في خطاب ألقاه من صعدة وتم نقله عبر شاشات عملاقة .. عبدالملك الحوثي:الجيش أثبت وطنيته ورفض أن يكون أداة بيد المجرمين لضرب الشعب

> صعدة / عدن «الأيام» استماع

> اعتبر عبدالملك الحوثي سيطرة أنصاره بشكل شبه تام على صنعاء، انتصارا لما أسماها “الثورة الشعبية” وإرادة الشعب اليمني، وقال: “إن هذه الثورة المنتصرة تحرك فيها الشعب بوعي وقناعة وصبر وتضحية، ولم تأت الأموال للثائرين من دولة هنا أو هناك، بل بالمجهود الشعبي الذي مول هذه الثورة”.
وفي خطاب ألقاه من صعدة وتم نقله عبر شاشات عملاقة أمام مؤيديه الذين احتشدوا في ميدان التحرير بوسط صنعاء، أشار الحوثي إلى دور الجيش في دعم أنصاره وقال: “أثبت الجيش وطنيته والتحامه بالشعب وأنه واع لطبيعة مهمته المقدسة ودوره الحقيقي حينما رفض أن يكون أداة بيد المجرمين لضرب الشعب، فلم يخضع لها ولم يتورط كما أريد له بل اتخذ الموقف الشريف والمشرف بل كان للشعب ومع الشعب وفي بداية الصفوف”.
وأضاف: “ولا ننسى الدور العظيم للجان الشعبية التي توجت المرحلة الثورية الثالثة والأخيرة بخطوة فاعلة ومؤثرة وحاسمة أزالت بقوة وبإذن الله وبجهد الشعب عقبة كبيرة أمام هذه الثورة وأمام القرار السياسي”.
وتحدث عبدالملك الحوثي في خطابه عن إنجازات “الثورة الشعبية” حيث أشار إلى أن “أهم إنجازات الثورة أنها أزالت عقبة وعائقاً من أخطر العوائق التي كانت تحول دون بناء دولة عادلة”، مبينا “أن ذلك العائق كان متمثلاً بأكبر وأخطر قوى النفود المتغلغلة بمؤسسات الدولة بقيادة (علي محسن الأحمر) الذي كان يسعى لفرض إرادته فوق إرادة الشعب ويتحالف مع قوى خارجية بغية إخضاع الشعب والهيمنة على قراره”، لافتا إلى إمكانية “تحويل مقر الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة مع استرضاء الملاك الحقيقيين، وأن يطلق عليها اسم (حديقة الـ21 من سبتمبر)”.
وأوضح الحوثي أن “القاعدة هي صنيعة الاستخبارات الأجنبية وتلعب دوراً تدميرياً وهداماً، وأن التحدي الأمني المتمثل في خطر القاعدة وأخواتها ومن يمكن أن يكون أذيالاً لها هو التحدي الأكبر”.
وقال زعيم الحوثيين (أنصار الله): “إن الفاسدين هم من يمكن أن يعتبروا أنفسهم فلا ضرر”، داعيا جميع المكونات والقوى السياسية لأن “تؤمن بمبدأ الشراكة الذي بات ضرورة لإصلاح الوضع في البلاد وبات أساساً متفقا عليه ومقراً من الجميع لإدارة شؤون البلد”، مؤكدا “أن الشراكة هي التي تجسد العدالة ويمكن أن تكون هي قواعد للعدالة”، حد قوله.
ووجه عبدالملك الحوثي دعوة “أخوية وصادقة” إلى حزب الإصلاح، وقال: “إن أيدينا ممدودة للسلام والإخاء والتفاهم، وإن الإصلاح كحزب يمكن له أن يعيد لحمته مع الشعب ومع هذه الثورة من خلال ما تم الاتفاق عليه في اتفاق الشراكة الوطنية”.
وفي ما يتعلق بالقضية الجنوبية، قال زعيم أنصار الله: “من أهم العوامل التي تساعد في التغلب على التحديات حل القضية الجنوبية وإنصافها، فهي لحد الآن لم تجد أي إنصاف، ونؤكد أننا مع إخواننا في الجنوب حتى حل قضيتهم”.
واشار الى أن المرحلة الراهنة هي مرحلة بناء دولة عادلة وهذا يتطلب تكاتف وتعاون الجميع، مشيرا الى ان هذا الانتصار للثورة لن يتحقق بشكل كامل الا عندما نرى في اليمن دولة عادلة تحقق للشعب العدل والأمن والرفاه الاقتصادي وكل ما يصبو اليه، مؤكدا على ضرورة أن يستمر الشعب اليمني في ثورته، ويمكن أن يخفف الشعب من التصعيد إذا بدئ بتنفيذ مطالبه، لافتا إلى أنه لا يجوز ولا ينبغي نهائيا أن يغفل الشعب عن الواقع السياسي وأن نحرص على رصد واقعنا السياسي.
جموع من أنصار الحوثي تستمع لكلمة عبدالملك بصنعاء أمس
جموع من أنصار الحوثي تستمع لكلمة عبدالملك بصنعاء أمس
وحذر عبدالملك الحوثي من أي مؤامرة تستهدف المؤسسة العسكرية في الألوية المتواجدة في سائر المحافظات وبخاصة مأرب والبيضاء، وقال: “إننا نشتم من البيضاء رائحة مؤامرة تستهدف النيل من الألوية العسكرية الموجودة هناك بغرض تسليمها لقوى الإجرام من القاعدة وغيرها”.
وختم زعيم الحوثيين خطابه بالتأكيد على عدد من القضايا الرئيسية، حيث أوضح بأن هدف الثورة هو تحقيق المطالب المشروعة المحددة وإقامة العدل وإرساء مبدأ الشراكة والتخلص من الاستبداد والاستئثار والفساد، وقال: “لسنا في وارد تصفية الحسابات مع أي مكون سياسي ولسنا بصدد الثأر والانتقام من أي مكون”.
وأضاف: “إن الثورة تعبر عن كل اليمنيين بكل فئاتهم ومذاهبهم ومكوناتهم، وإني أدعو جميع المكونات والقوى إلى تجسيد قيم التسامح والتعاون، فالبلد يتسع للجميع، وقلوبنا مفتوحة وأيدينا ممدودة إلى كل المكونات بلا استثناء ومسؤوليتنا جميعاً واحدة وهي بناء دولة عادلة”.
وأكد على ضرورة تنفيذ اتفاق الشراكة الوطنية الذي تم التوقيع عليه كونه لبى المطالب الشعبية وأسس لصيغة سياسية ووطنية جديدة قائمة على أساس الشراكة بدلاً من الإقصاء، وتضمن مضامين ذات أهمية كبيرة على المستوى السياسي والاقتصادي.
وفي ما يتعلق بمخرجات الحوار الوطني شدد على ضرورة تنفيذها من قبل الجميع، مؤكدا أن تنفيذ تلك المخرجات سيكفل تصحيح المرحلة الانتقالية وبناء الدولة العادلة المنشودة، ويحقق الاستقرار السياسي في البلاد، باعتبار أن هذا الاتفاق صار عقداً اجتماعياً وسياسياً ملزماً لكل الأطراف، ولقي ترحيباً إقليميا ودوليا.
وقال: “إن كل ما يريده شعبنا هو أن يعيش بحرية وكرامة وأمن واستقرار وأن ينعم بخيراته وثرواته ومقدراته، وأن يتخلص من حالة البؤس والحرمان التي سببها أهدار ثرواته وخيراته”.
وعلى المستوى الخارجي أكد الحوثي أن اليمن ينشد “أحسن وأطيب العلاقات مع كل محيطه العربي والإسلامي ويحترم بإعزاز كل الروابط التي تربطه بجميع الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها دول الجوار ومستعد للإسهام إيجاباً في السياسة الخارجية وبما يعزز التفاهم والإخاء والأمن والاستقرار، وقال: “اليمن لا يشكل تهديداً في إطاره العربي والإسلامي ولكنه يصر على أن تحترم إرادته واستقلاله خاصة وأنه قد رسم سياسته الإيجابية على المستوى الدولي في إطار مخرجات الحوار الوطني”.
ودعا الحوثي أبناء الشعب اليمني لإقامة صلاة الجمعة المقبلة (جمعة النصر) لتأكيد الإصرار على استكمال ما تم الاتفاق عليه حتى يصبح قيد التنفيذ، مؤكدا الحرص على أن تكون المرحلة القادمة مرحلة مستقرة، داعيا سكان صنعاء للاطمئنان على الوضع الأمني، وأن يساهم الجميع في تعزيز الاستقرار والأمن، حاثا المؤسسة الأمنية والعسكرية على أن تقوم بواجباتها جنباً إلى جنب مع السكان ومع اللجان الشعبية لإرساء الأمن والاستقرار ومواجهة أي مؤامرات تستهدف النيل من أمن واستقرار العاصمة واليمن عموما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى