دعــوة كــرديــة جديدة لحمل الســلاح فــي وجــه الــدولة الإســلامية بســوريا

> سروج «الأيام» دارن بتلر

> أطلق متشددون أكراد في تركيا دعوة جديدة لحمل السلاح للدفاع عن مدينة حدودية في شمال سوريا في مواجهة زحف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في الوقت الذي استعدت فيه السلطات التركية والامم المتحدة أمس الأحد لزيادة كبيرة في تدفق اللاجئين.
وفر نحو 70 ألف كردي سوري إلى تركيا منذ يوم الجمعة الماضي في الوقت الذي استولى فيه مقاتلو الدولة الإسلامية على عشرات القرى قرب الحدود وتقدموا صوب مدينة عين العرب الحدودية التي تعرف بالكردية باسم كوباني.
وقالت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في تركيا كارول باتشيلور إن الرقم الحقيقي قد يكون أكثر من مئة ألف شخص حيث تواجه تركيا واحدة من أكبر موجات تدفق اللاجئين من سوريا منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات.
وأضافت “لا أعتقد أننا على مدى ثلاثة أعوام ونصف مضت رأينا عبور مئة ألف شخص في يومين. هذا يوضح نوعا ما حقيقة الوضع والخوف البالغ الذي يشعر به الناس بسبب الأوضاع داخل سوريا والعراق”.
وقال قائد كردي في المنطقة إن تنظيم الدولة الإسلامية تقدم حتى مسافة 15 كيلومترا من كوباني التي عرقل موقعها الاستراتيجي إحكام المتشددين السيطرة على مختلف أنحاء شمال سوريا.
وقال سياسي كردي من تركيا زار كوباني يوم أمس الأول السبت إن سكان المدينة أبلغوه أن مقاتلي الدولة الإسلامية يذبحون بعض الناس في تقدمهم من قرية لأخرى.
وقال ابراهيم بينيجي نائب حزب الشعوب الديمقراطية المؤيد للاكراد في تركيا لرويترز “هذه ليست حربا بل عملية إبادة جماعية... فهم يدخلون القرى ويقطعون رأس شخص أو شخصين ويفرجون أهل القرية عليها”.
وأضاف “حقيقة هذا وضع مخجل للانسانية”. ودعا إلى تدخل دولي. وتابع أن خمسة من زملائه من أعضاء البرلمان ينوون الاضراب عن الطعام خارج مكتب الامم المتحدة في جنيف للمطالبة بتحرك.
قوات من الأكراد يستعدون لمسلحي داعش
قوات من الأكراد يستعدون لمسلحي داعش
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتابع تطورات الحرب الأهلية إن الاشتباكات استمرت خلال الليل وأسفرت عن مقتل عشرة من المتشددين ليرتفع عدد قتلى تنظيم الدولة الإسلامية إلى 39 على الأقل. وقتل 27 مسلحا كرديا على الأقل.
واستولى تنظيم الدولة الإسلامية على 64 قرية على الأقل حول كوباني منذ بدأ الهجوم يوم الثلاثاء الماضي مستخدما الأسلحة الثقيلة والآلاف من مقاتليه. وقال المرصد السوري إن التنظيم أعدم 11 مدنيا على الاقل يوم أمس الأول السبت بما في ذلك صبيين على الأقل.
وقال طبيب في كوباني يدعى ويلات آفار لرويترز بالهاتف “نحتاج الآن وبشكل عاجل إلى أدوية وتجهيزات لإجراء العمليات الجراحية. لدينا الكثير من المصابين”.
وأضاف آفار “الدولة الإسلامية قتلت الكثير من الأشخاص في القرى. قطعوا رأسي شخصين. شاهدت ذلك بعيني” في إشارة إلى حادث في قرية تشيليبي قرب كوباني.
وجدد حزب العمال الكردستاني -الذي أمضى نحو ثلاثين عاما في القتال من أجل الحكم الذاتي لاكراد تركيا -دعوته لشباب الأكراد في جنوب شرق تركيا لحمل السلاح والتوجه إلى كوباني لانقاذها.
وقال الحزب في بيان على موقعه على الانترنت “إن دعم هذه المقاومة البطولية ليس مجرد دين في أعناق الاكراد بل كل شعوب الشرق الاوسط. فالاكتفاء بتقديم الدعم ليس كافيا ولابد أن يكون المعيار هو المشاركة في المقاومة.
وأضاف البيان “لابد أن تغرق فاشية الدولة الإسلامية في الدم الذي تريقه... وعلى شباب شمال كردستان (جنوب شرق تركيا) أن يتدفق في موجات على كوباني”.
وطرد مئات من قوات الأمن نحو ألفي شخص تجمعوا في المنطقة الحدودية الى الجنوب من مدينة سروج تضامنا مع كوباني لليوم الثالث على الجانب التركي من سور الاسلاك الشائكة حيث عبر كثير من اللاجئين.
وبعد أن أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع المياه لتفريق المحتجين بدأ المتظاهرون مغادرة المنطقة الحدودية في سيارات أو سيرا على الأقدام في حين رشق بعضهم الشرطة بالحجارة.
**تــدفق الـلاجئيــن**
كانت الولايات المتحدة قالت إنها على استعداد لتنفيذ غارات جوية في سوريا لوقف تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية التي استولت أيضا على مساحات كبيرة من الاراضي العراقية وأعلنت قيام خلافة في قلب الشرق الأوسط.
وقصفت القوات الامريكية مواقع للتنظيم في العراق بناء على طلب من الحكومة لكن لم يتضح متى يمكن أن يبدأ القصف في سوريا التي لم تعد الولايات المتحدة تعترف برئيسها بشار الأسد رئيسا شرعيا.
وزادت الدول الغربية اتصالاتها بالحزب السياسي الرئيسي لأكراد سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي منذ حقق تنظيم الدولة الإسلامية تقدما خاطفا في العراق في يونيو حزيران الماضي. وقال الجناح السياسي في الحزب إن لديه 50 ألف مقاتل ويجب أن يكون شريكا في أي تحالف تقوده الولايات المتحدة.
لكن الأحداث قد تثبت أن مثل هذا التعاون صعب بسبب صلات أكراد سوريا بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي منظمة إرهابية بسبب الحملة المسلحة التي شنها في تركيا.
ويتهم حزب العمال تركيا بدعم تنظيم الدولة الإسلامية سرا في إطار استراتيجية لسحق الحركة الكردية وقال في بيان إن أنقرة متواطئة في الهجوم على كوباني في “حرب قذرة”.
وكانت أنقرة أيدت جماعات من المعارضة السورية تقاتل لاسقاط حكم الأسد لكنها نفت بشدة مرارا أنها أيدت الدولة الإسلامية أو أي جماعات متشددة وقالت إنها تمثل تهديدا أمنيا كبيرا لتركيا.
وعرضت محطة إذاعية تبث ارسالها من كوباني أغاني وطنية باللغة الكردية حيث يمكن لسكان في تركيا الاستماع إليها في سياراتهم. وأذيعت أيضا تسجيلات لقائد حزب العمال الكردستاني مراد كاراييلان لتعزيز الدعوة لحمل السلاح.
وقالت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين والسلطات التركية إن الاستعدادات جارية لاحتمال تدفق مئات الالوف من اللاجئين في الايام المقبلة.
وقالت المفوضية إن الاستقرار النسبي في كوباني خلال معظم فترة الحرب السورية أدى إلى لجوء 200 ألف من النازحين إليها قبل تقدم مقاتلي التنظيم صوبها.
وقال انطونيو جوتيريس مفوض الامم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين “هذا التدفق الهائل يوضح مدى أهمية إتاحة مجال للجوء للسوريين والحفاظ عليه بالاضافة إلى ضرورة حشد الدعم الدولي للدول المجاورة”.
وقد انسحبت القوات الكردية من 100 قرية على الاقل على الجانب السوري منذ بدأ هجوم المتشددين يوم الثلاثاء.
ودعا زعيم أكراد العراق يوم الجمعة مسعود البرزاني إلى تدخل دولي لحماية كوباني من زحف الدولة الإسلامية وقال إنه يجب ضرب المتشددين والقضاء عليهم أينما وجدوا.
وقالت جولتان قيشاناق رئيسة بلدية ديار بكر كبرى مدن منطقة جنوب شرق تركيا التي تقطنها أغلبية كردية “الناس الموجودون هنا اليوم .. شبانا وشيوخا .. نساء وأطفالا .. جميعهم مستعدون لعبور الحدود إلى كوباني للدفاع عنها”.
(إعداد أحمد حسن - تحرير سيف الدين حمدان)-رويترز.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى