تـركـيـا تـسـهـل مـرور مـقـاتـلـي الأكـراد الـعـراقـيـيـن إلــى كـوبــانــي

> أنقرة/بيروت «الأيام» جولسن سولاكر وتوم بيري

> قالت تركيا أمس الاثنين إنها ستسمح بمرور مقاتلي البشمركة الأكراد العراقيين إلى كوباني لمساعدة الأكراد السوريين في الدفاع عن المدينة في مواجهة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في الوقت الذي قام فيه الجيش الأمريكي بأول عملية إسقاط جوي منذ بدء القتال قبل أكثر من شهر لدعم المدافعين عن المدينة بالسلاح.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن الجيش الأمريكي أسقط جوا أسلحة وذخيرة وإمدادات طبية الليلة قبل الماضية للأكراد الذين يحاولون صد هجوم مقاتلي التنظيم المتشدد الذين سيطروا على مناطق كبيرة في سوريا والعراق.
وبلدة كوباني التي تعرف أيضا باسم عين العرب تتعرض لهجوم من تنظيم الدولة الإسلامية وهي محاصرة من ثلاث جهات هي الشرق والغرب والجنوب ويحدها من الشمال الأراضي التركية.
وفي عملية الإسقاط قالت القيادة المركزية في بيان إن طائرات من طراز سي-130 تابعة لسلاح الجو الأمريكي “سلمت أسلحة وذخيرة وامدادات طبية وفرتها السلطات الكردية في العراق واستهدفت تمكين مواصلة التصدي لمحاولات تنظيم الدولة الإسلامية للاستيلاء على كوباني”.
ودفعت تركيا بدباباتها إلى تلال تشرف على كوباني غير أن الحكومة التركية ترفض حتى الان مطلب الأكراد السوريين لفتح ممر بري حتى تستطيع كوباني الحصول على امدادات إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق أوسع نطاقا مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي للتدخل في الحرب الأهلية السورية قائلة “إن تحرك دول الحلف يجب أن يستهدف أيضا الرئيس السوري بشار الأسد”.
لكن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال أمس الاثنين ان تركيا تسهل مرور قوات البشمركة الكردية التي حاربت أيضا قوات الدولة الإسلامية حين هاجم مقاتلو التنظيم منطقة كردستان العراق شبه المستقل في شمال البلاد في الصيف.
وكان جاويش أوغلو يتحدث في مؤتمر صحفي ولم يذكر أي تفاصيل تتعلق بنقل المقاتلين.
وقوبل رفض أنقرة التدخل في المعركة ضد الدولة الإسلامية بخيبة أمل في الولايات المتحدة.
كما أدى إلى تفجر اضطرابات كردية دامية في جنوب شرق تركيا بعد ان غضب الاكراد من رفض أنقرة مساعدة كوباني أو على الأقل فتح ممر بري أمام المقاتلين المتطوعين والإمدادات.
وتنظر تركيا إلى الأكراد السوريين بعين الشك للروابط بينهم وبين حزب العمال الكردستاني التركي الذي حارب أنقرة طوال عقود من أجل حقوق الأكراد في تركيا.
وبعد أن أعلن الجيش الأمريكي أنه أسقط جوا أسلحة للقوات الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية قرب بلدة كوباني الحدودية السورية قال متحدث باسم القوات الكردية السورية الرئيسية التي تدافع عن البلدة إن قواته تأمل في مزيد من الدعم.
وقال ريدور شليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية إن الأسلحة التي أسقطت الليلة قبل الماضية “سيكون لها تأثير إيجابي” على سير المعركة سواء كانت من الناحية المعنوية أو حتى من الناحية العملية ولكنه أضاف أيضا “أنها غير كافية” لحسم المعركة.
وتابع في مقابلة مع رويترز أجريت عبر سكايب “معركة كوباني نحن لا نعتقد بأنها سوف تنتهي بهذه السرعة.. كما تعلمون قوات داعش (الدولة الإسلامية) لا زالت متواجدة ومتواجدة بكثرة وهناك اصرار من قبل داعش لاحتلالها لكوباني بالإضافة إلى أن هناك أيضا اصرارا وعنادا قويا من قبل وحداتنا في رد هذه الهجمات”.
ويمثل تزويد المقاتلين الاكراد بالسلاح تصعيدا للجهود الأمريكية لمساندة القوات المحلية حتى تصد مقاتلي الدولة الإسلامية في سوريا بعد سنوات حرصت فيها واشنطن على عدم الانزلاق في الحرب الاهلية السورية المندلعة منذ ثلاث سنوات.
ويقصف التحالف أهداف الدولة الإسلامية في العراق منذ أغسطس ووسع حملته لتشمل سوريا في سبتمبر أيلول بعدما حقق التنظيم مكاسب كبيرة على الأرض.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الاثنين إن الولايات المتحدة أبلغت تركيا أن إسقاطها أسلحة جوا للأكراد السوريين جاء استجابة لأزمة ولا يمثل تغييرا في السياسة الأمريكية.
وتابع للصحفيين خلال زيارة لاندونيسيا “تحدثنا مع السلطات التركية. أنا تحدثت وتحدث الرئيس لكي نوضح تماما أن هذا ليس تحولا في سياسة الولايات المتحدة. إنها لحظة كارثية وطارئة” مضيفا أن ذلك كان “إجراء لحظيا”.
وطلبت الولايات المتحدة من تركيا السماح لها باستخدام القواعد الأمريكية في الأراضي التركية في شن غارات جوية على التنظيم.
لكن مسؤولا في وزارة الخارجية التركية قال أمس الاثنين إن المجال الجوي التركي لم يستخدم في عمليات إسقاط جوي نفذتها الولايات المتحدة لمساندة المقاتلين الاكراد الذين يدافعون عن مدينة كوباني السورية.
ووصف مسؤولون أمريكيون خلال مؤتمر هاتفي الاسلحة التي تم تسليمها بأنها “أسلحة صغيرة” ولم يقدموا المزيد من التفاصيل.
وأخطرت الولايات المتحدة تركيا مسبقا بخططها لنقل أسلحة للاكراد السوريين الذين تتشكك فيهم أنقرة لصلتهم بالاكراد الاتراك الذين تسببت حملتهم في مقتل 40 ألف شخص.
وقال مسؤول امريكي للصحفيين “الرئيس (باراك) أوباما تحدث إلى (الرئيس التركي رجب طيب) اردوغان امس وأخطره بعزمنا القيام بهذا والاهمية التي نعلقها على الامر”.
وأضاف “نتفهم المخاوف التركية القديمة فيما يتعلق بعدد من الجماعات منها الجماعات الكردية التي انخرطوا معها في صراع. لكن نعتقد بشدة ان الولايات المتحدة وتركيا تواجهان خطرا مشتركا هو الدولة الإسلامية في العراق والشام ونحن بحاجة إلى تحرك سريع” مستخدما الاسم القديم للدولة الإسلامية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتابع الحرب السورية عن طريق شبكة من المصادر على الارض ان مواقع الدولة الإسلامية تعرضت لغارتين جويتين بعد منتصف الليلة الماضية.
وقال بيان القيادة المركزية إن 135 ضربة جوية شنتها الولايات المتحدة قرب كوباني في الأيام الأخيرة مصحوبة باستمرار مقاومة تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض أدت إلى إبطاء تقدم التنظيم في البلدة وقتل مئات من مقاتليه. وأضاف البيان “ولكن الوضع الأمني في كوباني مازال هشا مع مواصلة تنظيم الدولة الإسلامية تهديد المدينة واستمرار مقاومة القوات الكردية”.
وقالت الرئاسة التركية “إن اوباما واردوغان بحثا الموقف في سوريا بما في ذلك الاجراءات التي يمكن ان تتخذ لوقف تقدم الدولة الإسلامية كما بحثا الوضع في كوباني.
وفي بيان صدر أمس الاحد قالت الرئاسة ان الاتصال الهاتفي بين اوباما واردوغان تطرق إلى المساعدات التي تقدمها تركيا لاكثر من 1.5 مليون لاجيء سوري من بينهم نحو 180 ألفا من كوباني.
وفي تصريحات نشرت أمس الاثنين في وسائل الاعلام التركية ساوى اردوغان بين حزب الاتحاد الديمقراطي السوري وحزب العمال الكردستاني التركي ووصفهما بانهما منظمتان ارهابيتان. وقال اروغان “من الخطأ جدا ان تنتظر منا امريكا التي نتحالف معها ونحن أعضاء معها في حلف شمال الاطلسي أن نقول نعم (لتأييد الاتحاد الديمقراطي) بعد أن أعلنت على الملأ دعمها لمثل هذه المنظمة الارهابية”. - رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى