> دخلت ثورة الجنوب منذ أسبوع مرحلة الحسم، وصار للثوار مخيمات ثابتة تشبه مخيمات ثورات الربيع العربي التي أطاحت بعدة أنظمة وحكام عرب، وقد جاء هذا الاعتصام المفتوح تتويجاً لمليونية الحسم التي دعت إليها قيادات الثورة، وشارك فيها عموم أبناء الجنوب في ساحة العروض بعدن إحياء للذكرى الـ51 للثورة الأكتوبرية ضد الاستعمار البريطاني.
مليونية اعتبرتها كثير من الأوساط المحلية والعربية والدولية بمثابة استفتاء جنوبي على رفض الوحدة اليمنية التي قامت بين نظامي اليمن الديمقراطية الشعبية والعربية اليمنية في 22 مايو عام 90م، والتي سرعان ما انتهت بحرب صيف 94م.
«الأيام» زارت ساحة الاعتصام المفتوح في ساحة الحرية بعدن والتقت عددا من الثائرين، وخرجت بالحصيلة التالية.
يتزايد المعتصمون في ساحة الاعتصام بساحة العروض يوماً بعد يوم، ومعها يتزايد نصب الخيام في إطار التصعيد الثوري الذي أعلنه قيادة الثورة الجنوبية والرامي لاستعادة الدولة، وعن هذا الاعتصام والهدف الرئيسي منه أوضح رئيس خيمة اعتصام أبناء مضاربة الصبيحة بلحج في ساحة العروض بخورمكسر عدن الدكتور علي عمر الصبيحي أن “الثورة الجنوبية ليست وليدة اللحظة بل يعود تاريخها إلى بداية تسعينات القرن الماضي، وذلك بعد أن ثبت فشلها بحرب صيف عام 94م، ولهذا ما يجري اليوم هو ثورة حقيقية خالصة أثبتت حضاريتها وسلميتها واستحقت أن تطلق عليها رائدة الثورات في الوطن العربي”.
وأضاف أن “شعب الجنوب المناضل سيواصل ثورته التي سقط من أجلها آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين حتى يحقق هدفه المنشدود في استعادة الدولة الجنوبية، كما أنه يرفض أي تدخل أو قيد على قضيته سواء كانت تلك القيود وفق أجندة محلية أو إقليمية أو دولية”
وواصل الصبيحي “يجب على كل جنوبي في الداخل والخارج استشعار المسؤولية الجادة والصادقة تجاه قيادة المرحلة الحالية حتى إيصالها إلى بر الأمان ليحقق شعب الجنوب ما يصبو إليه، باستعادة الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن، والابتعاد عن التشرذم والاختلاف الذي لا يخدم القضية بقدر ما يضرها ويؤخر النصر المنشود”.
كما طالب في ختام حديثه اللجان الخاصة بساحة الاعتصام بـ“اليقظة والتنبه وإدارة الأمور وحلها بتفهم وحسم”.
**استشعار المسئولية**
الشيخ فيصل راشد سيف القصيري أحد المعتصمين عبر لـ «الأيام» عن مشاركته في الاعتصام بالقول: “إن شعب الجنوب خرج في هذه الثورة ويشارك باستمرار في فعالياتها بإرادته لاستعادة الدولة التي ستحفظ له العيش الكريم ولم يخرج يشارك فيها من اجل الحصول على اغراض مادية أو معنوية دنيئة”.
وطالب القصيري في سياق حديثه جميع اللجان الخاصة في ساحات الاعتصام المفتوحة بـ“استشعار المسئولية الملقاة على عاتقها كتأمين المتعصمين وتوفير احتياجاتهم الاساسية وكذا العمل على خلق روح الوئام والانسجام فيما بين المعتصمين والابتعاد عن كل ما من شأنه ان يعكر صفو الاعتصام”.
**المرحلة الأخيرة**

الضابط صالح محمد باصم البديلي (متقاعد قسرا) قال: “إن الهدف الرئيس والوحيد الذي يناضل من اجل تحقيقة أبناء شعب الجنوب هو استعادة الدولة الجنوبية وذلك لبناء دولة مدنية حديثة تضمن لكل ابنائها من المهرة إلى باب المندب العيش الكريم”.
وواصل بالقول: “لقد دخل الجنوب بدولته في وحدة مع العربية اليمنية عام 90م وكان يهدف منها أن تكون وحدة لكل أبناء الدولتين الموحدتين ولكن مع الأسف سرعان ما فشلت هذه الوحدة بعد أن هيمنت عليها العقلية القبلية”.. مضيفاً “مؤخراً ثبت للعالم اجمع استحالة استمرار هذه الوحدة للاختلافات الكبيرة بين العقلية القبلية في الشمال والنظام المدني في الجنوب”.
واختتم بالقول: “لقد دخل شعب الجنوب بمليونية الحسم مرحلة نضال جديدة واخيرة في اطار الثورة الجنوبية المنادية باستعادة الدولة”.
**يجب التعقل**

المهندس اليزيدي بدوره عبر عن اعجابه بطاقات الشباب المتقدة، داعياً اياهم إلى “الثبات والاخلاص وعدم التأثر بالاساليب الاستخبارية التي تحاول جرهم إلى مناح أخرى وكذا عدم الاندفاع وراء أي تصرفات لا تخدم خطط واهداف الاعتصام الحضاري المفتوح والعمل بأي رأي جنوبي يحقق المراد”.. مبشراً في ختام حديثه بـ“قرب النصر”.
**ضرورة الاصطفاف**
هيثم قاسم بن قاسم صالح الحالمي قال: “لقد كانت المليونية مليونية الحسم، ولهذا يجب أن يواصل هذا النجاح من خلال التصعيد والاعتصام المفتوح الذي تشهده حالياً الساحة الجنوبية”.
ودعا الحالمي في سياق حديثه لـ“الأيام” إلى “ضرورة الاصطفاف الوطني بين أبناء الشعب الجنوبي كون الدولة لن تستعاد الا بوحدة الصف لا بالركون إلى دول الجوار ومجلس الأمن”.
وفي ختام كلامه طالب “كافة أبناء الجنوب في الداخل والخارج لا سيما الميسورين ورجال المال والاعمال بدعم ساحات الاعتصام المفتوحة، كل حسب مقدرته”.
**رسائل هادفة**
الشاب نبيل محمد الحدي وهو أحد المعتصمين في الساحة أدلى بإفادته قائلا: “لقد أكدت مليونية الحسم والتي كانت ناحجة بكل المقاييس بأن شعب الجنوب مُصر على تحقيق كامل اهداف ثورته السلمية ولن يحيد دون هدفها المنشود قيد انملة”.
ووجه الحدي في ختام كلامة عددا من الرسائل لعدد من الجهات، توجه بالاولى إلى “القيادات الامنية والعسكرية والمدنية من أبناء الجنوب ودعاهم فيها لسرعة الالتحام مع شعبهم”. كما توجه برسالة ثانية إلى جماهير الشعب داعياً اياهم إلى “ضرورة التلاحم والتعاضد للوصول إلی الهدف المنشود والمتمثل باستعادة الدولة”. واختتم رسائله بدعوة “قيادات الثورة الجنوبية في الداخل والخارج للارتقاء إلی مستوی طموح الشعب وذلك لمواكبة الزخم الثوري”.
**الجنوب حسم أمره**
«الأيام» اختتمت جولتها الاستطلاعية بساحة الحرية (العروض) في خورمكسر بعدن مع رئيس مجلس الثورة الاعلى بمضاربة لحج العميد ركن محمد علي راجح الصبيحي (متقاعد قسرا) والذي بدوره قال: “إن الواقع يعبر عن نفسه والجنوب قد حسم امره وصار على مرمى حجر من استعادة دولته”.