمد رشيد رحمه الله، والذي يعتبر مؤسس هيئة الفنون والتمثيل وكان جعفر يقدم وصلات غنائية وممن شاركوه في الفرقة المبدعون محمد سعيد منصر، ومحمود أربد، ومحمود الحمزي، ومحمد مدي، وكانوا يقومون باحتفالات شهرية في المسرح الوطني الاتحادي بحي القطيع بكريتر، وأسعفه الحظ بأنه غنَّى على مسرح البادري في إحدى الحفلات الرسمية عام 1960م، حيث قدم جعفر أغنية جميلة عنوانها (الليل كله) وهي من كلمات هيثم ناصر ميسري وألحان يحيى مكي، وشارك جعفر الفنان الكبير أحمد بن أحمد قاسم في إحدى الحفلات ولقبه الجمهور بـ“شادي الجنوب”.
**جعفر عبدالوهاب والفنان طه فارع**
في كتابه المرجعي (لمحات عن الأغنية اليمنية الحديثة) للفنان والباحث الفني المعروف طه فارع، كشف بأسماء الفنانين مع باقة أغانيهم والمؤلفين والصحفيين الفنيين، وشمل الكشف فنانين منهم : أحمد قاسم، ومحمد مرشد ناجي، ومحمد سعد عبدالله، وسالم بامدهف، وياسين فارع، وأبو بكر بلفقيه، ومحمد عبده سعد، وعبدالرحمن باجنيد، وعلي أحمد جاوي، ومحمد صالح همشري، ومحمد محسن أحمد، وخرسان خليفة، وأحمد عبدالرحمن أحمد، وفتحية العيطرة، وأبو بكر فارع، وأسكندر ثابت، وبنهة عزيم، ومحمد بن محمد باسويد، وصباح منصر، وجعفر عبدالوهاب، وأحمد ناجي قاسم، ومحمد سعيد منصر، ويوسف أحمد سالم، ومحمد عبده زيدي، ومحمد صالح عزاني، وسعيد أحمد بن أحمد، ومحمد سالم بن شامخ، وطه فارع، وخليل محمد خليل، وحسين فقيه، وأورد طه فارع أغنيتين لجعفر عبدالوهاب وهما (مع الأحلام) و (قللي الزين).
اقطتعت هذه الجزئية من كتاب طه فارع لأبين حيوية وازدهار عدن خلال تلك الفترة وهو دليل على تقدم عدن على سائر حواضر الجزيرة والخليج.
**ماضي جعفر في مستقبل المعلا**
قال لي الفنان جعفر عبدالوهاب أنه مارس هوايته الكروية مع نادي المستقبل الرياضي بالمعلا مع الكابتن معتوق خوباني الذي أكد هذه الحقيقة في كتابه المرجعي (رحلة عطاء وذكريات كروية)، حيث ورد في الصفحة (242) : “تأسس نادي المستقبل الرياضي عام 1952م وعرف فيما بعد بنادي المستقبل الرياضي بالمعلا عام 1960م.
من أبرز مؤسسيه : حسن كنترول، وشهاب الدين إسماعيل، وعبده خوباني، وتوقف عن ممارسة النشاط الرياضي عام 1964م.
أبرز نجومه في فترة الستينات:
1-حسين صوفي
2-عبدالله الرميضي
3-جعفر حسن عبدالوهاب الفنان
4-معتوق خوباني
5-حسن قائد
6-يوسف علي جوجو حارس المرمى
7-سعيد خليدي
8-أمان عبدالله
9-سالم المسحور
10-ناشر علي حسن
**جعفر عبدالوهاب وفي ذكور**
أعجبني في هذا الرجل الأنيق على مدى نصف قرن ويزيد أنه ذكور يحب أن يذكر كل من ساعده وأخذ بيده وذلك وفاء منه ويقول: نعم أنا ثابرت وعشقت الفن ووجدت من يأخذ بيدي ويساعدني ولا أنسى الفنان سالم بامدهف وعلوي السقاف وعبدالحميد سلام، وأحمد ناصر الحماطي والدكتور محمد مهيوب سلطان، وجمال الخطيب، ومحمد رشيد وعبدالله عبدالكريم، وأسكندر عبده قاسم.
حضور النور وغيابه في أغاني جعفر عبدالوهاب:
قال لي جعفر عبدالوهاب أنه قدم عدة أغاني منها: (اسال لي قلبك) و (ياقلبي مالك) و (أنت حر) و (اللي بعدك نار)، وغنَّى عددًا من الديالوجات منها أيش زعلك؟ مع رجاء باسودان.
وهناك (14)أغنية لم تخرج إلى النور فمتى ياجعفر؟
**نجيب محمد يابلي**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى