فــي حضــرة (أعــز الناس)

> عوض بامدهف

> من منَّا لم تحرك مشاعره وأحاسيسه تلك الأنغام العذبة والألحان الشجية والشدو الجميل والكلمات البسيطة التي تحمل أعمق الدلالات والمعاني والتعابير الصادقة والمعبرة والتي تمس شغاف القلوب وتحرك كوامن العاطفة الرقيقة والشفافة.
إنه أحد عمالقة الفن والغناء والطرب في بلادنا، ومن أبرز علامات الزمن الذهبي الأصيل والجميل (عندليب الفن والغناء الفنان الكبير الراحل محمد سعد عبدالله).. الذي مثل لونه الغنائي المتفرد متنفسا لكل من داعب الحب والعشق والهوى قلبه وفؤاده وجوارحه، ولكل عاشق ومحب أفنى أحلى سنوات العمر في أتون لواعج الشوق واللوعة والهجر والضنى، ونادرا ما كان القدر رؤوفا وعطوفا به بمنحه لحظات عابرة من الصفاء والالتقاء الحميم والود والحب الصافي الزلال، فوجد في أغاني وإبداعات بن سعد السلوى وخير عزاء له.
الفنان المرهف الإحساس والقدير (محمد سعد عبدالله) أسهم من خلال تقديم لونه الغنائي المتميز والفريد الذي حمل سمات السهل الممتنع.. أسهم ولفترة طويلة من الزمن في تشكيل وإغناء وجدان الشعب الفني عبر تقديم جملة من روائع الغناء اليمني البديع.
وفي رحلته الفنية الحافلة والزاخرة بكل بديع وجميل، وممتع قدم خلالها الفنان القدير (محمد سعد عبدالله) باقة زاهية من الروائع الغنائية الخالدة في وجدان وذاكرة الشعب والمتلقين، والتي أبدع في تقديمها فناننا الكبير في قوالب شجية وممتعة من ألوان السهل الممتنع، وذلك بعد نجاحه الكبير في القيام بعملية موفقة في إنزال الحب من برجه العاجي العالي ليجعله في متناول البسطاء الذين عبر عن أحاسيسهم الفنان القدير بكل صدق ومنتهى البساطة، ترجم ووصف أدق تفاصيل مشاعرهم الرقيقة والدافئة.
كما حلق (بن سعد) بنجاح ملحوظ وكبير في فضاءات ألوان الغناء، وتنقل بإبداع باهر في رياض ألوان الغناء العدنية واللحجية والصنعانية واليافعية والحضرمية، وكان الإبداع والتألق والنجاح حليفه في تحليقه الموفق في كل ما قدمه من روائع غنائية أضافت الكثير من التميز والإغناء والتطريب.
وفي هذا التناول المتواضع نقتطف هنا من حديقة (بن سعد) الغناء والوارفة الظلال الشيء اليسير مما حوته هذه الحديقة من روائع وإبداعات، وذلك على سبيل المثال والدلالة لا الحصر.. ومن هذه الروائع: (محلى السمر جنبك) و(مابا بديل) و(ردوا حبيبي) و(كلمة ولو جبر خاطر) و(أشتي أشوفك) و(أنا أقدر أنساك) و(من بلي بالهوى) و(مشتاق) و(كلمة عتاب) و(أعز الناس) و(أيش همني) و(غيروك الناس) و(خلي الدلع ينفعك) و(وعد الحر دين) و(يقرب الله لي بالعافية والسلامة) و(مشتيش أشوفك) و(سلموا لي على خلي كثير) و(يوم الأحد) و(خلاص نساك البال) و(راعي لي وباجيلك) و(لهيب الشوق) وغيرها من الروائع الغنائية الجميلة، هذا بالإضافة إلى عدد من الأغاني الوطنية الهادفة.
رحم الله فناننا القدير (محمد سعد عبدالله) وجزاه خير الجزاء لما قدمه من إبداع وروائع وعطاء جزيل.
وعذرا على تقصيرنا الكبير في حقك (يا أعز الناس).

**عوض بامدهف**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى