الفنان عـصام خـليـدي.. لك الـمحبـة والتقـديـر

> طه بامطرف

> يعتبر الفنان عصام خليدي من الفنانين البارزين في مجال الغناء عامة والغناء العدني بشكل خاص، ويذكرني بجيل الرواد الأوائل مثل الفنان خليل محمد خليل وأحمد بن أحمد قاسم والمرشدي ومحمد سعد عبدالله وسالم بامدهف ومحمد عبده زيدي.
وسلك الفنان عصام خليدي طريقا خاصا به مستفيدا من التراث الشعبي الفني اليمني بكل ألوانه: العدني، الصنعاني، اللحجي، التهامي، اليافعي والتعزي.. كيف لا، وهو ابن عدن، وعدن أنجبت كبار الفنانين المبدعين في الغناء والموسيقى، ناهيك عن الفنون الأخرى، واحتضنت الفنانين من كل مناطق اليمن منذ أربعينات القرن الماضي، وظهر وانتشر أكثر ألوان الغناء اليمني ـ في اليمن والوطن العربي ـ عبر إذاعة عدن وتلفزيون عدن منذ الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي.
سطع نجم فناننا الرقيق والمحبوب عصام خليدي في منتصف السبعينات من القرن الماضي.. وكانت أولى أغانيه (ياما سألت العين) من ألحان الفنان الراحل محمد عبده زيدي ـ رحمة الله عليه، وأغنية (وربي ما تجاهلتك).. لقد تأثر الفنان عصام خليدي بفنان الشعب الكبير الراحل محمد مرشد ناجي ـ رحمة الله عليه، وأيضا تأثر بالفنانين الكبار الآخرين كأحمد قاسم وسالم بامدهف ومحمد سعد عبدالله ومحمد عبده زيدي وغيرهم.
وأنا في فترة معينة كنت شخصيا أراه يشبه ـ مع فارق خصوصية الصوت والنبرات للطبقات الصوتية، إلى حد ما ـ فناننا الراحل محمد صالح عزاني.
وذات يوم قلت لوالده المهندس سعيد خليدي يا أبا عصام إن ابنك الفنان عصام يذكرني بالفنان الراحل العزاني، ابتسم الوالد المحترم ورد قائلا: هذا ليس رأيك وحدك فقط، سمعت آخرين غيرك يقولون ذلك، ولكنني أقول ـ من خلال مقالتي هذه ـ إن الفنان القدير عصام خليدي ليس نسخة تقليدية مكررة لأي فنان كان ظهر من قبله ولا حتى شبهه.
الفنان عصام خليدي تأثر كأي فنان آخر يتأثر تاثيرا معينا بالفنانين، ولكنه شق لنفسه طريقا خاصا به ويميزه عن الفنانين الآخرين.
والطريق الخاص والمميز للفنان عصام خليدي هو أنه فنان مبدع وغير تقليدي وصوته جميل وعذب للغاية، وهو دارس للموسيقى وقواعدها دراسة جيدة.. وإلى جانب ذلك فهو مثقف بكل ما تحمله معنى كلمة (مثقف).. ولست أنا ـ حاش لله ـ ممن أمنح هذه الصفات لأحد، ولكني اجتهدت في توصيفي له ولإعطائه حقه كما أراه أنا شخصيا.
قرأت له عدداً من المقالات التي كتبها في الصحف في مجال الفن والموسيقى فأدركت مدى اطلاعه وإلمامه بشئون الفن والغناء والموسيقى.
كتب مقالة عن فنان الشعب الكبير الراحل محمد مرشد ناجي ـ رحمه الله ـ ويمكن وصف هذه المقالة بالدراسة وليس بالمقالة العادية كالتي أكتبها هذه عن عصام.
يكتب وكأنه مدرس في الموسيقى وأديب وصحفي في آن واحد.
قرأت للفنان عصام خليدي عددا من المقالات الأخرى في صحفنا أحسست بأنه واسع الاطلاع والمعرفة، ليس في مجال الفن والغناء اللذين اشتهر بهما فحسب، بل وفي مجالات أخرى.. ومن خلال كتاباته تلك شعرت أنه لو امتهن الصحافة لكان صحفياً مقتدرا ومشهورا من الطراز الأول، ولو اجتهد في كتابة الشعر لكان شاعرا كبيرا.
إن الفنان عصام خليدي لديه من الثقافة ما يمكنه من أن يكون فنانا رائعا ومتعدد المواهب دون مبالغة أو مجاملة.. ضف إلى ذلك أن هذا الرجل الفنان الرائع الذي يستحق منا كل المحبة والتقدير ذو أخلاق حميدة أدبية.. وتواضعه وبساطته وحسن سلوكه واحترامه للناس كل ذلك جعله فعلا محل إعجاب وتقدير ومحبة كل الناس الذين يعرفونه من قرب أو عن بعد، ويشار إليه بالبنان.. هذا هو الفنان القدير والمحبوب عصام خليدي.. فلك المحبة والتقدير.
**طه بامطرف**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى