شــبح الطــائفيـة يغتــال بلــقيس

> إدريس الحميري / صنعاء

> هدير المدافع أصبح هو الترانيم التي نسمعها مع كل إشراقة شمس ولحظة غروب، هاجر الطير المعشعش فوق سطح ذلك الكوخ، ولم يترك حتى ترنيمة وداع، عذراً بلقيس فشظايا الطائفية تكاد تقضي على ما تبقى من حمام هذا الحي لندخل مرة أخرى في عصر الجاهلية.
تتسع رقعة الفقر بقوة في اليمن بين فئات المجتمع ضمن دوامة لن تتوقف مادامت نفس القوى التقليدية تلعب بمقدرات هذا الشعب وتبقينا في صراع مستمر وتقضي على الحداثة التي من شأنها بناء مجتمع متكافئ ضمن دولة مدنية حديثة تتبنى فئات المجتمع بكل طوائفة ضمن وطن واحد دون مميزات عنصرية.
البقاء ضمن إطار منغلق داخل دوامة الطائفية يجعل الوطن يهوي إلى حروب لن ينتصر فيها أحد.. وحدهم البسطاء هم الضحية، هم من يقفون بين الشظية والقضية دون أن يدرك الكثير منهم أن الحروب والعنصرية والطائفية لن تمنحهم مواطنة متكافئة ضمن إطار وطني موحد خال من الصراعات والنزاعات الطائفية، ودحرالجهل المنتشر وسط شرائح المجتمع الذي يقتل الإنسان، ذلك الإنسان الذي ينظر للحياة بوجه مسؤول يبدع أكثر مما يتلقى، عندها فقط سنصل لدولة مدنية تلك الدولة التي يتطلع إليها أغلب الشرائح في هذا المجتمع المغلوب على أمره منذ عقود لغة الحروب لن تستطيع القضاء على مشروع الدولة المدنية التي يتطلع إليها أبناء هذا المجتمع، صنم الطائفية سيسقط على أعتاب الحقيقة المنشودة لهذا المجتمع المتطلع بشغف للحداثة.
هل يكفي يا وطني أن أحمل فأسي مطرقتي والمنجل لأحطم الطبقية تلك الأصنام لتختلط الألوان.. (الأبيض والأسمر والأسود)؟ أحترق يا وطني بالساعات، ثورة بركان في صدري تنفث بالألوان ألوان ترابك، أقف أمام الموج الأزرق أبحر ضد التيار صوب النجمة، حيث الأرض نحو ثراك أتشبث بالنجمة كي لا تغرق بلقيس كي لا تهلك.
إدريس الحميري / صنعاء

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى