عـدن بين سعير ارتفــاع سعر الأضحيــة وغــلاء متطلبات العيد

> تقرير/ وليد الحيمدي

> ليس هناك هم يؤرق المواطنين هذه الأيام من ارتفاع أسعار قيمة الأضاحي التي تجاوزت حدها المعقول، وفاقت مقدرة المواطن في هذا البلد الذي يعيش معظم أفراده تحت خط الفقر المدقع، هذه الأيام بينما يمم المرء وجه تجاه أي سوق خاصة ببيع الأضاحي لن يجد فيه شيئاً يسره، وإن كانت أسواق عدن هي الأكثر ارتفاعاً وجنوناً في قيمتها، سوق السيلة واحد من هذه الأسواق التي تشهد أسعاراً جنونية في أسعار الأضاحي، إذ تجاوزت فيه أسعار الأضاحي المستوردة من الصومال هذا العام 40 ألف بعد أن كان لا يتجاوز الـ20 ألف في الأعوام الماضية، في حين بلغت قيمة الثور 400 ألف بضعف قيمته السابقة، كما تأخذ منحى احتكاري كلما قرب موعد العيد، وهو مايزيد من خناق الموظفين الذين يشكون كثير منهم تأخر صرف مرتباهم.
محمود العليمي، وهو مستورد عبر عما تشهده الأسواق من ارتفاع في أسعار الأضحية بالقول: “إن ارتفاع أسعار الأضاحي في هذا الموسم ناتج عن الأحداث التي شهدتها البلاد في المرحلة الأخيرة، بالاضافة إلى ارتفاع تكاليف التربية والنقل”، ولهذا يشعر المشتري بارتفاع قمة الأضحية، كما يقلل فرص الربح لدى التاجر.
مواطنون كثر من متسوقي هذا السوق عبروا عن انزعاجهم وتذمرهم من ارتفاع أسعار الأضاحي لهذا العام بشكل جنوني، وما يرافقها من احتكار وتلاعب بأسعارها من قبل التجار.
الطالب مروان محمد عبد العزيز من جهته تحدث عما يتعرض له المواطنون في هذا الموسم من استغلال من قبل تجار الأضحية قائلا: “ما تشهده الأسواق الخاصة ببيع الأضحية من ارتفاع جنوني هو ناتج عن استغلال التجار من موردي هذه الأضحية”.
**استغــلال**

بدوره تناول الاقتصادي عيسى بن حمدة لموضوع الأضاحي، وما تشهده من استغلال وارتفاع في قيمتها من منظور اقتصادي، حيث قال: “إن تجارة المواشي والأغنام تعد من المهن التي تلقى رواجا على فترات من كل العام وتزداد ذروة نشاطها خلال المناسبات والأعياد، خصوصاً هذه الأيام مع قرب عيد الأضحى ومن الملاحظ أن أسعار اللحوم في هذه فترة تكون في ار تفاع وتزايد مستمر كلما اقترب وقت عيد الأضحى الذي يعرف (بـعيد الأضاحي) تكون أسعار اللحوم الحيوانات الماشية تخضع للمتغيرات السوق، ولعلى أهمها قانون العرض والطلب التجاري والذي ينص على أنه كلما ازاد الطلب من قبل المستهلكين من الإقبال على شراء اللحوم على العرض للبيع من اللحوم من قبل تجار الحيوانات الماشية وأصحاب محلات بيع اللحم (الملاحم) زاد السعر والزيادة تكون بنسب متفاوتة حسب بيئة السوق وجودة ونوع اللحوم المعروضة للبيع، وغالباً ما تكون في حدود من (20 % إلى 45 % تقريباً) وجودة نوع اللحوم المعروضة للبيع، ووفقاً للسوق الماشية ووجود آلية التنافس بين المحلي (البلدي)، والمستورد من دول القرن الأفريقي كالصومال والذي بلغ هذا العام 50 ألف قيمة (الكبش والتيس) المستورد منها، وذلك لزيادة حدة التنافس وتحكم التجار والموردين بأسعارها، من الداخل والخارج تحت ذرائع عدة كارتفاع رعي وتربية المواشي وأجور العمال، وكذا كلفة النقل والمواصلات، لا سيما من المناطق البعيدة من المحافظة ذرائع اتخذها التجار لتبرير ارتفاع أسعار الماشية، والتي راح ضحيتها المواطنون، ولهذا نطالب الجهات ذات العلاقة بأن تقوم بدورها في تحديد الرقابة وتحديد سعر يرضي كلا الطرفين بعيداً عن الاحتكار والاستغلال.
**عيد رغم الفقر والمعاناة**

الناشط الاجتماعي علاء العرجي قال: “رغم الفقر والمعاناة التي يعيشها المواطن في هذه محافظة عدن إلا أن هناك من يعمل جاهدا لإدخال البسمة إلى نفوس الأطفال والمحتاجين، وذلك من خلال ما تقوم به الجمعيات ومنظمات الخيرية والاجتماعية من توزيع لحوم الأضاحي، ويضيف العرجي “رغم ما تقدمه هذه الجمعيات من أعمال خيرية في هذا المجال، إلا أن هناك بعض التقصير والتمييز من بعضها، وذلك لما يرافق عملية التوزيع لهذه الأضحية من محاباة، حيث إن هذه الأضاحي لا تذهب إلا لمناصريهم ومن ينتمون إلى هذا الحزب فقط”.
وكان عدد من الموظفين قد ناشدوا قيادة محافظة عدن في الأيام الماضية بـ “ضرورة التدخل السريع، ومراعاة ظروف الموظفين لوقف التحايل الذي يمارس عليهم جهارا من قبل هؤلاء التجار ممن يبيعون بالأجر الآجل لأضحية هزيلة لا يتناسب سعرها مع السعر الفعلي”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى