اللـيـوة .. والـرقــصـة والأصـل

> عوض بامدهف

> (الليوة) .. الرقصة والأصل والأنغام والإيقعات التي غزت أفراحنا وأعراسنا وأعيادنا الدينية منها والوطنية، حيث تهادى وتراقص الجميع على إيقاعاتها المنظمة الزاخرة بالتنوع والتطريب وتناغم وتناسق الحركات الراقصة، وكانت بمثابة البهارات والمشهيات والمقبلات التي زادت أفراحنا وأوقاتنا ألقا ورونقًا وإمتاعًا وبهجة.
هذه الرقصة تنتمي في الأصل إلى الطرف الآخر القريب والمتعارف عليه سياسيًا وجغرافيًا بمصطلح (شرق أفريقيا) والذي ارتبطنا به بأوثق الصلات والوشائج بفعل الهجرة وغيرها، ولعل أبرزها العملة المتداولة في إطار (مستعمرة عدن) وهي (شلن شرق أفريقيا) التي لازمتنا حتى نيل الاستقلال الوطني الناجز في 30 نوفمبر 1967م ليحل محله (الدينار).
وحتى لا يذهب بنا الحديث بعيدا عن فحوى تناولنا هذا المتمحور حول تسليط الأضواء حول (رقصة الليوة الإفريقية الأصل) التي سادت وانتشرت في أغلب المدن الساحلية.
وفي هذا المتناول نرصد وقائع رحلة رقصة الليوة منبعها الأصلي في (دار السلام عاصمة تنزانيا) إلى درة المدن الساحلية وأشهرها وأعرقها (عدن).
**الرحلة والانتشار**
عميد فرقة الليوة الشعبية في عدن الفنان الكبير ونجم الكرة العدنية الذي كرم ضمن نخبة من العصر الذهبي من قبل «الأيام» و «الأيام الرياضي» في العام 2008م ونجم فريق الهلال الشهير (الكابتن صالح محمد حسن المزماز) يحدثنا في هذا التناول عن رحلة رقصة الليوة الشعبية وانتشارها في عدن، ويستهل حديثه الممتع قائلاً:
“رقصة الليوة الشعبية جاء بها الأخ عبدالله مبروك من دار السلام عاصمة تنزانيا في أربعينيات القرن العشرين المنصرم.
وقد شكلت فرقة الليوة الشعبية في الشيخ عثمان بعدن من عدد من العقال، وهم الوالد محمد حسن سعيد المزمار الذي ترأس الفرقة ومحمد عبيد باجنيد وحسن فنده، وبدأت فرقة الليوة الشعبية في عدن نشاطها في الخمسينات، وكنَّا حينذاك في طور الشباب، وكان الوالد محمد حسن سعيد المزمار يدق على الطبل الكبير المسمى (بيبا) وهو الإداة الرئيسة في الفرقة، بالإضافة إلى الطبل الطويل المسمى (المسندو) (والمراوس) و (الرنان) وهي أداة نحاسية و (المزمار).
وتكونت الفرقة في ذلك الوقت من عبده حسن ركب وسالم يسلم رزق الله وكانا نواة أول فرقة في الليوة التي تأسست وتشكلت في الشيخ عثمان، حيث كنا نتفرج ونشاهدهم وكان الوالد يستعين بي لمواصلة الدق على الطبل الكبير (بيبا)، حيث كنت أتناوب مع الوالد الدق على الطبل الكبير رغم وجود عازفين هم (مبروك خميس مبروك وعلي فرج وأحمد علوي وسعيد مسعود).
وقد استمرت الفرقة في تقديم أعمالها إلى الآن في مخادر الأعراس في عدن، وقد خلفني حفيدي محمد أحمد غانم (المزمازي) وهو رئيس فرقة الليوة الشعبية في عدن.
وقد سجلت الفرقة الكثير من أعمالها في تلفزيون عدن أكثر من مرة”.
من أغاني الليوة
وواصل عميد فرقة الليوة الشعبية في عدن وحديثة قائلاً :
“لقد كنا نغني أغاني الليوة المعروفة كثيرًا في عدن، والتي كانت كلماتها عربية وألحانها أفريقية وأشهرها الأغنية المعروفة (دورت له ما لقيته) وبعد ذلك كنا نغني أغاني خاصة بالفرقة في عدن وعلى إيقاعات رقصة الليوة ومن هذه **الأغاني:
**(أغنية حالي)**
(وهي من أشعار تهامة الحديدة)
لما لما ياعيالي .. ماترحموا حالي
أنتوا كساكم جديد .. وأنا كسائي بالي
عدن عدن ياجماعة .. كل الرجال باكوا (راحوا)
ناس استفادوا .. وناس وسط البحور ماتوا
لاعاد شربوا مداع .. ولا أكلوا قاتوا
إذا معكم بيس هاتوا
**(أغنية المولع)**
دي سكّت الباب وخلتنا مصلع
أنا لي الله مسيكين المولع
إن كان يدلع خليك مدلع
اخرج من الباب خليك برع
**(أغنية أيش دا الكلام)**
الله أكبر أيش دا الكلام
تجزع بجنبي ولا ترد السلام
آه السلام يجيب الكلام
صاحت الأسود وطارت الحمام

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى